الأربعاء 12 مارس 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

«يا عندليب ما تخافش من غنوتك».. إبداعات من الجامعات (2)

حرف

جامعاتنا مليئة بالمواهب الإبداعية فى كل المجالات تقريبًا، من دون أى شك، لكنها فى نفس الوقت تعانى غياب ذلك «الصائغ»، الذى اعتدنا على وجوده فى مؤسساتنا الصحفية، بأنامله الخبيرة التى يمكنها إزاحة التراب عن لآلئ هذه الجامعات، من إبداعات تبحث عن فرصة للظهور، وأسماء لا نريد أن «يقتلها» التجاهل ويوقف مسيرتها، من قبل أن تبدأ. 

فى هذه الزاوية من «حرف»، نمد يدنا إلى كل موهوب فى جامعات مصر، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ننشر لهم إبداعاتهم فى الشعر والقصة والكتابة الساخرة، إلى جانب الفن التشكيلى والكاريكاتير، مُرددين ما قاله صلاح جاهين قبل سنوات طويلة: «يا عندليب ما تخافش من غنوتك».

 

هعزف كمانجا فى الجنة 

شهاب الدين محمد- جامعة القاهرة 

لسة قلبى عنده غنوة للفضا

ولو حتى جريى عجوز وشايبب

همشى سايب فيكم غنوتي

هدعى ب كامنجا لربنا وأطلب رضاه 

يهدينى وحيه شعر وقصايد فاكتب وراه

الدعوة حلوة لو تبقى غنوة 

والغنوة تحلى لما نقول الله

ههدى روحى للنياتى 

ينزف صبا ويرسم بياتي

يحزن يغنى أغنياتي

يفرح مديح حب وحياة 

الوحى حق الأنبيا

لكنى شاعر

للنبى وحده القداسة

واشبهه ف اللى هجاه

أنا نص مرسل

نص ماشى فى الطريق

ونص عكس الاتجاه

الوحى ليا وباقى فيا

ومعرفش مين اللى وحاه

يمكن شيطان يمكن إله 

يمكن نبى كان لسه باقى من هدايته

مش مهم اللى هداني

المهم لمين هديته

ع الوتر سكينة حادة

بتغز قلبى تعيشه

رغم الدموع فى عيون الصبا

بيخش قلبى ينعشه

عشمان فى جنة ربنا رغم المسافة

روحى باصة لرحمته ومسلمة

عشمان فى نية مش فعال

الكاس ده لعنة ف أرضنا 

والنهر فى الجنة حلال 

مش هعزف كمانجا ف أرضكم 

هعزف هناك

هغنى كل الأغنيات

وترد كل الحوريات

الجنة مهد الحريات

والنار تساع من نَظّروا

واستكتروا حب الحياة

الأرض واسعة للجميع

السما مبتدقش مطر على باب بعينه

البحر فاتح جعبته لكل اللى عايز

القمر ماحجبش نوره عن وجه قبلي

ولا شفت شمس عشان هتدى تقولى جبلي

معرفش ليه التقسيمات

حلو جدا الاختلاف 

مر جدًا ه الخلاف

جايز شبهكم

أو مش ضروري

هيفوت مرورى عادى جدًا

هيعدى بعدى ناس كتار 

من كل ليل بيعيش نهار 

من كل دعوة أغنية

فى الف هو من ألف هي

عشمى جنة والجنة نية

ف يوم موتى زينوا السما ليا

واملوا الدنيا غنا وألحان

وقولوا ده كان وقولوا ده كان

و متكتبوش ف النعى اسمى 

اكتبوا: إنسان

لوحة لـ كرستين صبحي من جامعة الأقصر

كرستين صبحي

 

وأنثى ينام كطفل على حِجْرِهَا

محمود عبدالله- جامعة الفيوم

بطيئًا

كَمَنْ يَتَحَاشَى الزَّلَلْ

أُنَقِّلُ قلبى فلا ينتقلْ

وأبحثُ عن وجهةٍ يرتضيها

ولكنْ تضيقُ عليه السُّبُلْ

قديمًا تَعَثَّرَ فى خفقةٍ

فَلَمْلَمَ خُطْوَاتِهِ وارتَحَلْ

لقد أَخْلَفَتْهُ المواعيدُ حتى

تراهُ لطولِ انتظارٍ ذبلْ

يُعَمِّمُهُ فى المساءِ حنينٌ

ويَخْلَعُ شوقٌ عليه الحُلَلْ

ويأسٌ يُهَنْدِمُ فيه سكونًا

وتعكسُ صبرًا مرايا المَلَلْ

تمشى كثيرًا ويا طالما

تَقَصَّى بلادًا ولَمَّا يَصِلْ

هنالكَ حيث تمنى الحياةَ

منازلَ وصلٍ

وليست طَلَلْ

وشعبًا

يكونُ على حالةٍ

من الحبِّ يُضْرَبُ فيه المَثَلْ

وأنثى

يميلُ على راحتيها

ويُشْعِلُ فى شفتيها القُبَلْ

ينامُ كطفلٍ على حِجْرِهَا

فتحملُ عنه عناءَ الرجلْ

فأسرفَ ما شاءَ فى وهمِهِ

وجَاوَزَ حَدَّ الأمانى فَضَلّْ

أخافُ عليه من الذكرياتِ

ومن قمرٍ فى سَمَاهُ أَفَلْ

فلا تعتبوه على خطوةٍ

إذا ما بدا فى طريقٍ ثَمِلْ

تَجَنَّبَ خوضَ الحياةِ

وألقى السيوفَ،

الدروعَ،

الخيولَ،

النُّصُلْ

وعادَ يُجَرْجِرُ خيباتِهِ

وحيدًا

بلا غايةٍ أو أملْ

 

لوحة لـ أحمد مجدي 

أحمد مجدي- فنون جميلة بالزمالك

فيه ناس بتعرف تأذى بالحنية

محمد البشبيشي- جامعة الأزهر

فيه شيء بيهرب

جايز صدى أو دخان

جايز زمان أو مكان

وجايز أنا

زى البيبان

شاهد طلوع الدندنة

تيجى تشوف كسرة رجوعنا

يوم ما خرجنا بهَيمنة

من كل نقطة فى الوجود

فيه شيء بيهرب

على وسعه المكان محدود

والنسيج كله مكهرب

كلنا واقف مكانه 

كلنا خايف زمانه

وكلنا زى البيبان 

شاهدين على تعب الإياب

ومفتوحين على وسعنا

للصادق وللكداب

وبيستوى عندنا 

البيت 

وبرة الباب 

بقولكم

فيه شيء بيهرب

سمعت صوته ع الدَرَج

جايز فيه ناس اتسللت من دموعي

وجايز شخص عادى خرج

ولا طفولتى بتهرب من طلوعي

وبنسى قبل الذكرى ماتموت م الحرج

فيه شيء هرَب

حاسس فراغه بين ضلوعي

وفقده مسببلى عَرَج

وأنا لوحدى 

طالل على طلل الزمن

قلقان

شايف اللعبة على الرقعة

قبل ما تتلعب 

وبعد ما اتلعبت فى آن

حد يجاوبنى 

دا خلل فى الزمان ولا المكان؟!

ولا اختلال فيا

زى لما.. 

رمت حبى فى الزبالة 

وبعدها مسكت إيديا

فيه ناس بتعرف تأذى بالحنية

وكله بيبان من قفلته

فيه شاب لما انطرد

مقفلنيش بعصبية!

ولا حَكَم قبضته 

وأحيانا يشوفوا بعض 

فى عينيا 

وميشوفوش نظرتي

كل الحاجات فى قبضتي

ومش قبضتي

زى الرمال بين الصوابع

زى الآمال اللى فى بالي

فيه شيء بيهرب 

كل يوم 

من خلالي!!