الجمعة 22 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

فاطمة عبدالكريم تكتب: أحجية من الشرق

أحجية من الشرق
أحجية من الشرق

السَّمَاءُ الْحُبُّ عَانَتْ 

فِى مُرُورِ الْأُفْقِ 

زَحْفًا مَا طَوِيلَا

من خَيَالٍ أَغْرَقَ الطِّفْلَ الْأَحَاجِى 

ثُمَّ قَاَلتْ كَانَ سَهْمًا مُسْتَقِيلَا

وَاحْتِضَارًا، قَالَت الْأُمُّ السَّمَاءُ:

الْآَنَ تَصْحُو صُحْبَةُ الْفَجْرِ

الَّتِى كَمْ صَادَفَتْ فِى بدءِ تَنويرِ الزحامِ 

اسْتَقْبَلَتْ عَهْدًا ذَلِيلَا

أَيْنَ ذَاكَ الْبَدْءُ؟ قُلْ لِى!

مِثْلُ لَيْلٍ يُشْبِهُ المَوْتَ الْحَيَاةَ اللادَلِيلَا                         

صَادِقًا أَوْ عَابِثًا أَوْ... 

لَسْتَ فِى رَحْبٍ غَزِيرٍ 

كَى يُدَلَّى مَا رَوَاهُ الْحُلْمُ فِينَا مُسْتَحِيلَا

مَنْ بِهَذِى الْأَرْضِ يَشْكُو 

أَنَّ سَيْفًا قَدْ طَوَتْهُ الرِّيحُ سَهْوًا لَوْ قَلِيلَا 

يَا دَلِيلَ الْحُبِّ طُفْتَ الْحَىَّ لَكِنْ..

طِفْلَةٌ مَا فِى الْجِوَارِ اسْتَعْذَبَتْ 

فِى مَهْدِهَا شَرْقًا مَهِيلَا

نَذرتْ قَبلَ زمانى عِشقَها حَملًا ثَقيلَا

هَزَّت الأعجازَ هونًا

أورثتْ مِصرَ نَخيلًا

فِى مَوَاقِيتِ الْبِحَارِ الْعَادِيَاتِ الآنَ ظَمأَى

دُلَّنِى نَهْرًا فُرََاتًا؛

فَاسْتَجَارَ المَاءُ نِيلَا

وَاسْتَنَارَتْ رُوحُ قَيْسٍ عِنْدَ كِسْرَى 

وَطَوَى عَهْدًا عَوِيلَا

فَاسْكُبُوا الزَّيْتُونَ «إِبْلَا» 

وَانشدُوا غَارَ «الكَحِيلَا»

بَابليٌّ مِرودُ الأحلامِ، لكنْ..

كَيفَ يَرجو لحياةٍ أنْ تَميلَا؟

مُترعُ الأهوالِ عُمرى

والمَوالى خِفتُهم خَوفًا مَلولا

عُزَّلٌ أيَّامُهُ

لا يَرتَقى سَهلًا وَهِيلا 

غَائِمٌ بَحْرُ الأَمَانِى 

رَاقِصٌ حَوْلَ المَوَانِى

هَائِمٌ يَبْغِى سَبِيلَا

قَالَتِ الأُمُ: الصِّعَابُ اسْتَأْجَرَتْنِى 

فَاطْلُبُوا مَهْدًا بَدِيِلا.