النافذة الضيقة
قال الرجل الذى يجاورنى فى مقعد الطائرة ونحن نغادر الوطن.. ناظرًا عبر النافذة الزجاجية إلى أسفل حيث البيوت القزمية، وكأنه يريد أن يفرج عن نفسه تعبًا رأيته فى عينيه الحمراوين:
- هنا كان لى.
شاركته النظر عبر النافذة الضيقة
- وأنا..
اعتدل فى مقعده وطلب من المضيفة كوب ماء، ونظر فى وجهى:
- وأنت؟
- وأنا..
أفرغ كوب الماء الضئيل فى جوفه فبدا لى أننى أسمع رجرجة بطنه.
- احك.
- كل ما أتذكر أنه كان بيتًا لا يشبه كل البيوت.. لم يكن ذا ملامح سمراء أو بيضاء، لكنه يشبه المرأة الجميلة، كنت أحب النظر إلى وجهها دومًا حتى أننى أدمنت تقبيلها فى كل مرة أحج إليها.
- أتعرف لماذا افترقنا؟
ربط حزام الأمان حول بطنه
- لأننى لم أستطع الدفاع عنه.
غط فى نوم عميق، فنظرت مرة أخرى عبر النافذة إلى أسفل عسى أن أرى بيتًا يشبه بيته فلم أره.