«تسعينية عبدالمعطى حجازى» تؤجج الصراع فى مركز إبداع الست وسيلة
- أحمد مجاهد يرفض حضورها بسبب ترتيب اسم حلمى النمنم فى «بوستر» الإعلان
وكأن سِحرًا أسودَ قد أصاب مركز إبداع الست وسيلة «بيت الشعر العربي» منذ إعفاء الشاعر السماح عبدالله من إدارته فى مارس ٢٠٢٣، وتولية الشاعر سامح محجوب بدلًا عنه، لتنفجر بعد ذلك سلسلة من الصراعات والاستقالات التى لم تتوقف حتى يومنا هذا، فيما وصف بأنه معركة بين جيلين شعريَّين على إدارة المكان العريق.
الأزمة طفت على السطح مع معارضة مجلس أمناء بيت الشعر الذى يضم فى عضويته عددًا من الشعراء الكبار، وبينهم رائد الشعر العربى الحديث أحمد عبدالمعطى حجازى، تعيين سامح محجوب الذى رأى كثير من المثقفين أنه بث الروح فى المكان الذى كان قد مات إكلينيكيًا مع ندرة حضور الجمهور للندوات وافتقاره للوجستيات الأساسية للعمل الثقافى.
واستمر الصراع دائرًا بين مجلس الأمناء الذى لوّح عدد من أعضائه أكثر من مرة بالاستقالة اعتراضًا على أداء المدير الإدارى سامح محجوب، ووصول الأمر إلى تقديم بعضهم شكاوى عديدة إلى وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكلانى، آنذاك، حول مخالفات مزعومة ارتكبها المدير، ورغم الطفرة الكبيرة الذى أحدثها «محجوب» تم إعفاؤه من منصبه وتولية الشاعر والصحفى عمر شهريار مكانه.
لكن عمر شهريار الشاعر الشاب لم يصطدم فقط بالصقور من أعضاء مجلس الأمناء، بل اصطدم كذلك بالواقع الإدارى المركب فى المكان والتعارض بين اختصاصاته واختصاصات مجلس الأمناء، كما أنه لم ينجح فى مواصلة تحقيق النجاح الجماهيرى الذى حققه سلفه سامح محجوب، فانطفأ المكان مرة أخرى جماهيريًا، وغاب الصدى عن ندواته وفعالياته.
وازدادت حدة التخبط مع إعلان بين الشعر عن استضافة أمسية لما يسمى بـ«صالون فى حضرة الإبداع»، وهو الإعلان الذى واجه الكثير من الاعتراضات من عدد من المثقفين الذين عبروا عن استنكارهم لتصميم البوستر الخاص به، والذى تصدرته صورة صاحبة الصالون وتدعى شيماء عمارة، ما دفع الشاعر الكبير صلاح اللقانى للتعليق على صورة البوستر على «فيسبوك»، والتساؤل قائلًا: «مين صمم الإعلان دا؟ والله عيب بس اللى اختشوا ماتوا»، وكرد فعل على تلك الاعتراضات أعلن عمر شهريار مدير البيت حينها عن تأجيل الندوة بزعم إجراء أعمال للصيانة.
وظلت الصراعات تضرب بيت الشعر من الداخل، خاصة مع إعلان إدارة المكان عن تنظيم احتفالية «على مشارف التسعين.. احتفاء بتسعينية الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى»، التى أقيمت الأحد الماضى الموافق ٧ يوليو، حيث أعلن الدكتور أحمد مجاهد، عضو مجلس الأمناء، عن اعتذاره عن عدم المشاركة فى الاحتفالية لعدة أسباب، أولها وضع اسم الدكتور حلمى النمنم وزير الثقافة السابق فى «بنر» الإعلان قبل اسم الدكتور يوسف نوفل.
وقال «مجاهد» خلال منشور على صفحته بـ«فيسبوك»: «اتفقنا أن اختيار أسماء المشاركين فى الندوات يتم بمعرفة واعتماد أعضاء مجلس أمناء بيت الشعر، وقد تم هذا بالفعل، وحدثت مشكلة بين الأستاذ أحمد عنتر مصطفى والأستاذ عمر شهريار فى بداية الأسبوع الماضى، لأنه قد نسى كتابة اسم الأستاذ إيهاب البشبيشى الذى اتفقنا على مشاركته بالندوة فى الإعلان».
وتابع: «على الرغم من كل ما سبق، تمت إضافة اسم لم يتم طرحه أساسًا من قبل للمشاركة بالندوة، ولم يوافق المجلس عليه، بما يمثل مفاجأة فردية لا أوافق عليها أيًا كان من قام بها، ليس انتقاصًا من قدر أحد ولكن تطبيقًا للقواعد، وحفاظًا على اختصاصات أعضاء مجلس الأمناء».
عمر شهريار بدوره وكرد فعل على تلك التفاعلات، سارع بإعلان استقالته من منصبه، قائلًا إنه أرسل الاستقالة إلى الدكتور وليد قانوش المكلف بتسيير أعمال صندوق التنمية الثقافية فى ٢٧ يونيو الماضى، نظرًا لانشغاله فى إعداد رسالته للدكتوراه، بما يصعب عليه التفرغ لممارسة عمله مديرًا لبيت الشعر على الوجه الأكمل».
كما علق أيضًا على أزمة أمسية «تسعينية أحمد عبدالمعطى حجازى» واعتذار «مجاهد» عن عدم المشاركة، قائلًا: «لم يكن فى نيتى إعلان استقالتى من بيت الشعر، وكنت أنتظر أن يأتى الإعلان من الجهات المسئولة ليكون بشكل مؤسسى، حتى لو أعلنوا إقالتى، لكن بما إن الخلافات قد خرجت للعلن وتجاوزت الأبواب المغلقة، فمن الواجب إعلان أننى تقدمت باعتذارى عن استكمال عملى مديرًا لبيت الشعر منذ ٢٧ يونيو الماضى، مع خالص تمنياتى بالتوفيق لبيت الشعر ومن يتولى مسئوليته فى الفترة المقبلة».
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور وليد قانوش لـ«حرف» إنه عقد اجتماعًا مع مجلس أمناء بيت الشعر لمناقشة وحسم تلك الأزمات.