رامز جلال.. ١٥ عامًا من المقالب ولسه فيفى عبده بتتفاجئ

منذ ١٥ عامًا، وقبل أن يفرغ الصائمون من تناول إفطارهم، طل عليهم عبر الشاشة الصغيرة شاب خفيف الظل والحركة، اشتهر بين زملائه فى الوسط الفنى بملك المقالب، فهو لم يمتلك من الموهبة الفنية ما يجعله بطلًا يستطيع أن ينافس غيلان سوق الدراما فى الموسم الرمضانى، ولكنه امتلك خفة دم وشبكة علاقة وصداقات جعلته- بمعاونة فريق من المساعدين- يدشن برنامجًا يصبح بمرور الوقت ملتقى الفنانين، الذين يستجيبون للظهور، بعد إيهامهم بأن البرنامج يقدم فورمات عادى كأغلب البرامج الرمضانية، حتى يجدوا أنفسهم إما فريسة لأسد متوحش، أو طائرة على وشك السقوط، أو تائهين فى غابة يبحثون عن المنقذ الذى سيأخذهم إلى النجاة، حتى يصطدموا بأن المنقذ هو رامز جلال صاحب المقلب الذى ينتهى بالأحضان والتحية تارة، أو بالغضب والشلاليت تارة أخرى، قبل أن يعلنوا جميعًا أمام الجمهور: «مبسوطين إننا كنا معاك يا رامز».
نجح رامز جلال، منذ عام ٢٠١١، حيث قدم موسمه الأول «رامز قلب الأسد»، فى أن يجعل من برنامجه طبقًا شهيًا له مذاقه الخاص عند المصريين على مائدة إفطارهم، جعلت من جملة «هاتولنا رامز» لزمة ثابتة ينطق بها أفراد الأسرة مع أولى لقيمات الإفطار بحثًا عن الضحكة والتسلية، مرورًا بمواسم متعاقبة ظل فيها رامز الطبق الثابت؛ حتى بدأ هذا الطبق يفقد مذاقه رويدًا رويدًا، وبدأت أصابع الفشل تشير إلى العديد من الأسباب، هل التشبع والتكرار وعدم القدرة على ابتكار أفكار جديدة هى مَن أفقدت مقالب رامز مذاقها، أم موجة التنمر والسخرية التى تتحول إلى سب وقذف- فى بعض الأحيان- ويحرص رامز على استقبال ضيوفه بها مَن جعلت المتابعين ينفرون من المتابعة ويتركون هذا الطبق جانبًا، فى ظل أقاويل وشائعات أكدها العديد من ضيوف رامز ولمحوا إليها، تؤكد أن البرنامج تحكمه الفبركة والاتفاق مع الضيوف؟
فنانون كُثر تحولوا مع مرور الوقت إلى أعمدة رئيسية وضيوف ثابتين فى برنامج رامز كل عام، ولم يفلح أحد فى أن يعرف سر هذه الاستمرارية فى الظهور، التى لو حافظ عليها هؤلاء فى مجالهم الأساسى لتحولوا إلى نجوم شباك، حيث منهم صاحب الظهور لمدة ٧ مواسم، ومنهم الأقل قليلًا، حيث تحول كل من مها أحمد وفيفى عبده، على سبيل المثال، إلى متفاجئين ثابتين كل عام، وفى كل مرة يسقطان فى فخ رامز يقسمان بأغلظ الإيمان أنهما يجهلان طبيعة المقلب، ويتوعدانه بالويل والانتقام، قبل أن يقولا الجملة الأشهر: «كده يا رامز كل سنة تعملها فينا».
«ترويع ورعب».. هكذا وصفت الفنانة آثار الحكيم طبيعة حلقتها فى موسم «رامز قرش البحر» عام ٢٠١٤، قبل أن ترفض استكمال الحلقة وإذاعتها على المشاهدين، فى مطب يُعد الأشهر والأكثر إثارة للجدل على مدار مواسم رامز، حيث قالت الفنانة الكبيرة حينها إن القائمين على البرنامج أوهموها بأنها ستشارك فى برنامج مسابقات رياضى خاص بالترويج لمونديال البرازيل فى إحدى المدن الساحلية وفى عرض البحر، إلا أنها فوجئت بتعرض اللانش الذى استقلته رفقة مذيعىّ البرنامج لخدعة الغرق، ما أصابها برعب وهلع طالبت على إثره بوقف التصوير ومنع إذاعة الحلقة، ليرد حينها القائمون على برنامج رامز، فى بيان شديد اللهجة، اتهموا فيه آثار الحكيم بأنها أبلغتهم بالموافقة على إذاعة المقلب مقابل مضاعفة أجرها فى الحلقة، وبعد تلبية مطلبها عادت تطالب بمبالغ أكثر بكثير، وهو ما رفضه فريق العمل، لتبدأ معركة مثيرة بين رامز جلال وآثار الحكيم، سلطت هذه الأزمة الضوء على الأجور التى وُصفت فيما بعد بالمبالغ فيها التى يحصل عليها النجوم مقابل تصوير المقلب، والتى تخططت ملايين الجنيهات على حسب شهرة ونجومية الضيف.
مواسم ومقالب رامز جلال تعرضت، أيضًا، لانتقادات لاذعة فى السنوات الأخيرة بسبب ما تشهده المقالب من عنف وترويع وسباب وتنمر، بما لا يتفق مع طبيعة الشارع المصرى الذى بدأ فى الإحجام عن مشاهدة البرنامج، إلا أنه وهو ينأى بنفسه عن المشاهدة لم ينكر موهبة وكاريزما رامز جلال وقدرته على انتزاع الضحكات، وتقديم أعمال كوميدية تليق بموهبته التى ربما منعته المقالب عن التركيز فيها، لتبقى مواسم رامز جلال حائرة، هل ستستمر على نفس التيمة، أم يستطيع رامز تغيير جلده وتقديم محتوى يعيد المشاهد من جديد يقول: «هاتولنا رامز»؟