السبت 23 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

عنصرية ديكنز.. البريطانى الاستعمارى أم بطل الدفاع عن الأيتام والمظلومين؟!

ديكنز
ديكنز

- ملك المصادفات المستحيلة والعاطفية المفرطة والمبالغات الساخرة

ربما لا أميل شخصيًا إلى استخدام الأدب والفن عمومًا كوسيلة للانتقام الاجتماعى، لكنها واحدة من أهم المسالك والدروب التى سار فيها الإبداع العالمى لسنوات طويلة، وأغلب الظن أنها سوف تستمر لعقود أخرى طويلة مقبلة، إذ تستميل الكتابة عن صعوبات حياة الفقراء، ومآسى اليتامى، والمحرومين من التعليم، والبؤساء عموم القراء فى العالم، يحبها النقاد، والقادمون من ظروف مشابهة، ومن خبروا مرارة الفقر والحاجة، ويميل إليها الأثرياء، وأبناء الطبقات المتوسطة، فيجدون فيها تهوينًا مما يلاقونه من صعوبات، ويجدون فى الدموع التى يبذلونها خلال «وقت القراءة» وسيلة للتطهر مما اقترفوه من جرائم وخطايا فى حق تلك الفئات التعيسة والبائسة «طوال سنوات وسنوات»، أو غيرها من أسباب ومبررات.. وربما لم يكن البريطانى الأشهر تشارلز ديكنز هو أول من كتب عن تلك المآسى الإنسانية، لكننى أظن أنه لا أحد كتب عن الفقراء واليتامى بمثل ما فعل الروائى الإنجليزى المولود فى السابع من فبراير 1812، سواء من حيث البناء الدرامى، وحبكة القصة، أو من حيث دقة الوصف، والمعايشة، والقدرة على ابتكار الشخصيات المؤثرة، والحس الاجتماعى الساخر، ورغم أن اسمه اقترن بفن الرواية البريطانية لسنوات وعقود طويلة، ومازالت رواياته وقصصه تطبع بكثافة حتى وقتنا هذا، وتجد رواجًا فى عموم الكرة الأرضية، باعتباره البطل الأكبر للدفاع عن الأيتام والمظلومين، إلا أنه لم يفلت من حبال النقد اللاذع، ولم تسلم كتاباته من اتهامات العاطفية المفرطة، بحسب «بلدياته» فيرجينيا وولف، والمصادفات غير المحتملة بحسب هنرى جيمس، ولا المبالغة فى تصوير الشخصيات بحسب جورج هنرى لويس، كما لم تسلم من الاتهامات بالعنصرية تجاه السكان الأصليين للمستعمرات البريطانية، ومعاداة السامية و«الشيفونية» البريطانية، بحسب كثير من النقاد والكتاب.

«المزدوج الأكبر»

رغم تعرضه لانتقادات حادة من كثير من الروائيين والنقاد الإنجليز، لم يترك الناقد والشاعر البريطانى جلبرت كيث تشسترتون فرصة للحديث عن أستاذية ديكنز النثرية إلا واغتنمها، وكتب عن ابتكاراته المتواصلة لشخصيات فريدة، وقوة حسه الاجتماعية، وكان الروسى الأكبر فيودور دستويفسكى واحدًا من أهم قراء تشارلز ديكنز ومعجبيه، وسبق أن حكينا عن ترجمته أعماله إلى اللغة الروسية، وهو الذى قال عنه: «أنا مقتنع أننا نفهم ديكنز فى اللغة الروسية تمامًا مثل اللغة الإنجليزية، حتى مع كل الفروق الدقيقة بين الحياة فى روسيا وفى بريطانيا، بل وربما لا يقل حبنا له عن حب أبناء بلده، ومع ذلك، فكم هو مبدع ديكنز، وكم هو إنجليزى»، وبعد وفاته فى التاسع من يناير ١٨٧٠، كتب الروائى الاسكتلندى توماس كارليل: «إن سيلًا من المواهب قد انقرض فجأة»، فيما استلهم الرسام الهولندى الشهير فينسنت فان جوخ العديد من اللوحات من رواياته، ومنها لوحة «كرسى فينسنت»، وقال فى رسالة أرسلها إلى أخته عام ١٨٨٩ إن قراءة ديكنز، خاصة رواية «ترنيمة عيد الميلاد»، من الأشياء التى كانت تمنعه من الانتحار، ووصفه الكاتب الفرنسى جول فيرن بكاتبه المفضل، وقال: «إن رواياته قائمة بذاتها، وتقزم الآخرين بقوتها المذهلة وبلاغة تعبيرها».

ومثل غالبية كتاب العصر الفيكتورى الذين وجهت إليهم اتهامات معاداة السامية، من قبل جماعات الضغط اليهودية، مثل فيرجينيا وولف، وت. س. إليوت، نال ديكنز حقه من الاتهام الذى سبقه إليه كثيرون، لكن المفكر الفلسطينى المعروف إدوارد سعيد يفسر ذلك بقوله: «يمكن اعتبار معظم الكتاب الرئيسيين فى العصر الفيكتورى كتابًا عنصريين بدرجة ما، حتى ماركس وميل ليسا محصنين، كلاهما اعتقد أن أفكارًا مثل الحرية، والحكومة التمثيلية، والسعادة الفردية، يجب ألا تطبق على المشرق لأسباب نسميها اليوم عنصرية»، و«فى كثير من هؤلاء الكتاب، كانت معاداة السامية أكثر أشكال العنصرية وضوحًا، واستمر هذا إلى ما بعد الفترة الفيكتورية»، إلا أن ديكنز بحسب جريس موور، أستاذة الدراسات الأدبية بجامعة ملبورن الاسترالية، كان عنصريًا مقيتًا ومتطرفًا، وتقول فى كتابها «ديكنز وخطابات الإمبراطورية.. عن الطبقة والعرق والاستعمار فى أعمال تشارلز ديكنز»، أنه فى كتابه «مذكرات أمريكا»، عارض بشدة وحشية العبودية فى الولايات المتحدة، وأعرب عن رغبته فى تحرر الأمريكيين من أصل أفريقى، ومع ذلك، فإن «نفس الكتاب يتضمن حلقة كوميدية مع سائق مدرب أسود، ويقدم وصفًا غريبًا يركز على بشرة الرجل المظلمة وطريقة حركته، والتى ترقى إلى تقليد مجنون لحوذى إنجليزى»، وقالت إنه فى عام ١٨٦٨، تحدث عن جهل السكان السود أو ما أسمته «الحالة غير المتعلمة للسكان السود»، كما تحدث عن «العبثية الحزينة فى إعطاء هؤلاء الناس حق التصويت».

واعتبر كثيرون أن إحدى أفضل الأمثلة المعروفة للعنصرية هى شخصية «فاجن» فى «أوليفر تويست»، التى نشرت لأول مرة فى حلقات بين عامى ١٨٣٧ و ١٨٣٩. وكتب الصحفى والناقد البريطانى بول فالى فى صحيفة «الإندبندنت» أنه ينظر على نطاق واسع إلى «فاجن»، اليهودى الذى يدير مدرسة فى لندن للأطفال النشالين، على أنه أحد أكثر اليهود بشاعة فى الأدب الإنجليزى، ويعتقد أن شخصيته استندت جزئيًا إلى شخصية مجرم يهودى من القرن التاسع عشر فى لندن، قابله ديكنز خلال فترة عمله كصحفى، ويوضح فالى أن الحلقات الأولى من الرواية تشير إلى «فاجن» ٢٥٧ مرة باسم «اليهودى»، فى حين أنه كان نادرًا ما يذكر عرق أو دين الشخصيات الأخرى، ويقول: «لم يذكر فاجن باسم اليهودى فى بقية الفصول بسبب تصحيح ديكنز لها قبل الطباعة، وذلك بعد أن اشترت عائلة ديفيز اليهودية منزله الذى كان معروضًا للبيع، ثم كتب لاحقًا فى رواية «صديقنا المشترك» عن شخصية اليهودية الطيبة «ريا»، بعد أن أهدته السيدة ديفيز نسخة عبرية من «العهد القديم» امتنانًا وتقديرًا له.. ويقول الصحفى والموسيقى البريطانى نورمان ليبرخت، فى مقال عن مدى عنصرية «أوليفر تويست» ما نصه: «لم يقلل ديكنز من يهودية فاجن فقط فى الطبعات المنقحة اللاحقة من الرواية، ولكنه أخرج العناصر اليهودية من تصويره لفاجن فى قراءاته العامة لها، متجاهلًا وصف صوت الأنف، ولغة الجسد التى كان قد ضمنها فى القراءات السابقة».

وفيما يخص الحالة «الشيفونية الثقافية» البريطانية، ذهب منتقدو ديكنز إلى اعتباره «المزدوج الأكبر»، الكاره لأنماط حياة شعوب المستعمرات البريطانية، وصولًا إلى حد القبول بالإبادة الجماعية لهذه الشعوب، فهو الذى يصف مستعمرة إيرلندية بأنها عبارة عن «فوضى من الخنازير والأوانى والمراكب الصغيرة»، والذى كتب فى ٤ أكتوبر ١٨٥٧ فى رسالة خاصة إلى البارونة بورديت كوتس فى أعقاب تمرد هندى، قُتل فيه أكثر من مائة سجين إنجليزى، معظمهم من النساء والأطفال: «أتمنى لو كنت القائد العسكرى فى الهند، كنت سأبذل قصارى جهدى لإبادة العرق الذى صدرت منه حالات العنف الأخيرة.. مع كل الهجوم المناسب والسرعة الرحيمة فى الإعدام، لطمسهم من الجنس البشرى ومسحهم من على وجه الأرض»!! وهو، فى الجانب الآخر، بطل الدفاع عن الأيتام والمظلومين، عميد رواية الانتقام الاجتماعى، بداية من تحفته «أوليفر توست»، التى نشرت لأول مرة وهو فى الخامسة والعشرين من عمره، ووصف فيها أدق تفاصيل الحياة البائسة التى كان يعيشها المجرمون فى زمنه، وقسوة المعاملة السيئة التى يلقاها الأيتام فى دور الرعاية الاجتماعية فى لندن، وليس نهاية برواية «لغز إدوين درود» التى توفى ديكنز أثناء نشرها كحلقات مسلسلة، وظلت نهايتها التى وضعها مجهولة، وتدور حول «جون كاسبر»، قائد جوقة الكنيسة، مدمن الأفيون الذى يحب تلميذته المخطوبة لابن أخيه «إدوين درود».

الحقيقة إننى لا أميل إلى أى الفريقين، وأظن أنه سواء كان تشارلز ديكنز عنصريًا مقيتًا، مدافعًا عن الاستعمار، وكارهًا كل ما هو غير إنجليزى، أم كان رجلًا نبيلًا، يدافع عن الأيتام والمسجونين، والفقراء والمقهورين، فقد ذهبت تلك الآراء والمواقف إلى حيث ذهب صاحبها، تجاوزتها البشرية، وأخذت حقها من الجدال، والاتفاق والمعارضة، لتبقى «أوليفر تويست» كتحفة أدبية بديعة، وتبقى «أوقات عصيبة» و«قصة مدينتين»، و«ديفيد كوبرفيلد»، و«آمال عظيمة»، تلك الأعمال التى لم تتوقف طباعتها أبدًا، وأصبحت محط أنظار العالم كله، وأنتج عن آخرها فقط ما يزيد على ٢٥٠ عملًا مسرحيًا وسينمائيًا وتليفزيونيًا حول العالم.

توتر الحلقات المسلسلة

لعب اشتغال ديكنز بالصحافة دورًا شديد الأهمية فى صبغ أعماله بالعديد من السمات خصوصًا أن غالبيتها كانت تنشر فى حلقات مسلسلة ما بين أسبوعية وشهرية، فكان لابد لها من جاذبية خاصة حتى تتواصل متابعتها، لعل فى مقدمتها إضفاء حالة من التوتر على الحلقات، ونهايات الفصول المفتوحة، إلى جانب الإيقاع الخاص الذى يتميز بتتابع المواقف المثيرة والصغيرة، ليبقى الجمهور فى انتظار الجزء الجديد، والذى يدفع القارئ لانتظار ما تسفر عنه تطورات الأحداث.

كان ذلك هو الشكل المفضل للأدب وقتها، وعلى عكس كثير من المؤلفين الذين ينهون أعمالهم قبل نشرها مسلسلة، كان ديكنز يؤلف عمله على أجزاء بالترتيب الذى يريد أن يظهر عليه العمل، وقيل إنه كان شغوفًا بعمله بصورة غير طبيعية، فظل يمارس الكتابة بنهم معظم حياته، ومن المبالغات التى تداولها المقربون عنه أنه كان يكتب بمعدل ٩٠ صفحة يوميًا أثناء كتابته «أوليفر تويست»، لكن هذا الشغف كانت محصلته إنتاجًا ضخمًا وغير طبيعى من الروايات والروايات القصيرة، إلى جانب مئات القصص والمقالات، والتى بدأت وهو فى الحادية والعشرين من عمره، عندما استخدم اسمًا مستعارًا «بوز» لنشر رسوماته فى الصحف والمجلات الإنجليزية المختلفة، والتى نشرها فيما بعد فى أول كتاب له بعنوان «قصاصات بوز» عام ١٨٣٦، وفى العام نفسه بدأ بنشر أول رواياته «مذكرات بكوك» على أجزاء متسلسلة، وحظيت السلسلة بشعبية كبيرة لدرجة أنها كانت أكثر شهرة من الرسومات التوضيحية التى كانت ترافقها، مما شجعه نجاح رسوماته، والدعم الكبير الذى تلقاه من الناشرين، لإنتاج المزيد من القصص والروايات، فنشر «أوليفر تويست» عام ١٨٣٨ على حلقات مسلسلة حققت نجاحًا مبهرًا، ونال بها شهرة واسعة.

طور ديكنز مهاراته الأدبية والصحفية بسرعة، فعمل صحفيًا فى صحيفتين لندنيتين، هما «مرآة البرلمان»، و«الشمس الحقيقية»، ثم تولى رئاسة تحرير صحيفة «ديلى نيوز» فى لندن عام ١٨٤٥، لكنه استقال بعدها بـ١٠ أسابيع فقط بسبب مشاكل مع أحد مالكى الصحيفة.

وبالإضافة إلى قائمته الضخمة من الروايات، حرر ديكنز مجلات أسبوعية مثل «كلمات منزلية» و«طوال العام» التى أصدرها عام ١٨٥٩، وتضم المجلتان مجموعات أدبية أسبوعية شهيرة عن الخيال والشعر، وكانتا توزعان بشكل هائل، كما عُرف بحبه للمسرح، وكتب مسرحيات ومثل أمام الملكة فيكتوريا فى عام ١٨٥١.

طفولة تعسة.. وبطولة مبكرة

لم تكن حياة ديكنز بعيدة بأى حالٍ من الأحوال عن رواياته، فهو أيضًا عاش طفولة تعسة وبائسة، حيث ولد لأبوين فقيرين، مع عدد كبير من الأطفال، إذ كان تشارلز هو الطفل الثانى بين ثمانية إخوة، واضطر إلى العمل فى سن صغيرة بعد سجن والده، الذى كان يعمل فى وظيفة متواضعة، كموظف بسيط فى مكتب دفع بحرى بمدينة «بورتسموث» الساحلية فى جنوب إنجلترا، مما اضطره إلى اللجوء للاستدانة، لكنه لم يستطع الوفاء بديونه فدخل السجن، بينما جاهد تشارلز للمشاركة فى نفقات الأسرة، التى كانت قد انتقلت للحياة فى أحد الأحياء الفقيرة فى لندن، فاضطر لترك المدرسة وهو فى العاشرة من عمره، والالتحاق بالعمل فى مصنع لتلميع الأحذية، لكنه تركه بعد خروج والده من السجن، وهى الفترة التى أكسبته خبرات كبيرة ومبكرة، ويمكن اعتبارها المفتاح الأهم فى مسيرته كلها، إذ انعكست على شخصياته وأعماله، بنفس القدر الذى انعكست فيه على أسلوب حياته، فمنحته بطولة مبكرة، كما منحته قدرة على الوصف الدقيق لطبيعة الحياة فى الأحياء الخاصة بالعمال والطبقات الدنيا من المجتمع اللندنى. 

بدأ رحلته مع الكتابة وهو فى الخامسة عشرة من عمره، إذ التحق بالعمل فى أحد مكاتب المحاماة، وكانت مهمته هى كتابة التقارير للمحاكم، ولبراعته فى الكتابة بدأ بعد عام واحد فى كتابة التقارير للمحاكم بصورة مستقلة، ودون حاجة لمكاتب.

عندما وصل إلى سن العشرين تمكنت الأسرة أخيرًا من إعادته إلى المدرسة ليكمل تعليمه، وكان فى نفس الوقت يعمل كمراسل لإحدى الصحف المحلية الصغيرة لقاء أجر متواضع، لكنه لم يكن يهتم بالأجر، فقد كان بحصوله على هذه الوظيفة وكأنه وصل إلى تحقيق حلم حياته، فمنح عمله الصحفى كل وقته، وذهنه، وشغل تفكيره، كما اعتبره مجرد تمرين على الكتابة، وتمهيد له لاحتراف الكتابة الأدبية، خصوصًا أن عمله الصحفى أتاح له تأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم، كما ساعده على اختبار العديد من التجارب الإنسانية والأخلاقية.

تزوج ديكنز من كاثرين طومسون هوجارث، ابنة جورج هوجارث، محرر صحيفة «وقائع المساء» عام ١٨٣٦، وأنجبا ١٠ أولاد، ثم انفصلا عام ١٨٥٨، وتعرض لحادث قطار مروع فى عام ١٨٦٥، أدى لتعرضه لإصابات ظل يعانى منها حتى وفاته فى ٩ يونيو ١٨٧٠، عن عمر ناهز ٥٨ عامًا إثر إصابته بجلطة دماغية فى مدينة «كنت»، ودفن فى ركن الشعراء فى «وستمنستر آبى»، وسط آلاف المشيعين.

وقيل إنه عانى من سكتة دماغية خفيفة فى عام ١٨٦٩، وحاول طبيبه إقناعه بالتوقف عن العمل، إلا أنه رفض الاستماع واستمر فى جدول عمله المعتاد، وكان يعمل على روايته الأخيرة غير المكتملة، «لغز إدوين درود»، حتى مرضه، ونشرت صحيفة «الجارديان» أنه كان ينكر مرضه فى البداية، ويصفه بأنه «مجرد ألم أسنان»، وأنه سوف يشعر بتحسن بعد قليل من الراحة، ولكنه سقط فاقدًا الوعى، وتوفى فى اليوم التالى.