من أسرار الملكة إليزابيث إلى حياة مؤسس «تيليجرام».. ماذا يقرأ العالم الآن؟
- كريج براون يكشف تفاصيل لقاءات الملكة إليزابيث الثانية بمشاهير السياسة والفن والرياضة والمجتمع
- «دوروف» مؤسس «تيليجرام» استوحى إلهامه من رئيس شركة «آبل» ستيف جوبز
- «ترامب» يكشف أسرار 4 سنوات فى البيت الأبيض.. ويقدم رؤية لفترة حكمه المقبلة حال فوزه فى انتخابات نوفمبر
- انتهاء تصوير الجزء الرابع من سلسلة الأفلام الناجحة «مذكرات بريدجيت جونز» فى أغسطس الماضى
تعتمد رغبة المرء فى قراءة الكتب العالمية على اهتماماته وتفضيلاته الخاصة، فالبعض يميل إلى معرفة تفاصيل أكبر عن الأحداث السياسية، وهناك من ينجذب إلى الغوص أكثر فى حياة المشاهير، من خلال قراءة كتب السير الذاتية، بينما يجد الكثير من القراء ضالتهم فى كتابات الخيال العلمى، أو الأدب رواية أو شعرًا.
وما بين كشف العديد من الأسرار الجديدة حول حياة ملكة بريطانيا الراحلة، إليزابيث الثانية، فى الذكرى الثانية لوفاتها، والملياردير الروسى بافيل دوروف، مؤسس تطبيق «تيليجرام»، بعد اعتقاله فى فرنسا، والكتاب الجديد الصادر بالأمس للرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، دارت قراءات العالم فى الفترة الأخيرة، فما الذى تتضمنه هذه الكتب؟
رحلة حول الملكة.. لماذا وصفت الملكة إليزابيث ترامب بـ«الوقح للغاية»؟
قبل أيام قليلة على الذكرى الثانية لوفاتها، التى تحل الأحد المقبل الموافق ٨ سبتمبر الجارى، صدر الكتاب البريطانى «A Voyage Around the Queen»، أو «رحلة حول الملكة»، الخميس الماضى.
الكتاب من تأليف كريج براون، الكاتب والصحفى الحائز على عدة جوائز، صاحب أفضل مبيعات فى صحيفة «صنداى تايمز»، عن دار النشر الشهيرة «هاربر كولينز»، ويكشف العديد من الأسرار الجديدة حول حياة الملكة إليزابيث الثانية.
ووصف الكثير من النقاد الكتاب بـ«الأكثر حيوية»، لأنه استطاع الاقتراب من الملكة إليزابيث الثانية بطريقة مختلفة عن باقى السير الذاتية، من خلال اهتمام مؤلفه بالثرثرة والنميمة المحببة، مع كشف تفاصيل لقاءات الملكة بمشاهير السياسة والفن والرياضة والمجتمع وغيرهم، وهو ما جعل صحيفة «أوبزرفر» البريطانية تصف إياه بأنه «جوهرة التاج بين السير الذاتية الملكية».
الكتاب الذى يضم بين دفتيه ٦٧٢ صفحة يجذب القارئ قبل حتى أن يفتحه، فمجرد أن تقع عيناه على الغلاف سيجد صورة الملكة إليزابيث الثانية مُحاطة بحرف «Q» على شكل حرف كبير. ورغم أن هذا الحرف يرمز إلى كلمة «Queen» أو «الملكة»، يمكن أن يشير أيضًا إلى كلمة «Quiz» أو «لغز».
ما يؤكد ذلك تشبيه الكاتب للملكة إليزابيث الثانية بـ«أبوالهول»، الذى تحيطه ألغاز عظيمة لم تُكتشف أو تُحل حتى الآن، لكن «براون» لا يتعامل مع «لغز» الملكة باعتباره طريقًا مسدودًا، بل على العكس يفتح مسارات وقصصًا كثيرة عنها، وكأنه يأخذ القارئ فى رحلة حول الملكة، كما يشير عنوان الكتاب.
ويقول كريج براون فى بداية الكتاب: «لم يعش أحد فى تاريخ البشرية حياة أكثر توثيقًا من الملكة، فمن الممكن تسجيل تحركاتها، على أساس يومى تقريبًا، منذ لحظة ولادتها إلى وفاتها. لم يمر يوم دون تصويرها، ثم تنتشر هذه الصور فى جميع أنحاء العالم. لكن على الرغم من الحجم الهائل للصور والمقتطفات الصحفية، ظلت غامضة تمامًا تقريبًا، وأبقت على حقيقتها مخفية، ووضعت مخططًا لإدارة الصورة الملكية، الذى مزقه بعض أحفادها الآن».
من ضمن اللمحات الطريفة التى وضعها «براون» فى كتابه، وصف الأديبة الشهيرة فرجينيا وولف للملكة إليزابيث الثانية، الذى قالت فيه: «وهى طفلة تشبه يرقة الفراشة، التى فى النهاية ستنمو لتصبح فراشة جميلة»، فضلًا عما قالته الملكة عن نجمة هوليوود الراحلة مارلين مونرو عندما التقتها: «وجدتها لطيفة للغاية، لكننى شعرت بالأسف عليها، لأنها كانت متوترة للغاية، لدرجة أنها لعقت أحمر الشفاه الخاص بها».
وكشف المؤلف عن جانب مختلف فى شخصية الملكة إليزابيث الثانية، عندما طلب منها المخرج دانى بويل، المسئول عن حفل افتتاح أولمبياد لندن ٢٠١٢، الظهور مع «جيمس بوند» خلال الحفل، فكانت المفاجأة موافقتها على الفور دون أى تردد، رغم أن الطلب يبدو خرقًا للقواعد الملكية، ويمكن النظر إليه باعتباره تقليلًا من شأن الملكة.
لم تكتف الملكة بالموافقة على الظهور فى فيديو بحفل افتتاح أولمبياد لندن ٢٠١٢ فحسب، بل أضافت جملة حوارية لظهورها، بعد أن قالت للمخرج: «بالطبع يجب أن أقول شيئًا، فجيمس بوند قادم لإنقاذى».
وأبدى «بويل» إعجابه باهتمام الملكة بموظفيها، من خلال حرصها على أن يقضوا يومًا مع نجم سينمائى، لذا عندما جاء دانيال كريج «مؤدى شخصية جيمس بوند» إلى القصر، ووقفت الملكة بجانبه لالتقاط صورة، كانت حريصة جدًا ومُصرة على أن يفعل موظفوها نفس الشىء.
وعُرض الفيديو الذى ظهرت فيه الملكة مع «دانيال كريج/جيمس بوند» فى حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية، يوم ٢٧ يوليو ٢٠١٢، وشاهده أكبر جمهور عالمى فى تاريخ التليفزيون البريطانى.
ويتضمن المشهد وصول «جيمس بوند» إلى قصر باكنجهام فى سيارة أجرة سوداء، وصعوده سلالم مغطاة بالسجاد الأحمر، ثم يستقبله بول وايبرو، وهو وصيف حقيقى للملكة، وإثنان من الكلاب الملكية الأصيلة، ويصطحبه إلى غرفة الملكة.
يقول «وايبرو»: «السيد بوند، جلالتك». يقف «بوند» فى صمت، ويبدو عليه القليل من نفاد الصبر وهو ينتظر انتهائها من كتابة رسالة، وبينما تدق الساعة، يتنهد لينبهها إلى وجوده، فتستدير الملكة وتقول له: «مساء الخير، سيد بوند»، فيرد: «مساء الخير، جلالتك».
ورغم أن دانيال كريج تحدى مطاردات السيارات والرصاص والسكاكين والمشاجرات والانفجارات والرمى من النافذة، وخاض العديد من المعارك حتى الموت، اعترف لاحقًا بأنه «ارتجف من التوتر» فى حضورها. وتطرق الكتاب كذلك إلى علاقة الملكة إليزابيث برئيسة الوزراء البريطانية، مارجريت تاتشر، وسط الحديث المتداول حول وجود «حالة تنافس» بينهما، التى انتهت بطبيعة الحال مع رحيل «تاتشر» عن منصبها عام ١٩٩٠.
وفى ٢٠٠٥، أقيمت حفلة عيد الميلاد الثمانين لـ«مارجريت تاتشر»، وعندما رأت الملكة تقترب سألتها: «هل يمكننى أن ألمس يديك؟»، ومدت «تاتشر» يدها وهى تنحنى، فأخذتها الملكة وتمسكت بها بقوة، وهو ما علق عليه سكرتيرها الخاص السابق للشئون الخارجية، تشارلز باول، بقوله إن «هذا كان أمرًا غير معتاد بالنسبة للبريطانيين، الذين يعرفون أنه لا يُفترض بك أن تلمس الملكة، لكن الملكة ظلت متمسكة بيد تاتشر فى أنحاء الغرفة».
كشف الكتاب كذلك عن رأى الملكة فى الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، الذى وصفت إياه بأنه كان «وقحًا للغاية»، بعدما استضافته مرتين خلال ولايته قائلة بالتحديد: «كرهت بشكل خاص الطريقة التى نظر بها من فوق كتفى، وكأنه يبحث عن آخرين أكثر إثارة للاهتمام».
شفرة دوروف.. أسرار من حياة «نبى الخصوصية» الذى هزم «مملكة فيسبوك»
أصبح الملياردير الروسى بافيل دوروف، مؤسس تطبيق «تيليجرام» الملقب بـ«مارك زوكربيرج روسيا»، موضع اهتمام عالمى كبير، ليس فقط بسبب القبض عليه فى فرنسا، الأسبوع الماضى، باتهامات مثيرة للجدل، لكن لأن قصة حياته تحمل الكثير من التفاصيل المثيرة.
فالرجل البالغ من العمر ٣٩ عامًا، ويتمتع بوسامة وجاذبية واضحة، لديه أكثر من جنسية، وتدور شائعات حول كونه «الأب البيولوجى» لنحو ١٠٠ طفل، ما أضاف إلى غموضه الكثير، وجعل المهتمين بأباطرة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى يبحثون عن أى معلومات تخصه، من خلال كتب أو سير ذاتية نُشرت عنه.
وجاء الاهتمام باعتقال «دوروف» فى فرنسا، قبل الإفراج عنه بكفالة قدرها ٥ ملايين يورو، فى ظل خلافات كبرى بين الحكومات الغربية وأباطرة التكنولوجيا، وعلى رأسهم إيلون ماسك، الذى أطلق على الفور هاشتاج «#FreePavel» أو «حرروا بافيل»، لدعم مؤسس «تيليجرام»، وسط اتهامات واسعة للسلطات الفرنسية بأن عملية اعتقاله ذات دوافع سياسية.
وجددت هذه التطورات الحديث عن السيرة الذاتية الوحيدة عن بافيل دوروف، التى كتبها الصحفى الروسى نيكولاى كونونوف، وحملت عنوان « The Durov Code»، أو «شفرة دوروف»، وسط إقبال على قراءتها من المهتمين بمعرفة الحقيقة وراء هذا الرجل الغامض.
ولا يمكن وصف «شفرة دوروف» سوى بالكتاب المهم للغاية، لأن مؤسس «تيليجرام» معروف بعدم التواصل مع الصحفيين، لكن مؤلف الكتاب استطاع أن يلتقيه ويتحدث معه عدة مرات، ويشق طريقه إلى عقله، لتكون النتيجة ليست مجرد تحقيق صحفى، بل كتاب كامل يستهدف أولئك المهتمين بقصص النجاح، خاصة فى مجال شركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى.
وفيما يلى أبرز ما جاء فى كتاب نيكولاى كونونوف عن بافيل دوروف، المعروف باسم «نبى الخصوصية»، فى ظل الخصوصية العالية التى يتيحها تطبيق «تيليجرام»، مقارنة بباقى تطبيقات المراسلات الأمريكية، من بينها «واتساب»:
ولد بافيل دوروف عام ١٩٨٤ فى الاتحاد السوفييتى، ونشأ فى عائلة من المثقفين، وأُرسل إلى مدرسة ثانوية مرموقة فى سانت بطرسبرج. تمرد «دوروف» على التحكم والمراقبة منذ صغره، فأثناء تعلمه البرمجة فى المدرسة، اخترق النظام لجعل جميع أجهزة الكمبيوتر فى الفصل تعرض صورة للمعلم، مع تعليق «يجب أن يموت»، ما أدى إلى منعه من دخول مختبر الكمبيوتر لمدة شهر.
تمتع «دوروف» المراهق بثقة كبيرة فى نفسه، تقترب من الإيمان بقدراته الخاصة. عندما اجتمع مع أصدقائه فى شقة، بعد التخرج فى المدرسة الثانوية، لمناقشة المهن المستقبلية لهم، أخبرهم دون أى مزاح بأنه سيصبح «نبى الإنترنت».
ومع نمو سمعته كساحر كمبيوتر، أثناء دراسته فى الجامعة، اقترب منه إثنان من معارفه، وأظهرا له نسخة مبكرة من موقع «فيسبوك» الخاص بمارك زوكربيرج، فقرر سرعة إنشاء «نسخة روسية» متطابقة تقريبًا من «الموقع الأزرق».
ولتجسيد رؤيته على أرض الواقع، استعان «دوروف» بشقيقه الأكبر «نيكولاى»، وهو عبقرى فى الرياضيات فاز بالميدالية الذهبية لأولمبياد الرياضيات الدولى ٣ مرات متتالية، فى تسعينيات القرن الماضى، واعترف به فيما بعد باعتباره العقل المدبر وراء كل من «فيكونتاكتى/ بديل فيسبوك الروسى» و«تيليجرام».
توصل «دوروف» إلى فكرة «تيليجرام» أثناء البحث عن طريقة للتواصل بأمان مع فريقه، مع سماح التطبيق الجديد آنذاك بإنشاء «مجموعات دردشة» ضخمة، ما يجعل تنظيم الأشخاص أسهل، وكنسخة أكثر سلاسة من تطبيق «واتساب».
وأسس «بافيل» منصة «فكونتاكتى» بعد تخرجه مباشرة فى جامعة سانت بطرسبرج الحكومية، عام ٢٠٠٦، وكانت مُصمَمة فى البداية كمنصة اجتماعية لطلاب الجامعات، مع تقديم «نيكولاى» المشورة له، بصفته كبير مسئولى التقنية فى شركتهما الوليدة.
وكان هاجس الشقيقين هو جعل المنصة الجديدة أسرع وأكثر موثوقية من منافسها الأمريكى «فيسبوك»، لتنجح فيما بعد بالفعل فى النمو بسرعة كبيرة، لتصبح فى النهاية منصة التواصل الاجتماعى الرائدة فى روسيا، ثم فى العديد من الدول.
وفرت منصة «فيكونتاكتى» تجربة أشبه بـ«فيسبوك»، لكنها مُصمَمة خصيصًا للجمهور الناطق باللغة الروسية. كما كان نموها السريع مدفوعًا بكونها المنصة التى تسمح بمشاركة وبث الموسيقى والأفلام المقرصنة والمواد الإباحية، قبل أن يفقد «دوروف» السيطرة عليها تدريجيًا لصالح مستثمرين مقربين من «الكرملين»، ويقرر مغادرة روسيا عام ٢٠١٣.
رغم أنه يُشار إليه غالبًا باسم «زوكربيرج روسيا»، استوحى «دوروف» إلهامه من رئيس شركة «أبل»، ستيف جوبز، الذى كان فى ذروة نفوذه آنذاك، فـ«دوروف» مثل «جوبز»، يرى نفسه صاحب رؤية، ويدفع موظفيه إلى أقصى الحدود.
ومنذ بداية حياته المهنية، ظهر «دوروف» أقوى بعد كل هجوم ضده. كذلك اشتهر بنشر منشورات مساعدة ذاتية بعنوان «قواعد الحياة»، على حسابه فى «إنستجرام»، ينصح فيها ملايين من متابعيه بالعيش حياة منعزلة، وتجنب الكحول والقهوة والإفراط فى الأكل.
ويفخر «دوروف» بامتلاكه «الحد الأدنى من الممتلكات»، الأمر الذى سمح له بـ«البقاء غير مقيد»، و«الحفاظ على نمط حياة متنقل»، بدعم من فريق يضم ٣٠ مهندسًا بدوام كامل، فى جميع أنحاء العالم.
واحتفظ الملياردير الروسى بتفاصيل حياته الخاصة سرية إلى حد كبير، قبل أن يصدم جمهوره بمفاجأة كبرى، فى الشهر الماضى، حين خرج على وسائل التواصل الاجتماعى ليعلن أنه بصفته متبرعًا بالحيوانات المنوية، لديه الآن أكثر من ١٠٠ طفل بيولوجى!
أنقذوا أمريكا.. ترامب يهدد مارك زوكربيرج بالسجن مدى الحياة
صدر الكتاب المصور «Save America» أو «أنقذوا أمريكا»، أمس الثلاثاء، والذى كتبه دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى السابق، المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة المقررة فى نوفمبر المقبل، عن دار النشر «Winning Team Publishing»، التى شارك فى تأسيسها ابن «ترامب»، وحليفه سيرجيو جور.
يقدم «ترامب»، فى كتاب «أنقذوا أمريكا»، تفاصيل حول السنوات الأربع التى قضتها كرئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين، ورؤية لفترة حكمه المقبلة، حال فوزه فى انتخابات نوفمبر، إلى جانب كواليس القمم التاريخية التى جمعته مع زعماء العالم، وما يحدث داخل البيت الأبيض، مع صور توثق هذه اللحظات.
الكتاب عبارة عن مجموعة من الصور والحكايات والذكريات حول ولاية «ترامب»، ويعرض الإنجازات التى حققها فى هذه الفترة، بما فى ذلك مفاوضات التجارة، والتخفيضات الضريبية، والدبلوماسية الدولية، وأمن الحدود، إلى جانب رؤيته المستقبلية حال انتخابه مجددًا، ليسلط بذلك الضوء على الماضى، ويقدم خريطة طريق للمستقبل، وفقًا لوجهة نظره الخاصة.
وربما يكون الجزء الأكثر أهمية فى الكتاب هو تأملات «ترامب» بشأن الزعماء الأجانب، بداية من إشادته مرارًا وتكرارًا بالرئيس الصينى، شى جين بينج، والرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، مقابل انتقاده حلفاء الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، بما فى ذلك حلف شمال الأطلسى «الناتو» والاتحاد الأوروبى.
ودافع «ترامب» عن القمة التى عقدها مع الرئيس الروسى، فيلادمير بوتين، فى العاصمة المجرية هلسنكى، عام ٢٠١٨، وواجه بسببها انتقادات عديدة من الغرب. وكتب أسفل صورته مع «بوتين» فى القمة: «كان هذا يومًا معقدًا للغاية. لقد عقدت اجتماعًا عظيمًا مع الرئيس الروسى بوتين، وهو ما اعترف به الجميع، ثم بدأت الأخبار المزيفة فى نشر قصص كاذبة».
وأضاف: «فلاديمير رجل قوى، لكن كان لدينا تفاهم وتوافق جيد»، مشددًا على أن «روسيا استولت على أراضٍ فى عهد الرئيسين السابقين، جورج دبليو بوش وباراك أوباما، وكذلك الرئيس جو بايدن، وهو ما لم يحدث فى ولايتى».
ويتضمن كتاب «ترامب» صورًا له مع رياضيين أسطوريين، مثل جاك نيكلاوس وتايجر وودز، لاعبى التنس، إلى جانب زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، والذى كتب تحت صورة جمعته معه: «لقد تعرفنا على بعضنا البعض جيدًا فى فترة زمنية محدودة للغاية».
كما يتضمن صورته مع المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، بجانب صور للحشود الكبيرة التى يحب التباهى بها، وتجمعت فى واشنطن العاصمة لسماع خطابه النارى، الذى سبق الهجوم العنيف على «الكابيتول»، فى ٦ يناير ٢٠٢١.
ويحتوى الكتاب على تأمل مطول لـ«ترامب» حول «مواجهة الموت»، أثناء محاولة اغتياله، خلال تجمع جماهيرى فى بنسلفانيا، يوم ١٣ يوليو الماضى، وهى الواقعة التى قال عنها فى الكتاب: «استمرت الرصاصات فى التطاير، بينما انقض على عملاء الخدمة السرية الشجعان للغاية لحمايتى، والدم يتدفق فى كل مكان، ومع ذلك، شعرت بأمان شديد، لأن الله كان إلى جانبى»، وذلك تحت صورة لوجهه الملطخ بالدماء.
وكشف كذلك تفاصيل اجتماعه مع مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة «ميتا» مؤسس «فيسبوك»، فى البيت الأبيض، الذى قال عنه: «كان قد أحضر زوجته اللطيفة للغاية إلى العشاء، كان لطيفًا قدر الإمكان، بينما كان يخطط لمؤامرة حقيقية ضدى»، فى إشارة إلى اتهام «ترامب» لـ«مارك» بأنه «تبرع بأكثر من ٤٠٠ مليون دولار، هو وزوجته بريسيلا تشان زوكربيرج، إلى مكاتب الانتخابات، عام ٢٠٢٠، حتى لا يفز بالرئاسة». وقال «ترامب» عن «زوكربيرج»: «نحن نراقبه عن كثب، وإذا فعل أى شىء غير قانونى هذه المرة سيقضى بقية حياته فى السجن، كما سيحدث للآخرين الذين يغشون فى الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٤».
وتطرق أيضًا لبعض منافسيه، بما فى ذلك ليز تشينى، العضوة السابقة فى «الكونجرس»، التى انتقدت سلوك «ترامب» بشدة، فى ٦ يناير ٢٠٢١، وأطاح بها منافس مدعوم منه، فى الانتخابات التمهيدية لعام ٢٠٢٢. وتظهر صورة «تشينى» فى كتاب «ترامب» وهى تبتسم معه فى البيت الأبيض. وكتب الرئيس الأسبق تحت الصورة: «لقد اعتادت أن تطلب منى سلالًا من الهدايا، وفى النهاية قلت لا».
وتحت صورة جمعته مع زعماء «الكونجرس» ذوى الوجوه العابسة، ومن بينهم زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، ورئيسة مجلس النواب السابقة، نانسى بيلوسى، ورئيس مجلس النواب السابق، كيفن مكارثى، كتب «ترامب»: «مجموعة ودية حقًا فى غرفة العمليات».
بريدجيت جونز: مجنونة بالصبى.. حياة أرملة خمسينية فى زمن الإنترنت و«البوتوكس»
انتهى تصوير الجزء الرابع من سلسلة الأفلام الناجحة «مذكرات بريدجيت جونز»، فى أغسطس المنقضى، والذى يحمل اسم «Bridget Jones: Mad About the Boy» أو «بريدجيت جونز: مجنونة بالصبى».
الجزء الرابع من الفيلم المقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة هيلين فيلدينج، يظهر فيه كل من رينيه زيلويجر وهيو جرانت، مع غياب نجم الأجزاء السابقة، كولين فيرث، الذى لعب دور «مارك دارسى»، إذ يتوفى فى حادث، لتجد البطلة نفسها أرملة ولديها طفلان.
بمناسبة الانتهاء من تصوير الجزء الرابع من الفيلم الشهير، المقرر عرضه فى فبراير المقبل، سلطت صحيفة «إندبندنت» البريطانية الضوء على الرواية المقتبس منها العمل، والتى صدرت فى عام ٢٠١٣، وتدور حول حياة «بريدجيت»، وهى أرملة فى الخمسينيات من عمرها، بعد وفاة زوجها «مارك دارسى» فى حادث لغم أرضى.
وتتناول الرواية قصة «بريدجيت» وهى تكافح كأم عزباء، فى أعقاب وفاة زوجها «مارك»، تحديدًا بعد قرابة ٢٠ عامًا من الرواية الأولى، وسط اختلاف المشهدين الثقافى والجنسى بشكل كبير، إذ تكافح «بريدجيت» الآن مع الإنترنت والرسائل النصية و«البوتوكس».
وتحاول «بريدجيت» إعادة الاتزان إلى حياتها من جديد، بعد ٤ سنوات من وفاة «مارك»، وتعود إلى مشهد المواعدة الذى تغير كثيرًا، تمامًا كما كانت فى العشرينيات من عمرها، لتطرح الرواية قصة مرحة عن امرأة فى منتصف العمر، تتنقل بين المواعدة والأمومة فى عصر الإنترنت.
وتظل «بريدجيت جونز»، التى أصبحت أكبر سنًا وأكثر حزنًا، لكن ليست أكثر حكمة، بطلة الكوميديا المثالية، لتحلل المؤلفة هيلين فيلدينج من خلالها «ارتباك جيل جديد من النساء، وتسمح لقرائها بالضحك عليهن، كاختصار لنوع معين من الأنوثة المعاصرة»، وفق «إندبندنت».
وفى الجزء الرابع، أعادت المؤلفة إحياء «بريدجيت»، بعد قرابة ٢٠ عامًا، للحياة وسط مشهد رومانسى وجنسى وثقافى جديد تمامًا، ومع ذلك لم يتغير أسلوبها الأنثوى، رغم بلوغها ٥١ عامًا، فهى لا تزال تسجل وزنها بشكل مهووس، وكمية الكحول التى تشربها.
ولم تكتفِ بطلة الرواية بذلك، وأضافت إلى «قائمة الشعور بالذنب» هذه رسائل نصية محرجة، وتغريدات، و«بوتوكس». وفى بعض الأحيان، تبدو «بريدجيت» مزعجة مثل مراهقة مرحة، كما كانت دائمًا، لكن هناك ظلًا يخيم عليها، خاصة بعدما أصبحت أرملة وأمًا لطفلين صغيرين.
ومع جعل «بريدجيت جونز» أرملة، أصرت المؤلفة هيلين فيلدينج على بقاء زوجها «مارك دارسى» مثاليًا بشكل غير معقول، فى الموت كما كان فى الحياة، من خلال قتله بلغم أرضى أثناء التفاوض على إطلاق سراح عمال الإغاثة فى السودان، لتتجنب أى تشويه للحلم، بطلاق فوضوى بين الإثنين مثلًا، مع تقديم الكثير من المجال للحظات مؤثرة مع الأطفال.
لكن تصميم «بريدجيت» على «الاستمرار فى العبث»، كما تقول المؤلفة فى الرواية، يدفع المأساة التى تعيشها فى ظل وفاة زوجها إلى الهامش، فى معظم الأحيان، لكنه يمنحها حزنًا كانت تفتقر إليه فى الأجزاء السابقة.
وتبدأ أحداث رواية «بريدجيت جونز: مجنونة بالصبى» بعد ٤ سنوات من وفاة «مارك»، إذ تخرج «بريدجيت» من صدمة الحزن الأولى للانخراط فى مشهد المواعدة مرة أخرى، الذى أصبح مختلفًا للغاية الآن، فعندما كانت عزباء آخر مرة، لم يكن هناك «تويتر» أو «رسائل جنسية» أو مواعدة عبر الإنترنت، وهو ما استغلته المؤلفة فى بناء العديد من المواقف الكوميدية.
وعلى الرغم من أن تأخر «بريدجيت» فى تبنى التكنولوجيا يجعل الكثير من الكوميديا التى تعتمد على الملاحظة تبدو قديمة، هناك بعض المواقف الجميلة التى تستند إلى سوء الفهم والتوقيت السيئ عادةً، عندما تصادف «بريدجيت» مدرس ابنها الوسيم، «السيد والاكر».
وكتعوض عن الضربة القاسية التى وجهتها لـ«بريدجيت» بعد وفاة زوجها، جعلت المؤلفة من أبطالها فى الجزء الرابع أكثر مثالية. لكن هذا كان دائمًا جزءًا من جاذبية الشخصية، فالبطلة العادية التى تفوز ببطلها الرومانسى، لا تفعل ذلك من كونها المرأة المثالية، ولكن من خلال كونها الخرقاء نفسها.
وتؤكد المؤلفة فى هذا الجزء من الرواية أن الحب الحقيقى ليس مضمونًا مدى الحياة، حتى فى الكوميديا الرومانسية، وأن النساء فى الأربعينيات والخمسينيات من العمر لم يعدن مستعدات للتلاشى، وحيدات وغير مرئيات، وهو ما تعبر عنه على لسان بطلتها «بريدجيت»، التى تبدو سخيفة ومثيرة للغضب فى كثير من الأحيان. لكنها أيضًا إنسانية للغاية، بكل ما تعانيه من انعدام الأمان.