الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

نادر الشربينى يكتب: اتْمخْتَرِت

حرف

 

ماشية بجلال ملِكة سَبأ..

والشِّعر هُدهُد وسْلِيمان قلبى..

العُمر فتَّح والطريق مَغيُوم..

شاورِتْ لِى بإيديَّا على قلبها،

وقالِتْ لِى حاسِب يا جدع مرْسوم..

تِسعين جدع ما اتحَمِّلوش نظرة،

وتسعة طار العقل من عقلهم..

أنا قلت أبْقَى كمالة المِيَّة

وإن مُتّ يِكفَى أنْذِكر زَيّهم..

شَمّرْت قلمى وابتَدِيت السَّعْىْ،

وحَفَرْتْ فى جِذْع الهوَى قلبين..

العين تدارِى همْهَمَات الوَدَع،

عن جفن راسِى ونِنّ بَيَّن زِين..

ورمش طايِح فى القلوب قَبّاض..

وشمِيسة بتْصَبَّح على العَبّاد،

ورقُه ينَدِّى ويبتسِم للكون..

مفتون يا شِعرى بصبّها مفتون..

مفطوم قليبى لسَّا من كام يوم..

مولود حليوة ودمّه خُفّ الرّيح..

العُمر فاتُه وفاتْ لُه سِنّ صرِيح..

يكتب وينفُخ فى الورق شِعره،

يصحَى الورق ويضَلّ هو طَرِيح..

شاورِتْ لِى بالنِّنِّى على النِّنِّى..

وقالِتْ لِى فَتْفِت فى الوجع غَنِّى..

الدنيا قايمة على ليالى صعاب..

من غير غُنَا تِلْقَا لْهَا ضُفْر وناب..

غَسَلْت رِيقِى بدمعتين مَالْحِين،

ولَقِيتْنِى باسْرَق من إمام عوده..

«وإن كان أمل العشاق القرب..

أنا أملى فى حبك هو الحب»

قالِتْ لِى كمِّل يا جدع خوّاف..

يا حلو صمت العاشقين سَيَّاف..

وانت اللِّى زَيَّك فى الهَوَى بِكْرِى،

مهْما يدارِى قصته مِتْشاف..

طوَّافة عينك والخطاوى كتير..

سبعة فى سبعة لمْ فَحَتّ البِير..

يا ابو العرب دَبدِب على رملى،

دبدب تنَوِّل زَمْزمِى التفجير..

غَمَّضْت عينها وغمَّضِتْ لِى العين،

وسافِرنا أسرع من طيور هاجّة..

بصِّينا ع الأحياء من الأجواء،

شفنا السما من تحتِنا واجّة..

رفْرَفْنا فوقها والسحاب عَرقَان..

هِدْيِتْ ومَطَّر وانْتَشِت لَاكْوَان..

فَتَحِتْ عينَيَّا شُفتْ سبأ اليمن،

مِتْزَوّقة كُونْها سبأ سِلِيمان.