ابتهال عبدالحميد تكتب: كرة دبقة
ضربات البرق المتعاقبة التى تضرب نفس النقطة تقريبًا سلبتنى قواى، فانسحبت من يومى إلى غرفة نومى، أحكمتُ إظلامها، وتناولت حبتين، واستسلمت لوسادتى الوثيرة.
أغمضتُ عينى ودلفت إلى ذلك الصندوق المحكم المزدحم.
تجولت أبحث عن ذلك المحتل العنيف بين زحام الصندوق؛ تمامًا فى منتصف الفص الأمامى من الجهة اليسرى لقيته يوجه صعقاته.
■ أرجوك دعنى وشأنى
رد بضربة كادت تقسم الصندوق نصفين، وابتسامة لزجة.
■ أنا بحاجة لأن أحيا يومى طبيعيًا، اتركنى اليوم وعد فى يوم آخر إن شئت.
وأنا بحاجة للغداء، أشعر بالنهم اليوم. وضرب ضربة جديدة.
طفقتُ أحاصره بمساعدة الحبتين تارة وبالمقاومة تارة حتى لملمته؛ كرة سوداء دبقة مقززة، استجمعت قواى الخائرة مع حنقى الشديد عليه وأطلقته بعيدًا جدًا، إلى الفضاء السحيق ليهيم سابحًا فى الفراغ.
ودَّعتُ وسادتى وفتحت النافذة لاستعادة النهار مرة أخرى واستأنفت يومى باسمةً.