كريم سليم يكتب: من بطن الحوت
مِن بطن الحوت..
يونِس كان قاعد بيسَبَّح
قلقان غطسان جوَّا الكُرسى
مُش طالع له من ضَلمِتُه صوت
مِن بطن الحوت
قاعد عَ القهوة بطولى مُليم
القلب مُغاضب من بختى
رَغم إن رصيد الصَّبر سَليم..
أيُّام بِتفوت.. بتساهم تِضْحَد فى نَصيبى
والسَّهم عليه إسمى وصورتى
طَلَبِتْنى القُرعة مافيش مَهرَب
حَدَفونى أصحابى من المركِب
زَقُّونى بعمرى المِتسَرسِب
فَوقِعت بشوقى مع المظاليم
مِن بطن القهوَة بقيت محسوب
على خَلق كتيرة حافظها وشوش
عايش ف عِداد خانة المراحيم
الواقع فاقِع قوى لونُه
انتَبَذَك ع القُلَلِى لوحدَك
علشان كان عقلك غَبى يا كريم
علشان كان قلبك نَبى وسَقيم
علشان كان بختك لون بُنَّك
علشان كان أَسْمَى ما فيك حُزنَك
علشان كان أَنْبَى ما فيك مُحنك
عَنْطُوز مامعوش تَمَن الكُشَرى
وفى بطن الحوت حِتِّة مَلِّيم
قاعِد مَبْلول وسط الدَّراويش
قايِم مَنْبوذ وَيَّا الحَرَافيش..
صُعلوك سِلسالى مُلوك فى مُلوك
وفطيرة الصَّعلَكَة بجنيه ونُص
وَيَّايا السَّقْسَقَة ليه مابتِكفيش؟
أيَّام شَقْشَقَة جَيَّابَة الشَّقَى
أحلام طَلْسَقَة.. قالبَة بغَفْلَقَة
ورَصيد الشِّعر ماشبَّعنيش
إسلام بِيقول عَندك طَلَبين
لَو ناسى يا باشا أنا بَقَى فاكر
أنا مُش تلميذ لمَّا تزوَّغ
وتسيبنى وتنطُر آخر الليل
ومعاك البِيِه محمَّد شاكِر
اتلَقَّح تِطفح أجيب لك إيه؟
كوكتيل.. بوريو؟
أَى والله نسِيت إنَّك شاعِر
شاعِر شاعِر.. !!
واقِع داعِر.. والشَّاعِر يعنى تلاتة جنيه
الشَّاعِر شاى.. مارْكايَةْ بتِشبِه لون حُزنَك
تِترمى مَحدوفَة ومَنسيَّة
فى صينية يَتِيمَة ومالهاش أَهل
مارْكايَةْ أصغر مِن خُرم النَّاى
مش عارِف بَس صَبِى القهوة
جاب فَصِّى فى ثانية بجَد إزاى؟
فى قانون إسلام أنا واحِد شاى
فى قانون حدَّاد واحد سَحلَب
فى قانونى أنا أصلًا مِش واحد
وفى كل الأحوال أنا بَشرَب
نفسى فى سَحلَب- بِيقول إسلام-
سَحلَب يا كَريم يِبقى هَتِهرَب
تِعمَر تِخرَب..
أنا واحد شاى نِفسُه فى سَحلَب
أنا واحد سَحلَب مِش واحد
لم أبق إلى الفُلك المَشحُون
العَبد الآبِق ع القهوة
واحد مُتَوَحِد مع خيبتُه
مَطْرَح ما يقول لها كونِى تكون
ذاك هُو الذى زَن يا ذا النُّون
مُحتج وعامل مش مُحتج
هيْهِج لفين أصلًا هيْهِج؟
حيطان الفَجر فى بطن الحوت
وحياة النِّعمة دى والظُلمة إسْوِدها غَطِيس
مافيهاش ولا فَج.. أيَّام للغَنْج
بَتنَقَّل مِن كُرسى لكُرسى
زَى أُسامَة ما بينقَّل مِن خانَة لخانَة
ويكَشِش فى ملوك أوهامُه
بعساكر أحلام الشَّطرنج
لِله الأمر.. العَبد الشَّاعر نَحَت الصَّبر
مَعدُوم الحيلَة ومَتنِى الضَّهر
كان نِفسُه يبيع أُغنيَّة ل عمرو
رَصَّاص الدُّمينو على كَراسى
مَطرَح ما صحابُه ما كانوا قاعدين
بيكلِّم فيها لوِش الفَجر
لَحَّاس الشُّوق لغياب بِنتُه
فوق التَرَابِيزَة لَمَح طيفها
فَ بنى لها بكُل شِيشاتُه دى قَصر
بيَّاع العِزَّة وشحَّاتها
مدَّاد الإيد إلى فَتافيتها
منَّاع الرُّوح لمَّا أذيتها
الطَّاغى.. الباغى.. المِتكَحرَت
عِربِيد الدَّمعة طاغُوت الفَخر
عَنتيل الرِّضا ابن المُفسِدَة
أَعلَمهُم بأصول الوَكْسَة
الذى لم يَسطَع مَعَهُ الخِضر
كدَّاب الزَّفَّة وهجَّاصها
خَنَّاس العُزلة ووسواسها
الهارِب من حُكم النَّفَقَة
شرَّاب الشَّفقة بكِيعانُه
النُقرِى السُّكَرى من دون خَمْر
سامحينى يا بِنتى يا مَسْكِينْتى
مش هربان منِّك من خيبتى
يونِس مش لاقى لنفسه مفر
كان ظنُّه بأنُه ده لن يُقدر
والكُل أهو قِدرُه وكَسَروه كَسْر
يونِس معصور مِن وحدتُه عَصر
قاعد وبَموت.. من يوم بِيْباصى ليوم بيْشُوط
بِرغيف الصَّبر اللى ف إيدى
هَلفوت على كتفى رئيس نادى
بَتنَشَّق حَد عليَّا يفوت
أنا واحد شاى بَشرَبُه بارِد
مستنى تجونى فى بَطن الحوت.