أساطير الغرام فى الغناء الشعبى 11
القلوب عند بعضها.. دموع إيزيس فى حنة قطر الندى
- لم تتوقف السينما- وقت وجود أغنياء الحرب- عن استلهام اسم وسيرة «قطر الندى»
- لم يكن غريبًا أن يذهب فؤاد حداد فى أحد تجلياته لقطر الندى
لا أميل لسيرة الملوك والأمراء..
ولا أجد أبطالًا من بينهم.. يشغلنى دومًا تاريخ الهامش.. لهم كتبهم وشعراؤهم وخزائنهم وتاريخهم المكتوب على أسنة الرماح وصوت الدنانير..
أهرب كثيرًا من تفاصيل رواياتهم إذا ما صادفتها مرغمًا.. لكننى أحب هذا الرجل وسيرته ومسجده.. اسمه ابن طولون.. لم يكن مصريًا لكنه أول مَن فكر فى المصريين ليصبحوا جيشًا وأرضًا ودولة فى عصور الإسلاميين المسماة بالخلافة.
ربما لم يفعل ذلك محبة فى أهل مصر كما يقول الرواه.. لكنه فعل.
اسمه أحمد بن طولون.. ويقولون محمد سعيد العريان- أحد كتبة حواديته- إنه لم يكن عربى الدم وإنه يحسبه كذلك.. أجداده من أهل «طغزغز» وهى صحراء على حدود الصين.. كانوا يعيشون فى خيام حياة «أعراب البادية».
ابن طولون هو أول مَن فكر فى الاستعانة بالمصريين كجنود فى الحرب.. عمل بأبنائهم جيشًا يدافع عن استقلالها بعد ما يزيد على ألفى سنة كاملة كان جيش مصر فيها من الأغراب وكان أن استقلت لكن ابنه ومن جاءوا بعده ضيعوا استقلالها ومالها.. ولم يبق من «القطائع» عاصمتها فى ذلك الحين سوى ذلك المسجد ومنزل صغير بجواره حفظ سيرة الرجل والمدينة.
قصة ضياع مصر فى ذلك الوقت غايتى تفاصيلها ولم يبق منها فى ذهن «العوام» سوى سيرة حفيدة ابن طولون.. التى نغنى لها فى أعراسنا «الحنة يا حنة.. يا حنة يا قطر الندى» ونتهمها بأنها السبب فى إفلاس مصر.
القصة باختصار أن والد «قطر الندى» واسمها الأصلى أسماء.. خاض حروبًا مع الخلافة وحكامها فى بغداد.. وانتهى إلى هدنة أراد أن تطول ليحافظ على ملك أجدادها فسعى إلى مصاهرة تحفظ له ود الخليفة وتبقيه «حاكمًا» شبه مستقل.. فكان أن جرح قلب ابنته الوحيدة ذات الأربعة عشر ربيعًا وجردها من «غرامها» وخطيبها وعرضها على ابن الخليفة.. لكن الماكر العجوز فهم ما يرمى إليه «خمارويه».. فأوقعه فى الفخ.. قبل عرضه بزواج «أسماء» ولكن بدلًا من أن يزوجها لابنه.. أخذها لنفسه.
هذه ليست دراما إغريقية.. لكنها مناورات السياسة التى لا تقترن بالحب.. ولم يكن بمقدور الزميرة «بديعة الحسن» حسب وصف المقريزى «العاقلة» حسب معظم المؤرخين أن ترفض.. أو «تتذمر».. تمت الصفقة ولم يبق من سيرتها سوى ذلك الزفاف الأسطورى الذى كلف مصر «خزنتها» كاملة.. وللمرة الثانية لم ينتبه أحدهم لدموع «أسماء» التى أصبحت فى سيرتنا «قطر الندى».
كانت الرحلة من الفسطاط إلى بغداد حيث قصرها فى الرفافة هى الأطول من عمر «أسماء» وهى أطول رحلة عرفتها أعراس العالم.
قبلها.. قبل أن تبدأ الرحلة أرسل والد العروس سفنه لتأتى بالحنة من أنحاء العالم.. قيل إنها بلغت عشرين سفينة.. حنت العروس وصاحباتها الأيادى.. وتزينت كل نساء الفسطاط بما تبقى.. فلماذا الحنة؟!
بعض المؤرخين يقول إن نبات الحناء ظهر منذ تسعة آلاف سنة وإن كليوباترا كانت تستخدمها فى تجميل «جسدها».. وقيل إن إيزيس حينما كانت تجمع أعضاء أوز يريس قطعة تلو أخرى كانت كل قطعة تترك بعض دمائه على يدها.. حتى «تخصبت» وراحت بنات مصر «الفرعونية» يقلدنها حبًا.. بعدما اختلطت دموع إيزيس بدماء حبيبها لكن دموع «أسماء» لم تختلط بحناء والدها من بلاد خلق الله ولم يذكر المؤرخون شيئًا ذا قيمة عن حبيبها «أبى عبيد الله».. لكنهم ذكروا أن والدها بنى لها قصرًا فى كل محطة استراحت فيها فى رحلتها التى بدأت فى أوائل عام ٨٩٤م وانتهت بعد شهور فى قصر الخليفة المعتضد وبين زوجاته الكثيرات.
لم يكتب أحدهم شيئًا عن قلب «طفلة» فى السادسة عشرة من عمرها راحت تقاوم ألاعيب نساء الخليفة.. الذى عشق «المصرية» من ناحية وأحزانها على رحيل والدها الذى وجدوه مقتولًا فى قصره وقيل إن غلمانه «قتلوه» لتنتهى حكايته بجرسة.. لكن المصريين تناسوا «عمدًا» قصة إسراف «خمارويه» وجهازها ومشوارها المهول.. تناسوا المجاعات التى عانوها بعد خمس سنوات فقط من زفافها وتذكروا أغنيتها.
خمس سنوات فقط قضتها الأميرة الجميلة فى بغداد.. ثم ماتت كمدًا.. لتدفن وهى فى الثانية والعشرين من عمرها فى قصر الخلافة فى «الرصافة».. وبعدها بعامين فقط رحل الخليفة وقيل إنه حزن عليها «فقد أخلصت له وأحبته».. هكذا يحكى الرواه.. ولم يعد أحد يردد حكاياتهم التى سجلتها بعض الروايات الحديثة وآخرها لريم بسيونى «القطائع».. وبعض مسلسلات الإذاعة وسهرة تليفزيونية يتيمة قامت ببطولتها «هالة فؤاد» فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى.
يا شباك حبيبى.. غلاب الهوى
فى أوائل القرن العشرين عرفت مصر «تدوين الموسيقى» وتسجيلها عبر الأسطوانات.. فقد جاءت إلينا عبر «أهل اليونان».. وأهل إيطاليا.. فكانت أول أسطوانة تستعيد الأغنية التى رددها المصريون منذ ألف عام ويزيد.. وكانت بهية المحلاوية أول مَن سجل وغنى.. وفى ذلك الوقت لم يكن غريبًا أن يغنى الرجل أغنيات النساء ولذا نافسها عبدالحى حلمى فى تسجيل نفس الأغنية بكلماتها الفلكلورية ولحنها القديم أيضًا.. وهو لحن يعيده البعض إلى الكنيسة المصرية حيث ما يُسمى قداس «باسيلى».
«يا خوفى من أمك
لتدور عليك
لحطك فى عينى يا عينى
وأتكحل عليك».
وبهية المحلاوية واحدة من أهم مطربات الأفراح فى مصر بداية القرن الماضى.. «عالمة» ارتبط غناؤها برقص شفيقة القبطية وبمفردات «القباحة» فى ذلك الوقت.. ولا يمكن لأى راصد لتاريخ الغناء الحديث فى مصر أن يتجاهل أسماء أغنياتها الجريئة مثل «عم عبده».. وترصد الباحثة د. ياسمين فراج أن غناء تلك الفترة ارتبط بفكرة استدراج جنود الاحتلال البريطانى فى مصر بالخلاعة والحصول منهم على «معلومات» بعد أن «يسكروا».. وقد عرفت «بهية المحلاوية» طريق أفراح «أعيان مصر» وقتها رغم «خلاعة» أغنياتها.. وقد كان المطيباتية فى ذلك الزمن يدلعونها بأن «صوتها راح أوروبا».
على كل حال.. كانت بهية من أوائل أهل الطرب فى استعادة «سيرة قطر الندى» وأغنيتها «الجنائزية».. الأغنية من مقام الحجاز فى شكل «الطقطوقة» المنتشر وقتها.
وفى نفس العام الذى جرت فيه وقائع مذبحة دنشواى.. بالتحديد عام ١٩٠٦.. كان عبدالحى حلمى وهو عمرو دياب عصره.. أول مطرب يحلق شاربه ويرتدى البدلة على موعد مع تسجيل نفس الطقطوقة لشركة أسطوانات «أوديون».
«عذابى فى بعدك
حرام عليك..
جفيت واتلوع فؤادى عليك».
ولا أدرى كيف يتحدث مطرب عن «عذاب» فى أغنية «فرح».. على كلٍ.. عبدالحى يكمل:
«تعالى أما أقولك
أنا م الغرام
بيغنينى حسنك
وإنتى المدام».
الأسطوانة تشير إلى أن عبدالحى حلمى نفسه هو ملحن الطقطوقة التى سجلها باسم «قطر الندى» وأن كلماتها من الفلكلور.. عبدالحى يغنى اللحن «الشجعى» ذاته من مختلف هذه المرة.. وهو مقام «الراشت».
وبعد أربعين سنة كاملة من «أغنيتى» المحلاوية وبعدالحى حلمى.. وفى بدايات الإذاعة المصرية قام المخرج عبدالوهاب يوسف باستعادة قصة «قطر الندى».. عبر صورة غنائية كتبها مرسى جميل عزيز ولحنها أحمد صدقى.. وهو «النحات» المهووس بالغناء الشعبى الرصين.. وشارك فى غناء «الصورة» عدد كبير من مطربى تلك الفترة منهم «شافية أحمد وفاطمة على وكارم محمود ومحمد قاسم».. الطريف أن كبار الإذاعيين شاركوا فى تمثيل الأوبريت ومنهم صفية المهندس وحافظ عبدالوهاب وعلى الزرقانى وجمالات زايد.
«يا فرحة ما كات على البال
يا بسمة خلى البال».
هكذا يوصف مرسى جميل عزيز عرس «قطر الندى» بالفرحة التى لم تكن على البال.. وهو أمر غريب على رؤية شاعر شعبى مثل مرسى عزيز.. لكنه أضاف على لسان مطربيه
«يضاهى أصلك العالى
نسب غالى».
رؤية مرسى جميل عزيز تتسق مع ما كتبه المؤرخون وتجاهلهم مشاعر «أسماء الأنثى».
ولما جاءت السينما.. لم يكن بوسعها أن تتجاهل سيرة درامية مثل قطر الندى.. لكنها قدمتها بشكل ساخر فى أحد ألحان عبدالعزيز محمود التى شاركته غناءها سعاد مكاوى.. على رقصة لتحية كاريوكا.. ومشاركة حاضرة لإسماعيل ياسين.
«قطر الندى هتفرقنى
وتلوع اللى بيعشقنى
مية ونارها بتحرقنى
قطع الندى وقطع عهده».
لا أجد أى صلة فى أوبريت «عبدالعزيز محمود» الملحن والمطرب الشعبى الشهير بسيرة «قطر الندى» والمأثور الشعبى.. هو مجرد استخدام سيئ للاسم الشهير.
ولم تتوقف السينما- وقت وجود أغنياء الحرب- عن استلهام اسم وسيرة «قطر الندى» فكان أن استعان مخرج فيلم «السوق السوداء» بها.. أما القصة فقد كتبها كامل التلمسانى وغنت بطلة الفيلم «عقيلة راتب» أغنيتها الأشهر من كلمات رائد العامية المصرية «بيرم التونسى».. ولا أدرى ما هى العلاقة بين أحداث فيلم يتحدث عن «الحرب العالمية الثانية» وتجارة العملة فى السوق السوداء بقطر الندى.. لكن على كل حال بقيت الأغنية واحدة من أهم الأغنيات التى تستدعى «اسمها وسيرتها».. ربما هى كانت أغنية فرح.. مجرد أغنية للفرح.. وهنا يعيد بيرم استخدام النص الفلكلورى ويضيف إليه.
«يا خوفى من أختك
لتدور عليك
لأحطك فى عينى
يا عينى وأتكحل عليك».
هزيمة يونيو تجدد جراح أسما
بعد هزيمة ١٩٦٧.. خرج بليغ حمدى برائعته «عدى النهار» التى كتبها الأبنودى وغناها عبدالحليم حافظ رافضًا الهزيمة داعيًا للنور.. للنهار.. ولم يقف بليغ عند حدود أغنية حليم وقاده عشقه للفلكلور المصرى إلى سيرة «قطر الندى».. ويبدو أنه اعتبر زواجها «هزيمة أخرى» ونكسة قديمة استدعاها جراح مصر فى حينها فراح يحفر بريشة عوده فيما نسيناه ويخرج لنا بلحنه البديع لشادية مستخدمًا الكورال فى تمهيد مدهش لاستعادة ذلك التاريخ ورفضه فى آن واحد:
«لا لا.. الصبر ده حاجة محالة».
عن أى صبر يتحدث بليغ ومرسى جميل عزيز.. هل هو صبر «قطر الندى» على فراق بلدها وحبيبها.. هل هو صبر «الأميرة الجميلة» على مؤامرات زوجات الخليفة؟.. بليغ يستعيد جنائزية اللحن الفلكلورى المأخوذ من ترنيمة كنسية فى وداع «قطر الندى» وهى تغادر الفسطاط ولكن..
«يا أروح له
يا أقوله تعالى
لو يطلب منى العين
راح أقوله خد الاتنين».
مَن هو الذى تتحدث عنه شادية الآن.. الدكتور هانى إسماعيل أبورطيبة فى مقال له نُشر بمدونة «كتابات» فى يونيو ٢٠٢٣ يشير إلى أن بنت «خمارويه» تناجى حبيبها الغائب فوحده مَن يستحقها وتمنحه عيونها.. هى هنا تقاوم تلك الزيجة وتعِد «الحبيب المجهول بموعد جديد».
«وأفرشله ضفايرى
يا عينى
على شط الهوى
يا قمرنا.. يا هاجرنا
الحب يا جارنا أمرنا
تخاصمنا ونصالحك
ونكمل سوا مشوارنا
وإن بعدت بينا بلاد
نخلق للحب معاد».
لكن ذلك الموعد الذى تمنته «قطر الندى» لم يأت سريعًا.. ربما جاء فى «١٩٧٣».. وربما انتظرت سنوات أخرى لتستعيد حبها «البعيد».
وفى ثمانينيات القرن الماضى تجد «قطر الندى» طريقها إلى «أحمد فؤاد نجم» ويحتفظ تسجيل نادر بغناء بديع لنجم بمصاحبة عود الملحن الراحل حمدى رءوف حيث يشدو نجم..
«يا شباك حبيبى
يا طارح وعود
بشمس الضحاوى
وسعد السعود
بعمر جناينك
بعنبر وعود».
ولم يكن غريبًا أن يذهب فؤاد حداد فى أحد تجلياته لقطر الندى ويكتب واحدة من أجمل أغنياته:
«بكيت مسحت دموعى
بامسح دموعى بكيت
املوا علينا البيت
املوا علينا الطريق
مبلول كأنه طرى
غنيت لقطر الندى
من كتر ما غنيت
شقت جفون اللى نام
رمت صبية وغلام
املوا علينا الصرخة
املوا علينا الكلام
املوا علينا الفرحة
قليلة يوم الانتقام
قليل ما قلنا يا ريت
بكيت مسحت دموعى..
بمسح دموعى بكيت».
ربما سيطرت هذه الرؤية التى أشار إليها بليغ حمدى وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم على جيل كامل.. لنجد أمل دنقل يعلنها صراحة فى واحدة من أجمل قصائده.
«قطر الندى يا مصر
قطر الندى فى الأسر
تعبر فى سيناء
تعبر فى مضارب البدو
وفى نضوب الماء».
ثم يضيف:
«كان خمارويه راقدًا على بحيرة الزئبق
فى نومة القيلولة
فمَن ترى ينقذ هذه الأميرة المغلولة
مَن يا ترى ينقذها
بالسيف أو الحيلة».
سيد مكاوى فى رائعته ورائعة فؤاد حداد «من نور الخيال» يجزم بأن:
«مصر اللى بتغنى
لقطر الندى
قطر الندى
وجاب اليسرى
وكل مين اتهنى فيها عاش
ينسى عذاب الذكريات الأخرى»
لكن أحفاد فؤاد حداد داعبتهم تلك الذكرى فى كل حين.. أرقت مضاجعهم حيرتهم.. ومنهم مأمون المليجى.. وهو مطرب وملحن ولد بالإسكندرية عام ١٩٦٠ عاش طفولته فى لبنان ثم عاد إلى مصر عام ١٩٧٠ ليحصل على الثانوية العامة ومن بعدها شهادة الهندسة.. إلا أنه غادر عالم الديكور والهندسة إلى عالم التلحين ليقدم واحدة من التجارب الخاصة والمستقلة مطلع الألفية الجديدة.. ومن أهم ما قدم من تجربته تلك محاولته استلهام «قطر الندى» فى صيغة شعبية مختلفة تقترب كثيرًا من رؤية بليغ حمدى وأمل دنقل فى كلمات صاغها شاعر جديد اسمه محمد الكومى..
«ورا كل اللى عشقوا ارتاحوا
ولا نالوا الرضا..».
هذه أول إشارة ذكية من الشاعر محمد الكومى.. فأميرتنا لم تنل الرضا ولم تنعم بالراحة.
«يا حنة يا أول كلمة
فى كتاب النصيب
ولا يمكن فى يوم أستغنى
أو لحظة أغيب
ده عشانك عشقت المغنى
وغنيت كل ده..
يا قطر الندى.. بناديكى
ولا إنتى هنا
كام ليلة سهرت أنا ليكى
والليلة بسنة
إيه سرك
وإيه يرضيكى
وإيه آخرة كده
يا حنة.. يا حنة
يا قطر الندى
ولا كل اللى عشقوا
ارتاحوا..
ولا نالوا الرضا».
ولم يكن ممكنًا ونحن نبحث عن «سر» قطر الندى أن نتجاهل ذلك النص البديع الذى كتبه سيد حجاب ولحّنه عمار الشريعى لمسرحية «ليلة الحنة» من تأليف فتحية العسال.. وإخراج سميحة أيوب.. وقد استلهمت العسال سيرة «قطر الندى» لتستخدمها فى عمل يدعو للمقاومة ضد الاحتلال..
«حنة يا حنة
يا قطر الندى
ضاع العمر منا
وراح كله سدى
ليل الويل سكنا
حاوطونا العدا
يا قطر الندى..
والناى من أنيننا.. بيشق الفضا
ولا جاوبت سنينا.. ولا رد الصدى
بوطنا آمنا.. يا هادى الهدى
بإيمانا ودينا.. لبينا الندا
يا حنة.. يا حنة
يا قطر الندى»..
الطريف فى الأمر.. رغم أن معظم صياغات «الحنة» حاولت أن تبتعد بها عن «أصلها الشعبى» إلا أن سيدة عجوز من الريف المصرى اسمها «الحاجة نبيلة» كانت قد ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى وحصدت آلاف المشاهدات وصارت «ترند» بلغة شباب هذه الأيام.. قامت وفى مطلع عام ٢٠٢٤ بإعادة تسجيل اللحن الشعبى القديم بشكل بسيط وفى حدود الإمكانات المتاحة لتجد الأغنية الفلكلورية طريقها مجددًا وبنفس كلماتها القديمة..
«لأحطك فى رمشى
يا خويا.. واتكحل عليك
وإن جم يسألونى يا حبيبى
ما أدلش عليك..
ويوم القيامة يا ضنا أمك
أتحاسب عليك».