الأحد 08 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

فى مواجهة أعداء الحياة

محمد التابعى: أهذا هو الإسلام الذى تعرفه جماعة البنا؟

  محمد التابعى
محمد التابعى

لو كان الأمر بيدى لأصدرت أمرًا أو قانونًا عبأت بموجبه جميع قوى الدعاية والنشر والتوجيه والإرشاد لفضح أعمال جماعة الإخوان، وتبصير الشعب بمقدار ضلالهم وخستهم ونذالتهم، وفداحة الجرم الذى اقترفوه فى حق دين الإسلام.

ولن تأتى قوى الدعاية والنشر بأقوال أو حجج من عندها، بل سوف تكتفى بالأقوال التى أدلى بها هؤلاء الشهود «الإخوان» فى ساحة القضاء أمام محكمة الشعب، والأقوال التى أدلوا بها فى محاضر التحقيق، وإن فى هذه وتلك ما يصلح لأن يكون موضوعًا ومادة لعشرات المقالات وعشرات الأحاديث وعشرات الخطب التى تلقى فى المساجد أو من محطة الإذاعة.

مثلًا هذه المسرحية أو هذه المأساة، «الأخ المسلم» محمود الحواتكى يقسم بالله ثلاثًا إن «أخاه المسلم» إسماعيل محمود كاذب فى أقواله، و«الأخ المسلم» إسماعيل يقسم بالله العظيم إن «أخاه المسلم» محمود الحواتكى هو الذى يكذب فى أقواله.

ويقول لهما قائد الجناح جمال سالم: لا بد أن يكون أحدكما كاذبًا وحانثًا فى يمينه بالله العظيم.

ويوافق الاثنان على أن أحدهما كاذب.

والشاهد أو «الأخ المسلم» الآخر الذى يبدى أمام المحكمة أسفه وندمه ويعلن أنه لو كان قد عرف عن هذه الجماعة ما عرف اليوم لما انضم إليها، ويبكى حسن لأن الجماعة قد رمته هو وشقيقه المحبوس معه فى هذه المصيبة، وليس للعائلة سواهما!

والشاهد أو «الأخ المسلم» الآخر الذى يزعم أنه لم يقبل الانضمام إلى الجهاز السرى إلا ليكون «صمام الأمان» لمنع وقوع الجريمة.

ثم تبين من مناقشته واستجوابه أنه كاذب، وأنه لم يقصد فى ساعة ما أن يكون «صمام أمان»، بل دخل الجهاز السرى وهو مفتوح العينين وعالم مقدمًا بمهمة الجهاز وهى القتل والنسف والاغتيال. 

وخامس وسادس وسابع وثامن.. إلى آخره.

جميعهم أقسموا اليمين على المصحف الكريم أن يقولوا الحق، ولكنهم لم يقولوه كله، لأن كلًا منهم كان كل همه أن ينجو بجلده، وأن يرمى التهمة على «أخ مسلم» آخر.. وأن يتوب اليوم ويندم ويأسف ويتحسر، وهو لم يتب ويندم إلا بعد أن أصبح عنقه فى قبضة القانون.

أهذا هو الإسلام الذى علموه ولقنوه على أيدى زعماء جماعة الإخوان؟، أهذه هى الدعوة أو دعوة الفدائية والاستشهاد فى سبيل الله؟، أهذا الجبن والانحلال الخلقى والقسم كذبًا بالله العظيم هى كل ما تعلموه فى جماعة الإخوان؟، أهؤلاء هم «الرجالة» أو «الرجال» الذين أراد حسن البنا أن يربيهم ليخوض بهم البحار؟

هؤلاء الكاذبون الخائنون فى أيمانهم المتهالكون على النجاة بجلودهم بأى وسيلة أشبه بفئران السفينة عندما تشرف على الغرق. لقد كنت أمقت الواحد منهم، ولكنى كنت سأحترمه لو أنه وقف أمام محكمة الشعب وقفة الرجل الذى لا يبكى، ولا يحاول إلصاق التهمة بآخرين ولا يندم ولا يتخاذل، الرجل الذى كان يقول لمحكمة الشعب إنه فعل ما فعل عن عقيدة.. وإنه ليس نادمًا على ما فعل، الرجل الذى كان يتحمل نصيبه من المسئولية كاملًا، ويقف فى ساحة القضاء مرفوع الرأس ثابت الجنان قوى الإيمان بأن ما فعله كان حقًا فى سبيل الله.. وفى سبيل ما قد يلقى من قصاص، كنت أحترم هذا «الأخ المسلم» ولكننى لم أجده.

كلهم- وبعد أن دخلوا السجون وأطلقت على أعناقهم يد القانون- بكوا وندموا وأسفوا وراحوا مثل جرذان السفينة يتلمسون أسباب النجاة، وهذه هى الدعوة التى أفلحت جماعة الإخوان فى نشرها وتلقينها، الدعوة إلى الجبن والكذب والنفاق.

لدينا موضوع ومادة لعشرات المقالات والخطب والأحاديث وكما قلت- لو كان الأمر بيدى- لعبأت كل القوى ولو لمدة أسبوع واحد لفضح هذه الجماعة التى لا يلمس الناس اليوم أثرًا واحدًا لها فى خير أو فضيلة، ولكنهم يلمسون لها عشرات النقائص والرذائل تعلن عنها أقوال واعترافات إخوانها المسلمين.