السبت 21 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

يارا إبراهيم: توصيات الحد من مخاطر الثقافة الإلكترونية للطفل تحتاج لآذان صاغية

الثقافة الإلكترونية
الثقافة الإلكترونية للطفل

فى دراسة بعنوان «الثقافة الإلكترونية للطفل كأحد مستحدثات العصر الرقمى»، نشرتها يارا إبراهيم محمد إبراهيم، أستاذ مناهج الطفل بجامعة أسيوط، بمجلة التربية وثقافة الطفل فى المنيا قبل خمس سنوات، سلّطت الباحثة الضوء على المضار النفسية والاجتماعية والذهنية والأكاديمية الناجمة عن سوء استخدام الأطفال للإنترنت واعتمادهم عليه باعتباره مصدرًا للثقافة والمعرفة، طارحة عددًا من التوصيات للحد من هذه الأضرار. 

نوهت الباحثة بأن سوء استخدام الأطفال للإنترنت يقود إلى اتسامهم بردات فعل عنيفة، والتشويش على صفاء فطرتهم بسبب اطلاعهم على أفكار متضاربة ومنحرفة، كما أن انغماس الطفل فى الإنترنت يجعله يعيش فى الأوهام، إذ تسرق منه الوقت وتبعده عن التواصل الحقيقى مع المجتمع الواقعى، وتزيد من عزلة الطفل وتجعله يهرب إلى الحاسوب، ما يؤدى إلى معاناته من نوبات قلق قوية. 

وعلى الصعيد الاجتماعى، قد يُضعف التعرض الزائد للإنترنت من الروابط الأسرية ويشوه الصورة الأخلاقية والاجتماعية للطفل من خلال مشاهدة نمط اجتماعى مخالف للعادات والأعراف الاجتماعية. أما على المستوى الأكاديمى فالاعتماد السلبى على الإنترنت يؤدى إلى إبعاد الطفل عن قراءة الكتب والمطالعة، على اعتبار أن المطالعة الرقمية أسهل من المطالعة الورقية، وقد يفتح مجالا لثقافات قد لا تكون ملائمة لعمر الطفل. 

فضًلا عن ذلك، فسوء استخدام الإنترنت قد يؤثر فى عقلية الأطفال من خلال الغوص فى العالم الافتراضى وعدم تمييز ما هو حقيقى مما هو وهمى، وقد يفقدهم تركيزهم العقلى، ويتسبب فيما يطلق عليه «متلازمة الإنهاك المعلوماتى» بسبب كثرة المعلومات التى يتعرضون لها وعدم قدرتهم على التأكد من صحتها، ما يرهقهم ويتعب ذهنهم ويقودهم إلى الانعزال.

وقدمت الباحثة فى دراستها عددًا من التوصيات، من أهمها: إقامة مؤسسة عربية لإنتاج وسائل ثقافة الطفل العربى من برامج تليفزيونية، ألعاب تعليمية، وقصص إلكترونية عربية غير مدبلجة لتوحيد الجهود فى هذا المجال وتشجيع المبادرات المتميزة. وكذلك توعية الأطفال الصغار بأضرار إدمان الإنترنت، ودعم ذلك من خلال متابعة أولياء الأمور للأطفال، والتغيير من وسائل التثقيف والترفيه للأطفال، وإقامة مهرجانات تثقيفية وفنية وأدبية متنوعة، وتفعيل دور المؤسسات الثقافية ودور النشر الحديثة والإلكترونية والاهتمام بمنشورات الطفل. 

ومن التوصيات الأخرى المهمة التنويه بأهمية إنشاء جهاز رقابة إلكترونية خاص للأطفال حتى عمر المراهقة، يختص بتوفير مواقع اتصال مع الأهل، يمكن من خلالها توفير محركات بحث آمنة للطفل، وتوفير خدمات تكنولوجية متميزة لكل مرحلة عمرية، وإقامة ورش وندوات لتأكيد الدور الخطير الذى يلعبه الغزو الثقافى للطفل بالتأثير السلبى على هويته ومعتقداته، وأيضًا تحديث مكتبة الطفل تكنولوجيًا وتوفير الأدوات اللازمة من موسوعات ثقافية ورقية وإلكترونية، وإنشاء المكتبات، خاصة فى المناطق ذات المستوى الاقتصادى المنخفض؛ للارتقاء بوعيهم والمكتبات المتحركة الذكية وتجهيزها بالكتب الورقية والإلكترونية بصفة دورية.

*يارا إبراهيم، أستاذ مناهج الطفل بجامعة أسيوط