الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

منى حلمى تكتب: زمن البانجو والحشيش

حرف

فى أحيان كثيرة

أكتشف أننى 

لا بد أن 

أموت

حتى أحيا وأعيش 

وأكتشف أننى 

حتى أرى أعمق 

لا بد أن أطفئ 

كل الأنوار 

وأن أغلق الشيش 

فى أحيان كثيرة 

أحن إلى طفولتى 

حين كانت أمى

تصنع لى ضفائر تمردى 

وتُخيط لى فستان الكرانيش 

فى أحيان كثيرة 

أحب أن 

أشم رائحة الدخان 

وأسمع نقاشات الفن 

فى أتيليه القاهرة 

فى مكان على النيل 

أو على مقهى «ريش» 

أهرب من دعوة العشاء 

الفاخرة

وأجرى إلى كسرة من الخبز 

وقطعة من الجبن القريش 

فى أحيان كثيرة 

أقرأ كتابًا 

لأشم رائحة الحبر.. 

أو عبير الشعر.. 

ولكن يخنقنى 

حصار النفتالين 

ورائحة الورنيش 

فى أحيان كثيرة 

أشعر بأننى 

لست فى الألفية الثالثة 

ولكن

فى معتقلات المغول 

وعصور محاكم التفتيش 

لا بد للحمل الوديع 

أن يلبس جلد الشراسة 

حتى تعود إلى أوكارها 

الوحوش والخفافيش 

فى أحيان كثيرة 

أحس بأن كل 

تاريخ الموسيقى الغربية 

لا يساوى 

نغمة من موسيقى «فريد»

أو «سيد درويش»

لا أريد تكملة الحياة 

وأتوق إلى الرحيل 

لكنهم يمنعونى.. يشدونى.. 

يعيدونى مرة أخرى إلى وطن 

من دولارات وريالات 

وإلى زمن البانجو والحشيش .

فى حضن القلم

لا أريد أن أكون

أشهر من النار على العَلم

لا أريد أن أعيش

مملوكة من ذكر

أو وطن

لا أريد أن أموت

رغمًا عنى مثل الخِراف والغنم

أعشق وحدتى

دون الخدم والحشم

قلبى منارتى

عقلى دليلى

صادقة دون حلفان أو قَسَم

أريد أن أتحدى أقدارى

وأن أنتهى فى حضن القلم.

كاتبة الرأى الحر

فى بلاد ما

على كوكب الأرض

كاتبة الرأى الحر

تُمنح أرفع الأوسمة

صورها تزين الطرقات 

باسمها تسمى الميادين 

يهدونها القلادات والورود

فى بلاد أخرى

على كوكب الأرض

كاتبة الرأى الحر 

كتبها مصادرة منبوذة 

تدخل المصحات والسجون 

يختمونها بالكفر والعِمالة

سجينة الأسوار والسدود.

المرأة بداخلى

ربما أكون متقلبة المزاج

صعبة الإرضاء.. عصية المنال

ربما تكون تصرفاتى غير مفهومة

لكل النساء والرجال 

ربما لا أكترث لتلوين شعرى وأظافرى

لا يستهوينى إلا عناق الخطر

ورحلات تشدو على إيقاعات المحال 

سريعة الغضب وسريعة الملل وسريعة النسيان

أختفى فى لحظة كالقهوة سريعة الذوبان 

قد ألهث وراء الظلال 

أفقد عقلى وأشتهى الانتحار

شرقًا أو جنوبًا أبحرت 

غربًا أقيم أو فى الشمال 

لكننى «أحبك».

لا تعدنى بشىء

أحلم بالنوم فى أحضانك

لا توقظنى لأى سبب كان

إعصار هائل.. حريق ضخم

زلزال مدمر.. أو حتى بركان

دعنى أسكب صرخاتى وآهاتى

أشتهى البكاء حتى الاختفاء 

لا تعدنى بأى شىء

فأنا لا أبحث إلا عن إنسان.