الجمعة 22 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

محمد سالم يكتب: أصوات

أصوات
أصوات

ظِلُّ هذه الشجرة يشبه ظلَّ شجرةٍ أخرى

فى الغالب

رجلٌ يتقمَّص شخصية حطَّابٍ ألقى بها للنار

الرجل الذى عانت امرأته مرارًا من ملابس تخرج منها غابات

لتقاسمها الغرفة

بعد مشاجرة له مع سائق الباص

الذى لم يلتفت لتورم قدميه

وأصر أن بيته ليس محطة وقوف

تحسس البلطة تحت سترته

وفى العصر كان ينظر للنار

حين غادر مكانه

كان الدخان، ذاكرة الشجرة

يصَّاعدُ

بينما تسّاقط منه كلماتُ المستظلين.

كونوا رحيمين بى

أخرج للشارع

تاركًا ضيق غرفتى يتسع لنفسه فقط

فتضيقون العالم

تتحدثون بلكنة حكماء

تمامًا بلكنة حكماء

تجلبون حكايات تليق بسواد أسنانكم

وبالرائحة النتنة لمرحاض المقهى

ثم تنسلون لبيوت تمتلئ بصراخ صغاركم

أيها المساكين

هل تعلمون

كم لعبة سيحطمها أطفالكم

فى شجارٍ غير متكافئ.

حلمًا واحدًا يا نوم

حلمًا لينقض صقرٌ على وليمته

ولأملك ذاكرةً

لا أريد سوى حلم

وذاكرة

هل أطلب الكثير؟!

الغبية

من تظن نفسها

هى أحقُّ بنظرة الازدراء هذه

فلماذا بعثتها سكاكين تعمل فى الروح

على السلم صباحًا

تدعى الصلابة

بينما سمعتها تتوسل لصغيرها

أن يرجئ شراء كراسة الرسم والألوان

لأن الطبيب الذى كتب لأخته

قائمةً من الدواء والطعام

لمعالجة دمها الفقير

بمجرد أن أتم الكتابة

ضغطت أصابعه الجرس. 

هل ترقب الليل

طلبًا للسكينة

أم لتلقى إليه بقطعة منه

سقطت مثل خيمة فوق روحك.

يا إلهي

بدل الرؤية أرجوك

أريد أن تأكل الطير من رأسى

ولا أريد أن أعصر خمرًا. 

أملك علمًا

ونشيدًا وطنيًا يفيض محبة وفخرًا

وأبحث عن بلد.