الكاتب السيد نجم: أدب الخيال العلمي محاط بسوء الفهم
واقع الإنتاج الفعلى تقريبًا من أدب الخيال العلمى الآن يقع على شكلين؛ الأول هو الأعمال القليلة التى تحمل خصائص أدب الخيال العلمى، أما الغالبية من الإنتاج الذى يظن كُتابه أنه خيال علمى، ليس بخيال علمى، ربما فانتازيا أو كتابة بوليسية أو خرافية أو أى ثيمة أخرى. المفاجأة أن النمط الثانى هو الكم الغالب والمنتشر الذى يلقى قبولًا عند الشباب، وهذا ما لاحظته خلال معارض الكتاب بالسنوات الأخيرة. ومع ذلك نحتاج إلى توليد الجوانب الإيجابية من الظاهرة للتعرف على أذواق الأجيال الجديدة والاقتراب منها.
أما الحديث عن واقع التعامل مع أدب الخيال العلمى وتفهم خصائصه فهو حديث ذو شجون، يكفى أن إحدى الباحثات بالجامعة أخبرتنا بأن المشرف طلب منها تقديم بحث عن الخيال العلمى فى أدب الطفل، مع تضمين الأعمال الفانتازية، وهذا فهم خاطئ، فالخيال العلمى يعتمد على معرفة علمية مع رؤية مستقبلية لفكرة أو نظرية علمية ما، بينما الفانتازيا ليست أكثر من شطحات خيالية تعتمد على الخرافة والمثير الغريب.
علاوة على ذلك، فانصراف الأقلام النقدية عن متابعة أدب الخيال العلمى ليس له من سبب عندى إلا عجز البعض عن فهم خصائص ومميزات ﺇبداعات الخيال العلمى، لأن كاتب الخيال العلمى، فضلًا عن القارئ والناقد، لا بد أن يكون على دراية بالمعارف العلمية التى يدور حولها العمل الإبداعى، بداية من علم الوراثة حتى علوم الفلك والفضاء، بالقدر العادى الذى يساعده على فهم المصطلحات على الأقل.
وبالرغم من التقدم التكنولوجى الكبير، لا يمكن الرهان على اضمحلال الذهنية البشرية والخيال مقابل هذا التقدم، إذ أن واقع الحال يؤكد أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد بعد، فحتى الآن كل منجز الذكاء الاصطناعى تحت سيطرة العقل البشرى الذي يمد الآلة بكل الإمكانيات الممكنة.