الأحد 24 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

حنان ماهر تكتب: منطق الحب

الحب
الحب

 

طفلةٌ تاهَتْ فى ظِلِّها حقولُ القُطنِ 

اشتعلتْ بالبياضِ، حُبستْ فى ظِلِّ الشمسِ

المحرِّضةِ على نزْفِ الاحتراقِ

انشقَّ صدرُها عن طائر فى مخاضِ الضَّوْءِ

اتَّبعتْ غِناءه وصلَتْ إلى رأْسِ الأماني

علَّمَها مَنْطِقَ الحُبِّ

صلاةَ الرُّوحِ على سطْحِ القلبِ ويستُرُهما السَّحابُ 

أنْ تُحِبَّ عينًا لا ترَاها 

أن تَكرَه حقيقة أنه سيرحلُ، لكنه باقٍ

فى بيتها القديمِ فى قريتها العتيقةِ

كانت الطيورُ تأكُلُ معها مِن طبَقٍ واحدٍ

كانت تُناديها؛ تُسرِعُ إليها تَحُطُّ على كَتفِها

تغنِّى لها هديلَ البراءة الأزرق 

تمنحُها بعضًا من حريتِها

تحلِّبها جلبابًا خالىَ الحُزنِ

وأجنحة من زَبَدٍ كلَّما ارتَدتها يأخُذُها البحرُ معه 

تضحكُ وتُبقى ما ينفعُ

عتبةُ قلبِها مجلِسٌ، يحطُّ النسيمُ إذا رآها

تطبطبُ عليه بشَالِها تواسيهِ بلا عتبٍ 

تُسَرُّ لَها الألسنُ 

يَرْمُون فى حِجرِها قلوبَهم

يضعُ المارةُ بعضًا من أحاديثهم نذرًا 

فى صندوقِ وديعتِها

ووداعتُها تنبئ أنَّ الفصولَ لن تموتَ

تطرقُ بابَ الدعواتِ؛ فيطرحُ النخيلُ مِنْ خَصْرِها 

تُتمْتمُ تسابيحَ فتتِمُّ دورةَ القمرِ ويظَلُّ بَدْرًا

تهمسُ الروحُ؛ تَرَى ما لا تراهُ النواظِرُ

أطلقوا يماماتِهَا

نامتْ على صدرِ بئرِ خافَ منه الماءُ

أدلَتْ إبريقَها

تفجَّرَ الحنانُ طَوْعًا وكَرْهًا

يحلفونَ أنَّها لا تأكل يعلو جبينَها ابتسامةُ سنابلَ

كُلَّمَا مَرَّتْ يُسمَع شخللةُ حُلِيٍّ

هى لا تلبِسُ إلا قِرْطًا من خيطٍ 

تجلجلُ ضحكاتُها وهى نائمةٌ على وَجْهٍ ولادةِ الفجر

ترقصُ مع القشِّ تجدُ ألفَ إبرةٍ

قالتْ لى سرًّا إننى أُشبهُهُ 

مِنْ يومِها أبحثُ عنْكَ فى كلِّ الطيورِ

فهلْ علَّمتَنى مِمَّا أُوتيتَ عِلْمًا.