الأحد 08 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

19 مُبدعًا يُحيون ذكرى نوال السعداوى: عقلٌ جامحٌ يستعصى على الترويض

نوال السعداوى
نوال السعداوى

مثل قارورة العطر التى لا ينفد رحيقها، تظل نوال السعداوى حاضرة بما تركته من آثار وأعمال قيمة، أثرت الروح المصرية وأضافت إلى المكتبة العربية أهم وأبرز المؤلفات التى تتلقفها الأجيال الجديدة بمحبة وشغف.

وبالتزامن مع ذكرى رحيلها الثالثة، أصدرت دار العين للنشر كتابًا يحمل شهادات تلاميذ نوال السعداوى عنها، تحت عنوان «نوال السعداوى.. التمرد المبدع» من إعداد وتحرير ابنتها الدكتورة منى حلمى.

ويضم الكتاب ١٩ شهادة لشخصيات من مصر وبلاد أخرى، فى مجالات الفكر والإبداع، وساهمت كل منها بفصل يسرد علاقتها بـنوال السعداوى، وكيف ترى أفكارها وكتاباتها ومواقفها من زوايا مختلفة.

واستلهمت منى حلمى عنوان كتابها «نوال السعداوى.. التمرد المبدع»، من مادة «التمرد والإبداع»، التى كانت الراحلة تدرسها فى بعض الجامعات الأمريكية المستقلة المتقدمة، معتبرة أن العنوان يلخص حياتها ويصف مسيرتها بدقة.

الصفحة الرابعة عشر من العدد الرابع والعشرين لحرف

وأرادت منى حلمى الاحتفاء بنوال السعداوى بشكل مختلف، عبر تجميع شهادات عدد من الكاتبات والكُتاب يكون القاسم المشترك بينهم، ليس فقط محبة وتقدير «نوال»، ولكن معرفتهم بالجانب الشخصى الذاتى فى حياتها.

ولاقت منى حلمى استجابة كبيرة وفورية من المشاركين فى الكتاب، مثل الكاتب الصحفى الكبير الدكتور محمد الباز، الذى كتب مقالًا بعنوان «نوال السعداوى تقابل الله على الأرض». والدكتور طارق حجى، وكذلك حامد عبدالصمد وهبة دربالة.

ومن المغرب، شارك على اليوسفى بمقال، وكذلك ربيحة الرفاعى من الأردن، ومريم كوك من الولايات المتحدة الأمريكية، وأمنية أمين من الإمارات وحياة مرشاد من لبنان، وميسر زيدان من سوريا، وغيرهم.

ومن أبرز عناوين المقالات «لن يغفروا لنوال السعداوى أبدًا» لـحامد عبدالصمد، و«نوال جعلت الحرية والعدالة قضية حياتى» لـحياة مرشاد، و«نوال السعداوى.. الساحرة» لـميسر زيدان.

وجاء فى افتتاحية الكتاب «إلى نـوال السـعداوى... ٢٢ أكتوبر ١٩٣٠- ٢١ مارس ٢٠٢١، قلمٌ لم يدخل صالة المزادات.. عقلٌ جامحٌ، يستعصى على الترويض.. قلبُ طفلةٍ لخبط حياة الكبار.. امرأةٌ أحبَّت الحرية، أكثر مما يحتمل العالم.. فكان لا بُدَّ أن تدفع ثمن هذا الحب المُفرِط.. امرأةٌ تحدِّق فى عين الشمس، فتزداد قوةً على الإبصار. تمشى مع الزمن، ولا تخضع له.. تقولُ ما لا يُقال.. تفعلُ ما لا يُفعل.. نُهدى هذه الباقةَ من الورود مُتنوِّعة الألوان والعبير؛ تأكيدًا لمحبتها فى قلوبنا، وتقديرًا لأفكارها ومواقفها، وكتاباتها الإبداعيَّة».

وفى إهدائها لوالدتها، كتبت منى حلمى فى صدر الكتاب: «إليها، إلى أمى (نوال).. لا يمر يوم دون أن أنزف اشتياقًا لها، وأرجوها أن تحمل بى، وتلدنى مرة أخرى، من جديد، فأنا أحتاج المزيد من الأزمنة لكى أكلمها وأسمعها وأحتضنها، أحتاج مزيدًا من الوقت، لأدرك أنها راحت بلا عودة، وأن اختفاءها صفعة من الحياة، تضربنى كل يوم، بعدك يا أمى، أنا لست أنا، وحياتى أصبحت باردة، مرة المذاق، رحلت معك أجمل الأشياء فى الحياة. وأكثر الفرح جموحًا لا يستطيع أن يفرحنى وأنت غائبة».