د. سيد عبدالرازق يكتب: سفَرٌ أضاع حقائبه
سيعانقونَكَ ثمَّ تشعُرُ بعدَها
بالقشعريرةِ فالخناجرُ كاذبةْ
«م» دمُكَ البرىءُ تريقُهُ الكلماتُ لا الطعناتُ فاجتنب الحروفَ الثاقبةْ
«م» ما قيمةُ الجسدِ المخَدَّرِ فوقَ طاولةٍ تفنِّدُهُ مباضعُ ناشبةْ؟
كرِّرْ مخاضَكَ ما تزالُ قوابِلٌ
يُعدِدْنَ للألم الجديدِ كتائبَهْ
«م» سيعمِّدُونَكَ لستَ أوَّلَ مَن تعمِّدُهُ بضجَّتِها المنايَا الصَّاخبةْ
«م» أشباحُكَ الماضونَ كلُّ وساوسِ اللَّيلِ الغريبِ الذكرياتُ الناعبةْ
مرُّوا عليكَ «بنـهرِكَ السُّفْلِيِّ» في
سَفَرٍ وجودى أضاعَ حقائبهْ
«م» سيشيرُ «شارونُ» الكئيبُ لثُلَّةِ الأرواحِ في وهنٍ تغادرُ قاربَهْ
ينهارُ مهووسٌ بصدقِ يقينِهِ
حيثُ اليقينُ ثلوجُ وهمٍ ذائبةْ
ويقولُ جنديٌّ بخندقِ موتِهِ
بدَمِى أرى «الجنرالَ» يرفعُ راتبَهْ
ويصيحُ مفتونٌ بظلِّ حبيبةٍ
يا نونَ نِسوَتِهَا ويفتلُ شاربَهْ
ويقولُ مخبولٌ نجحتُ بقفزتِي
فى وجهِ أسئلةِ الحياةِ الرَّاسِبَةْ
وأقولُها لا شىءَ يُكمِلُ صدقَهُ
حتَّى الخطيئةُ قد تجيئُكَ تائبةْ
بعضُ إحمرارِ الوردِ يعكسُ ما جَنَتْ
تلكَ الورودُ من القلوبِ الشاحبةْ
«م» والماءُ - حتَّى الماءُ - يعطي صورةَ الأبعادِ كاذبةً ويخدَعُ طالِبَهْ
كُن للفضيلةِ لستَ أوَّلَ طائِعٍ
كلُّ الدروبِ قديمةٌ متعاقبةْ
كن للخطيئةِ لستَ آخرَ مُخطِئٍ
في الشكِّ قد تبدو الخطيئةُ صائبةْ
«م» هى فكرةُ الجسدِ المؤجَّجِ حين تحبِسُهُ بمعطفِها أنوثةُ راهِبَةْ
كانتْ كِتابًا ذاخرًا بطقوسِهِ
يوما ستقرأُهُ وتلعنُ كاتِبَهْ
ستطِلُّ صورتُكَ القديمةُ فجأةً
وتقولُ ما مِن ملمحٍ لتعاتِبَهْ
«م» لم يبقَ إلَّا أن توازِنَ بين ما يحوى رصيدُكَ والأمانِى الخائبةْ
ستقولُ حاولْ مرَّةً أخرَى وعُدْ
علَّ التناسخَ يستعيدُ مواهبهْ
قدرَ انهزامِكَ كُنْ فكلُّ هزيمةٍ
ستزيدُ بيتًا فى بكاءِ النَّادبَةْ
«م» الموتُ... آخرُ ما تجلَّى فى مرائِى الكشفِ والرَّائونَ شمسٌ غاربةْ
«م» متطرِّفٌ حدَّ احتزازِ بصيرةِ الكلماتِ ينشبُ فى الوداعِ مخالبَهْ
«م» مُتْ أوَّلَ الطوفانِ ما جدوَى انتظارِكَ؟ ضاعَ نُوحٌ فى الوجوهِ الغائبةْ.