توفيق الحكيم... كل هذا الكسل وكل هذا الإبداع
- أملى أكبر من جهدى وجهدى أكبر من موهبتى وموهبتى سجينة طبعى ولكنى أقاوم
- عاش 89 سنة أنتج خلالها 89 عملًا أدبيًا وفكريًا فكيف كان كسولًا
- كان توفيق الحكيم من هؤلاء الأبناء الرحالة خلف والدهم وفقًا لطبيعة عمله
- جفاء المشاعر خطيئته الكبرى التى أضاعت ابنه إسماعيل
«السيرة والمذكرات» منطقتى المفضلة فى القراءة من صغرى، فيها وجدت سحر الحياة وسرها، جنونها وحكمتها، فرحها وغضبها، وأيضًا رضا الإنسان وتمرده، تجبره واستسلامه، توهجه وانطفاءه، وفى مساحات متباينة بين الواقع والخيال، الصدق والكذب، الزهو والتواضع، الحب والكره، الحلو والمر، قضيت الأيام والليالى خاصة فى سنوات التكوين، فلم أجد سيرة ومذكرات المشاهير فى مختلف المجالات إلا قصص نجاح مُلهمة، بخلاف أنها جاءت دائمًا مدخلًا لقراءة دفتر أحوال البلد فى حياة صاحب السيرة أو المذكرات، كل هذا مَثل الدافع الأكبر نحو التخصص بالأساس فى هذا المجال وقتما أصبحت ناشرًا، وهنا فى «حرف» نفتح ملفًا نستعرض فيه بعضًا مما قرأت فى «السيرة والمذكرات». حكاية كبيرة توفيق الحكيم، مقالاته فى «الأهرام» كانت قناة اتصالى بعالمه الفكرى والأدبى الساحر المتنوع الثرى كمًا وكيفًا، صدفة أن كانت سيرته الذاتية «سجن العمر» هى أول ما قرأت له وأنا شاب فى العشرينيات من عمرى، وكنت متأثرًا وقتها بصورة إنسانية ذهنية عنه أخذت له مكانة مسبقة فى قلبى، صورة الجد فى حياة أى حفيد بما تحمله من مشاعر خاصة جدًا، هذه الحالة الإنسانية جعلتنى شغوفًا بونس ودفء أعماله، خاصة أنها من نوعية تستدعيك كل آنٍ وآخر كلما تقدمت فى العمر، وتقرأها فى كل مرة قراءة مختلفة تجدد أثرها فى وجدانك إن لم تترك أثرًا جديدًا تكتشفه بحكم نضج العمر وتراكم معارفك وخبراتك، أيضًا تزامنت قراءتى الأولى لـ«سجن العمر» فى سنوات التكوين بمشهد صراع الأجيال التاريخى، بين أبٍ رحمة الله عليه يريدنى مهندسًا بينما ميولى كلها أدبية، وهو ما عاشه وحكاه «الحكيم» فى سيرته، أراده أبوه قاضيًا واختار هو طريق الفن، ثم ناقض «الحكيم» نفسه عندما أصبح أبًا فناهض اختيار ابنه «إسماعيل» طريق الفن، وكان يريده مهندسًا، ولم يكن الخلاف بينهما إلا المأساة الأكبر فى حياة توفيق الحكيم.
مصداقية السيرة
الاختبار الأكبر فى تقديرى لأى كاتب أو مفكر أو فنان أو سياسى أو خلافه من المشاهير المؤثرين، هو اختبار توثيق مذكراته أو سيرته، خاصة إذا اختار أن يقوم بالمهمة بنفسه، يستدعى رحلة العمر من أبعد نقطة فى ذاكرته، ويقوم بتشخيص حياته بحلوها ومرها، وما انعكس منها على شخصه إنسانيًا ومهنيًا سلبًا كان أو إيجابًا، والحقيقة أن المصداقية هى دائمًا معيار تحقق الصدى المنتظر لسيرة أو مذكرات المؤثرين فى حياة الناس، ولعل سيرة توفيق الحكيم «سجن العمر» من أصدق ما كُتب فى مجال السيرة والمذكرات، وهو تصنيف عليه توافق كبير، وهو ما يجعلها بكل هذا الحضور بعد نحو ستة عقود من نشرها لأول مرة عام ١٩٦٤، وهى سيرة إنسانية فى المقام الأول، فأنت لا تجد فيها أسرار وكواليس حياة «الحكيم» المفكر والكاتب ومعاركه السياسية والمهنية قدر ما تجد «الحكيم» الإنسان وتأثره بنشأته فى حضن والدين وأسرة وعائلة أقل ما توصف به أنها جافة المشاعر، مادية التفكير، انتهازية المصلحة، هى بالفعل ومن بعدها الطوفان، وكل هذا ليس من عندى وإنما أفاضت به سطور «الحكيم» تصريحًا أو تلميحًا، وكان له انعكاسه بالطبع على تكوينه وتركيبة شخصيته، وخاصة فيما يتعلق بجفاء المشاعر خطيئته الكبرى التى أضاعت ابنه إسماعيل.
فى مقدمة سيرته أوضح توفيق الحكيم الغرض من كتابتها: «هذه الصفحات ليست مجرد سرد وتاريخ لحياة، إنها تعليل وتفسير لحياة، إنى أرفع فيها الغطاء عن جهازى الآدمى لأفحص تركيب ذلك المحرك الذى نسميه الطبيعة أو الطبع، هذا المحرك المتحكم فى قدرتى، الموجه لمصيرى.. من أى شىء صُنع؟.. من أى الأجزاء شُكل ورُكب؟.. لنبدأ إذًا من البداية.. من يوم وُجِدتُ على هذه الأرض كما يوجَد كل مخلوقٍ حى، بالميلاد من أبٍ وأم، وما دمنا لا نستطيع أن نختار والدينا، ما دمنا لا نستطيع أن نختار الأجزاء التى منها نُصنع، فلنفحص إذًا هذه الأجزاء التى منها تكونا، فحصًا دقيقًا صادقًا، ولا نتحرج من الخروج قليلًا- كما اعتدناه فى بلادنا- من وضع الأهل والآباء داخل قوالب جامدة وأطر ثابتة لصور الكمال والورع والصلاح إلى حدٍ يحول دون أى تحليلٍ إنسانى.. لا بد إذًا من بعض الشجاعة والصراحة لنعرف على الأقل شيئًا عن تركيب طبعنا، هذا الطبع الذى يسجننا طول العمر».
يعدك إذًا توفيق الحكيم من البداية بسيرة مختلفة، وكأنه يقسم قسم الشهادة أمام المحكمة «والله العظيم أقول الحق»، ولكنه يحدد الغرض تفصيلًا وينفى الإساءة بوضوح، فالغرض إنسانى فى المقام الأول، الوقوف على تكوين «الطبع» وأثره فى حياة الواحد منا باعتباره دون أن ندرى سجن العمر كله، الفكرة مذهلة الحقيقة وتخطف من أول كلمة.
المرض وحديث الخرافة
بعدما رسم توفيق الحكيم خريطة كاملة لعائلته بشخوصها ومواقفها فى فصول سيرته الأولى، توقف عند محطة إصابته فى سنوات الطفولة بأمراضٍ عضال فوق ما يُصاب به الأطفال عادة فى هذه السن، يحكى «الحكيم» فى سيرته: «لقد وُلدت فيما علمت ممتلئ الصحة، ولكن هذه الصحة لم تدم أكثر من سنوات قلائل، أربعًا أو خمسًا، ثم ألمت بى الأمراض، إنى أذكر هذه المرحلة، يُخيل إلىّ أن المرض كان مقيمًا بجسمى لا يزول إلا ليعود، لست أدرى أى نوعٍ من الأمراض، لم تكن فقط مجرد أمراض الأطفال المعتادة، من حصبة وسعال ديكى وإسهال ونحو ذلك، إنها كانت أمراضًا أخرى، علاوة على أن أمراض الطفولة تلك، استغرقت عندى سنوات متتالية، كانت فترات الشفاء أندر من فترات المرض، أذكر أن جدتى قالت لى يومًا ونحن فى الإسكندرية ذات صيف: سآخذك لزيارة مقام سيدى الطرطوشى!.. وهو مشهور بشفائه للأمراض وخصوصًا للحمى التى كانت تلازمنى ملازمة رفيق السوء، كان هنالك شرط لا بد منه: أن أفى بنذره المعروف، وهو الامتناع التام عن أكل الجبن الرومى، كان يُقال إنه يمقت الجبن الرومى، وكنت بالطبع أصغر سنًا من أن أناقش هذا القول، وأسأل: هل سيدى الطرطوشى، وهو من أولياء الله الغابرين، كان معاصرًا لظهور الجبن الرومى؟!.. نذرت له ذلك النذر بكل إخلاص الطفل المؤمن الساذج، ونفذته بكل أمانةٍ ودقة، أذكر أنى لبثت مدة طويلة لا أقرب هذا الجبن ولا أمسه بشفتىّ مع حبى الشديد له.. وشُفيت فعلًا!».
نداهة الفن
كلنا يرتبط بأسرته والوالد تحديدًا فيما يتعلق بمحل الميلاد أو النشأة، كله يسير بشكلٍ قدرى منطلقه فى الأساس عمل الوالد، كلما كان مستقرًا وفقًا لطبيعة الوظيفة، استقرت الأسرة ودامت سبل التربية فى إطار بيئى موحد الملامح، وكلما انتقلت الأسرة وراء ربها وفق ظروف عمله، تعرض الأبناء لتعدد أوجه التربية والتأثير باختلاف محال عمل الأب وإقامة الأبناء بالتالى فى سنوات النشأة والتكوين.
كان توفيق الحكيم من هؤلاء الأبناء الرحالة خلف والدهم وفقًا لطبيعة عمله كقاضٍ، هو فى الأصل من مواليد الإسكندرية، ولكن إقاماته تعددت طوال سنوات الطفولة والصبا وحتى الشباب، إن لم يكن بصحبة والده إلى مقر عمل جديد، فنتيجة لذلك فى بعض الأحوال، وهو ما أتاح لـ«الحكيم» فرصة التحرر من سلطة الأب فى أحيان كثيرة منشغلًا كان بعمله القضائى إذا كان يقيم معه أو مقيمًا مع أقارب له بعيدًا عن الأب من الأساس، وفى هذا الإطار ندهت توفيق الحكيم فى طفولته نداهة الفن:
«لست أذكر بالضبط متى كان أول انفعالٍ لى بالجمال الفنى؟.. لعل أول مظهر من مظاهره اتخذ صورة التلاوة القرآنية الجميلة، يوم كنت فى الريف بأبى مسعود، أحضروا لى شيخًا يحفظنى القرآن ويعلمنى مبادئ القراءة والكتابة، كان ذلك الشيخ الذى أحضروه جميل الصوت. ثم شعرت بعد ذلك بالفن فى صورةٍ أخرى، مولد سيدى إبراهيم الدسوقى، والموكب الذى كان يمر من تحت نوافذنا. على أن بدء اهتمامى الحقيقى بالفن، فى صورته المباشرة، كان يوم هبطت وقتئذ بمدينة دسوق جوقة الشيخ سلامة حجازى، أو لعلها- وهو الأرجح- إحدى الفرق التى كانت تقلده وتطوف برواياته وتتخذ اسمه فى تنقلاتها بالأقاليم».
كان المسرح الشعبى إذًا هو البوابة الكبرى التى عبرها توفيق الحكيم إلى عالم الفن وخياله الرحب، والذى حاز شغفه بمختلف صور الفن أينما ذهب فى طفولته وصباه وشبابه، سنوات التكوين فى حياة أى إنسان، وهو بالقطع ما كان دافعًا وراء انحياز «الحكيم» للمسرح بمختلف أطره الفنية فى بواكير أعماله سواء فى مرحلة الهواية أو بعدها على طريق الاحتراف، وإلى أن أكد قوة حضوره المبكر كأحد رواد ما يُعرف بالمسرح الذهنى فى مسرحيته الأشهر «أهل الكهف»، صار بعدها الجمهور يهتم برسالة العمل المسرحى ولا يكتفى فقط بمجرد قضاء وقت للمتعة والتسلية والترفيه.
كانت جريدة الأهرام فى عددها الصادر بتاريخ ١٨ ديسمبر ١٩٣٥ قد نشرت خطابًا تحت عنوان «من مؤلف أهل الكهف إلى مدير الفرقة القومية» فى مناسبة عرض الفرقة لمسرحية «أهل الكهف» فى افتتاح الفرقة القومية عقب إنشائها عام ١٩٣٥ بإدارة الشاعر خليل مطران وإدارة فنية لأحد رواد المسرح المصرى الفنان زكى طليمات، جاء نص الخطاب كما يلى:
«عزيزى الأستاذ خليل مطران..
أحب أن أثبت كتابة تهنئتى إياك بهذا الفوز المبين، لقد شاهدت رواية الافتتاح فى ليلتها الرابعة، وتبينت أن الأمر أجل من أن يكون أمر قصة وفرقة، إنما هو أمر إقرار مذهب من مذاهب التمثيل لم يكن مألوفًا فى مصر والشرق العربى، فلقد كان المعروف لجمهورنا من قبل أن المسارح تُؤَم للمتعة الرخيصة الزائلة، لا للمتعة العقلية الباقية، حتى قصص شكسبير وأمثالها ما كانوا يشاهدونها لذاتها ولحوارها، بل لما أُدخل عليها من غناءٍ وألحان أو لما جاء فيها من مواقف مثيرة تهز أعصابهم من دون أن ينال حوارها الأدبى من أذهانهم منالًا، إلى أن أمسك بالزمام إمام الصناعتين، وكأنما أراد القدر أن يقيمه أمام صنعةٍ ثالثة، فبين للناس فى موقعة حاسمة أن التمثيل إن هو إلا فصل مجيد من كتاب الأدب العالمى.. نعم.. لقد كانت موقعة، لا بينى أنا وبين الجمهور كما قال صديقنا الدكتور طه حسين فى جريدة الجهاد، ولكنها بينك أنت وبين المذهب السابق البائد للتمثيل، وقد كان لك النصر، وبانتصارك انتصر الفن الحقيقى، فأهنئك مرة أخرى، وأهنئ معاونيك ومحققى فكرتك البارعين ومخرجى وممثلى الفرقة القومية الزاهرة.. والسلام».
الخطيئة الكبرى
نشر توفيق الحكيم سيرته «سجن العمر» قبل أربع سنوات من تأسيس ابنه إسماعيل واحدة من أهم الفرق الموسيقية الغربية فى الوطن العربى عام ١٩٦٧ حملت اسم Black Coats أو المعاطف السوداء، وهو ما مثل خلافًا حادًا بين توفيق وابنه إسماعيل، كان الأب يطمح فى أن يصبح ابنه مهندسًا، بينما ندهت الابن نداهة الفن كما ندهت «الحكيم» من قبل، فما كان من الأب أمام إصرار ابنه إلا أن زاد فى البعد عنه ومجافاته، كانت بينهما مسافة فى الأصل، نبهته زوجته إلى احتياج إسماعيل له كأب عندما بلغ ١٣ عامًا دون جدوى، ولم يزد نجاح الابن وفرقته توفيق الحكيم إلا عنادًا رغم أنه شاهد نجاحه بنفسه، وهو ما دفع إسماعيل إلى الاكتئاب والإدمان قبل أن يصيبه مرض الكبد حتى الموت عام ١٩٧٨.
لا أعتقد أن يواجه الآباء والأمهات أصعب وأجلّ من موت الأبناء، فما بالك إذا استشعر أحدهما الذنب فى ذلك أو شارك فيه بالفعل، وهو بكل تأكيد ما أصاب توفيق الحكيم فى مقتل حال وفاة ابنه الشاب إسماعيل، كان عمر الحكيم وقت وفاة ابنه ٨٠ عامًا، وتُوفى بعده بنحو ٩ أعوام، ولكنه بكل تأكيد كان حيًا ميتًا، وإن كانت مأساة ابنه بدأت بعد نشر سيرته «سجن العمر» كما أوضحت، إلا أن سيرة توفيق الحكيم حجة قوية على شروعه فى قتل ابنه قبل حدوثها بسنوات، «الطبع» من جديد.
وثيقة إدانة بالكسل
سيرة توفيق الحكيم «سجن العمر» وثيقة إدانة بالكسل، هذا ما تخلص إليه بمجرد قراءتها، الكسل كإحدى أهم صفات «الطبع» هو دائمًا مبرره وشماعة تقصيره فى مواجهة الجميع، فقط لم أتقبل الفكرة فيما يتعلق بثراء موهبته وإبداعه، فهو لم يكن فقط موهوبًا إلى حد العبقرية والتفرد، وإنما كان مجتهدًا لأبعد الحدود فى إنتاج أعمال متعددة وثرية تواكب موهبته.
تُوفى توفيق الحكيم عام ١٩٨٧ عن عمرٍ ناهز وقتها ٨٩ عامًا أنتج خلالها ٨٩ عملًا أدبيًا وفكريًا متنوعًا ما بين المسرح والشعر والرواية والقصص القصيرة والفكر والدراسات الفلسفية والمقالات الصحفية والسيرة واليوميات والمذكرات، وأبدع فى هذا كله إلى حد التفوق الاستثنائى، ما جعله فى مصاف رواد الأدب والفكر المصرى الأوائل، وتوالت طبعات أعماله جيلًا وراء جيل، حتى إنه بدون أى مبالغة يُعاد اكتشافه من جديد فى السنوات الأخيرة، والدليل أعماله المتصدرة رفوف المكتبات، وأقواله المنتشرة على صفحات السوشيال ميديا، وأيضًا تقديم أعماله برؤى شابة متجددة على أيدى أجيالٍ لم تعاصره، منها مؤخرًا مسرحية «رصاصة فى القلب» على خشبة المسرح القومى، وفيلم عيد الأضحى المنتظر «أهل الكهف» المأخوذ عن رائعته التاريخية المنشورة سنة ١٩٣٣.. فأى أثرٍ وأى خلودٍ هذا؟!.
«أملى أكبر من جهدى.. وجهدى أكبر من موهبتى.. وموهبتى سجينة طبعى.. ولكنى أقاوم».. هكذا اختصر توفيق الحكيم سيرته، إيجاز معبر جدًا، ليس فقط عما دونه فيها، وإنما عن إحساس كل موهوب طموح يسابق الزمن طوال الوقت فى معركة منهكة لا تنتهى إلا بالموت، ولا يزيده سؤال الجدوى إلا حماسًا من بعد إحباط، ونشاطًا من بعد خمول، ولعلها معركة تستحق بذل الحياة فى كل زمن، ولا يمثل استدعاء سيرة توفيق الحكيم وأعماله، إلا بشارة خيرٍ بالفعل بوعى أجيال جديدة نحاسبها طوال الوقت على معطيات عصرها بكل استخفاف، ودون أن نأخذ بأيديها إلى تراثٍ عابر للأجيال بصدقه ورؤيته، بينما تؤكد هى فى كل مناسبة أنها قادرة ومختلفة ولا تتمنى منا فقط إلا تواصلًا فعالًا يقدر موهبتها واجتهادها ويمنحها دعمًا إنسانيًا ومهنيًا متواصلًا ومستمرًا لا ينقطع، كفوا عن الطنطنة بقضية الشباب وليقدم لهم كل منكم ما يستطيعه دون صخب، فكم بيننا من أبناء كـ«إسماعيل» وآباء كـ«توفيق الحكيم».