الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

هيرمان هيسه.. الباحث عن المواءمة بين احتياجات الروح والجسد

هيرمان هيسه
هيرمان هيسه

- ساعد توماس مان وبريخت فى رحلتيهما للهروب من النازى فوصفت الصحف الألمانية أعماله بالكتابة الرخوة

«عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرى، تبينت بوضوح أننى إما أن أصبح شاعرًا وأديبًا، أو لا أصبح شيئًا على الإطلاق».. هكذا حدد الشاعر والروائى والرسام الألمانى السويسرى هيرمان كارل هيسه رحلته مع الحياة، أو ما عاش يبحث عنه، كان اختياره لمستقبله واضحًا منذ البداية، فبدأ حياته شاعرًا، وختمها روائيًا، وكشف فيما بينهما عن رسام وفنان تشكيلى مبدع، وقيل إن أحد الباحثين أحصى ما يزيد على مائتى كتاب وكتيب أصدرها «هيسه»، ما بين الشعر والقصة القصيرة والرواية والتأملات فى الفلسفة والحياة عمومًا، ناهيك عن مئات المقالات ومراجعات الكتب، على أن «أجمل رواياته هى حياته نفسها»، حسب الصحفى والمترجم المصرى المقيم فى ألمانيا سمير جريس، الذى يقول عنه: «إنه من الأدباء الذين لا يكتبون إلا عما تجيش به صدورهم، وما تكابده أرواحهم، عما مروا به وخبروه وعانوه.. وعلى رغم عدد أعماله الضخم، فلا يمكن اعتبار عمل من أعماله سيرة ذاتية محضة، لكن معظم ما كتبه يقترب كثيرًا أو قليلًا من سيرته الذاتية، وتعتبر بعض أعماله تنويعات واضحة على سيرته الذاتية، مثل (تحت العجلة)و(دميان) و(ذئب البرارى) و(سيدهارتا). وكلها تتناول مواضيعه المحورية، بحث الإنسان عن طريقه الخاص الذى يحقق له السعادة، والإنصات إلى صوت القلب، والبحث عن التوازن بين الروحانيات والدنيويات، والتحرر من الضغوط كافة وكل أشكال السلطة، سواء السلطة الأبوية أو الدينية أو السياسية»، وهو ما يؤكده الناقد الألمانى هانز بورج لوتى، مشيرًا إلى أنه «منذ ظهور أعمال هيسه الأولى، أصبح نموذجًا أدبيًا للعمق والرمزية، حيث مزجت أعماله بين الطبيعة والروح، وحاول دائمًا أن يربط بينهما بلغة شاعرية فيما سماه بثنائية أنشودة الحياة».

دراسة لاهوتية وميول للعصيان

ولد هيرمان كارل هيسه فى الثانى من يوليو ١٨٧٧، بمدينة كالف التى تقع فى شمال الغابة السوداء بمملكة فورتمبيرج، وهى دولة صغيرة تقع فى جنوب غرب ألمانيا، كانت منطقة دولية عام ١٩١٨، وتتبع حاليًا ولاية بادن فورتمبيرج فى ألمانيا، ونشأ وسط أسرة بروتستانتية تلتزم بتبشير الأمم غير المسيحية، لا سيما فى الهند التى ولدت فيها أمه ماريا جوندرت كابنة لمبشر وباحث مشهور فى اللغات والآداب الهندية، خدم والديه تحت رعاية جمعية تبشيرية مسيحية بروتستانتية، وكان الابن الثانى للمبشر المنحدر من إستونيا يوهانس هيسه، الذى ينتمى إلى الأقلية الألمانية فى منطقة بحر البلطيق التى كانت حينها جزءًا من الإمبراطورية الروسية قبل انتقال العائلة إلى كالف، وبالتالى كان ابنه هيرمان عند ولادته بعد ذلك الانتقال بثلاث سنوات مواطنًا فى الإمبراطورية الروسية والألمانية، وكان والده يعمل فى دار نشر متخصصة فى النصوص اللاهوتية والكتب المدرسية البروتستانتية يملكها ويديرها الجد هيرمان جوندرت، وهو الذى شجعه على القراءة، وأتاح له الوصول إلى مكتبته الخاصة التى كانت مليئة بأعمال من الأدب العالمى.

تربى هيرمان هيسه على النزعة التقوية، وعاش فترة صباه وشبابه الأول وسط جو عائلى محافظ، يدافع عن البروتستانتية بشكل مفرط.. ظهرت عليه علامات الاكتئاب فى السنوات الأولى من حياته، وسرعان ما تفاقمت الأمور بعد التحاقه بالمدرسة، حيث عانى آثار دراسته فى إكليريكية ماولبرون البروتستانتية شمال جبال الألب، والتى فجّرت لديه ميول العصيان والتمرد، خصوصًا مع توتر علاقته بأهله، ومع طبيعته المتمردة التى تميل إلى الخيال، فتمرد على جو البيت الصارم، ثم تمرد على المدرسة التى كان يراها عدوه الأول الذى يجثم على صدره، ويريد أن يفسد عليه حياته، ويقتل موهبته وإبداعه، وقال عنها فيما بعد: «لم أجد طوال الأعوام الثمانية التى قضيتها فى المدرسة إلا مدرسًا واحدًا فقط أحسست تجاهه بالحب والامتنان».

كان لهيسه خمسة أشقاء، اثنان منهم توفيا فى سن الطفولة، وشارك حب الموسيقى والشعر مع والدته التى كانت تكتب الشعر، بينما كان والده معروفًا بكتابة الخطب الدينية، لكن قدوته الأولى كان أخاه غير الشقيق ثيو الذى سبقه إلى تحدى العائلة بالالتحاق بمعهد موسيقى عام ١٨٨٥.

أثناء إقامته فى ماولبرون ظهرت عليه آثار أزمة نفسية عندما أدرك أن والده أدخله معهدًا للدراسات اللاهوتية كى يصبح قسًا ومبشرًا مثله، فهرب منه فى مارس ١٨٩٢، بعد سبعة أشهر فقط لا غير، وعثر عليه لاحقًا فى أحد الحقول القريبة، فراح بعدها يتنقل بين المؤسسات والمدارس، ومنها المدرسة التى أتم تعليمه فيها فى عام ١٨٩٣، وشهدت تلك الفترة صراعات حادة بينه وبين والديه، حتى إنه حاول الانتحار فى مايو من نفس العام، قبل وضعه فى مصحة نفسية وعقلية، وفى بدايات صيف ١٨٩٤، صرف الأب النظر عن الدراسة، ووجّه ابنه إلى العمل، فألحقه بورشة لتصليح وتركيب ساعات أبراج الكنائس، فاستمر بالعمل فيها لمدة أربعة عشر شهرًا، والملفت أن هذا العمل ساعده على الهدوء النفسى، فتمكن من التغلب على مشاكله النفسية، ويبدو أن هذه المهنة تركت أثرًا عميقًا بداخله، وهو ما ظهر فيما بعد فى روايته «لعبة الكريات الزجاجية».

انتقل بعدها إلى توبنجن للعمل كبائع كتب فى مكتبة «هكنهاور»، التى كان مثقفو المدينة يقصدونها من أجل اقتناء كتب الفلسفة واللاهوت والقانون، والتى تحتوى على مجموعة كبيرة من الكتب المتخصصة فيها، فكان يقضى وقتًا طويلًا بالمكتبة، حتى مع انتهاء فترة عمله التى تصل إلى ١٢ ساعة، وركز جهده على القراءة، وتطوير أسلوبه، ومفاهيمه الفلسفية والجمالية، وعندما غادرها كان ذلك إلى عمل مشابه فى مكتبة لبيع الكتب المستعملة بمدينة بازل السويسرية، ولكنه أخذ يختبر حرية الشاعر الذى يختلى بنفسه فى أرجاء الطبيعة التى تحيط بالمدينة، وراح يتنزه فى أحيائها وشوارعها وحدائقها، يكتشف أحاسيسه، ويرصد انفعالاته ويدون انطباعاته، إذ أدرك وقتها أن الأدباء، والشعراء منهم على وجه الخصوص، يركنون إلى مرجعية فنية جمالية كبديل للمعيار الأخلاقى، إذ الأخلاق عندهم تنبثق من جماليات الإبداع.

بدايات مخيبة للأمال

كانت أول قصيدة تنشر له وهو فى التاسعة عشرة من عمره، حيث ظهرت قصيدته «مادونا» فى مجلة فيينا عام ١٨٩٦، وبعدها بأشهر قليلة أصدر مجلدًا صغيرًا من الأشعار والأغانى تحت عنوان «قصائد رومانسية»، وكان ذلك أول مجلد يُنشر له، ولم يمضِ عام واحد حتى تلقى رسالة من هيلين فويت تبدى فيها إعجابها بإحدى قصائده المنشورة، والتى تزوجت من ناشر صغير وافق على نشر مجموعة من قصائد «هيسه» لإرضاء زوجته، وهى المجموعة التى حملت عنوان «ساعة بعد منتصف الليل»، وباءت بفشل تجارى، فلم تطبع سوى مرة واحدة فقط، وبيعت بصورة بطيئة للغاية. ومثل غالبية كبار المبدعين حول العالم كانت بدايات «هيسه» مع النشر مخيبة للآمال، حتى عمله الأول «قصائد رومانسية» لم يلق نجاحًا من أى نوع، وقيل إنه لم يبع فى خلال عامين من نشره أكثر من ٥٤ نسخة، من أصل ٦٠٠ نسخة مطبوعة، فيما كانت صدمته الكبيرة عندما أبدت أمه رفضها لقصائده الرومانسية، وعندما توفيت فى ١٩٠٢، بعد صراع طويل ومؤلم مع المرض، لم يقدر على حضور جنازتها خوفًا من الاكتئاب، ومعاودة مرضه النفسى والعصبى.

كان لرحلته التى قام بها إلى إيطاليا عام ١٩٠١ آثار كبيرة على حياته، وهى الرحلة التى كان يحلم بها طويلًا، وهناك تعرف على زوجته الأولى ماريا بيرنولى التى تزوجها فى عام ١٩٠٤، وبدأ اهتمام الناشر صمويل فيشر بهيسه، ووافق على نشر روايته «بيتر كامينتسيند»، التى تناقش تمرد الأبناء على الآباء، وظهرت فى كتاب عام ١٩٠٤، وحصلت على شعبية كبيرة بمجرد نشرها، خصوصًا مع إشادة عالم النفس الشهير سيجموند فرويد بها، وحديثه عنها باعتبارها واحدة من رواياته المفضلة، وهو ما مكّن «هيسه» من كسب عيشه ككاتب، وساعده على الزواج من المصورة السويسرية ماريا بيرنولى، واستقرا فى بلدة جاينهوفن على بحيرة كونستانس، والتى تحاذى جنوب ألمانيا وشرق سويسرا وشمال النمسا، وأسسا عائلة من ثلاثة أبناء، إلى جانب إنتاجه عددًا من القصص القصيرة والقصائد، وروايته «تحت الدولاب» التى نشرت عام ١٩٠٦، ومع الوقت بدأ يعانى من شح فى الإبداع، وجفاف فى القدرة على التعبير، وبدأت حياته الزوجية رحلة الارتطام برتابة الاعتياد، مع تنامى الاضطرابات النفسية لزوجته، ما دفعه إلى المغادرة فى ١٩١١، منطلقًا فى رحلة روحية طويلة إلى سريلانكا وإندونيسيا وبورما والهند، بحثًا عن ذاته، وطلبًا للاستجمام، هذه الرحلة أتاحت له مشاهدة التناقضات التى تسيطر على العالم الحديث، وأثمرت مجموعة من القصص، أهمها «بيت الأحلام»، ورواية «ثلاث حكايات من حياة كنولب»، التى تضم ثلاث حكايات منفصلة تدور أحداثها حول شخصية كنولب الذى يضرب فى الأرض، لا يتخذ لنفسه سكنًا بعينه، ويلوذ دائمًا بنفسه، يعيش وحيدًا بداخلها، لا يؤرقه صديق ولا حبيبة، ويسعد بالمروج والجبال والطبيعة الصافية، ولكنه فى النهاية لا يجد ضالته، وتنتهى قصته بكلمات يوجهها إليه الرب قائلًا: «لم يكن فى المستطاع استخدامك إلا على هذا النحو، أنت ابنى وأخى وقطعة منى.. لم تذق شيئًا، ولم تعانِ من شىء، إلا وكنت فيه معك».

بعدها قرر العودة والانتقال بأسرته إلى مدينة برن السويسرية على أمل أن يحل تغيير الأجواء مشاكله الزوجية على الأقل، لكنه لم يفلح، وزاد مرض زوجته التى أصيبت بفصام فى الشخصية، ثم لم يمضِ وقت حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى، فتطوع للخدمة فى الجيش الإمبراطورى، لكنه لم يصمد بسبب مرضه، فأسندت إليه مهمة رعاية الأسرى، وفى ٨ مارس ١٩١٦ أصاب «هيسه» حزن عميق بوفاة والده، وضاعف من ذلك إصابة ابنه الأصغر مارتن بمرض خطير، إلى جانب مرض زوجته.. كل ذلك دفعه إلى البحث عن علاج نفسى لدى أحد تلاميذ عالم النفس السويسرى المشهور كارل يونج، ثم لدى يونج نفسه، فتلقى العلاج بمستشفى للأمراض النفسية والعصبية واستغرق علاجه ٧٢ جلسة من التحليل النفسى الذى كان ذائعًا فى ذلك الحين، ووجد «هيسه» نفسه فى فترة العلاج يرسم، وينطق بالفرشاة والألوان ما يستعصى عليه أو يوجعه التعبير عنه باللغة، ونجح فى كتابة رائعته «قصة شباب إميل سنكلير»، والمشهورة باسم «دميان»، والتى نشرت فى ١٩١٩ باسم مستعار «إميل سنكلير»، وانطلق فيها معبرًا عن قلق تلك الفترة وعذاباتها، كما ظهر جليًا تأثير التحليل النفسى عليه، وأثر معرفته بيونج ونظريته فى الانطواء والانبساط واللا شعور الجمعى والنزعة المثالية والرمزية، وتنقية الطبيعة البشرية. وهى الرواية التى قال عنها الأديب الألمانى توماس مان «إنها كهربت جيل العائدين من الحرب العالمية الأولى وكانت بدقتها البالغة تمس عصب الحياة».

فى تلك الفترة بدأ فى كتابة تحفته الأشهر «سيدهارتا»، والتى تستلهم قصة حياة بوذا، وكتب عن ظروف كتابتها فى مقدمة الطبعة الفارسية أنها «اعترافات رجل نشأ وتربى فى أجواء مسيحية، لكنه هجر الكنيسة مبكرًا، وحاول جاهدًا أن يفهم الديانات الأخرى، لا سيما العقائد الهندية والصينية»، وأنه حاول العثور على «المشترك فى كل العقائد والأشكال الإنسانية للتدين، الشىء الذى يعلو على كل الاختلافات القومية»، ومع أن رواية «سيدهارتا» تستلهم الثقافة الهندية، كان «هيسه» يعتبرها أوروبية للغاية، إذ تخلو تمامًا من الوعظ، رغم موضوعها الروحانى، تصف الدروب والمتاهات التى يسلكها سيدهارتا خلال البحث عن طريقه فى الحياة، والمواءمة بين الاحتياجات الدنيوية والروحية، فقط لا غير، وتعتبر من أكثر الأعمال الأدبية الألمانية تأثيرًا فى العالم كله، إذ بلغت مبيعات ترجماتها ما يزيد على ٢٠ مليون نسخة، وترجمت إلى ما يزيد على ٤٠ لغة، وكذلك إلى عديد من اللهجات الهندية.

مقاومة النازى والكتابة الرخوة

مع بدايات الحرب العالمية الأولى، أعلن «هيسه» عن موقفه من الحرب بوضوح، وكان من المعارضين القلائل للنزعة العسكرية الألمانية، سواء فى الحرب العالمية الأولى أو الثانية، فهبت معظم النخبة الألمانية تهاجمه وتندد بآرائه، وترافق ذلك مع انهيار زوجته، ما دفعه إلى الانفصال عنها، وانتقاله إلى بلدة مونتاجنولا، بالقرب من لوجانو، فى إقليم تيسين السويسرى، حيث استأجر أربعة غرف صغيرة فى مبنى أشبه فى شكله بالقلعة، يعرف باسم «كازا كاموزى»، وهناك عادت إليه الكتابة فيما يشبه البداية الجديدة التى جلبت له السعادة، وفى وقت لاحق وصف هذه الفترة من حياته بأنها كانت الأكمل والأكثر إنتاجًا وعاطفية، حتى إنه فى عام ١٩٣١، عندما قرر الزواج للمرة الثالثة، والانتقال من هذا المنزل مع زوجته إلى منزل أكبر، ظل بالقرب من مونتاجنولا، وأطلق على البيت اسم «كازا هيسه»، وتم بناؤه وفقًا لرغباته.

فى أوائل الثلاثينيات راح يتوجس من صعود النازية، وكان يستقبل النخبة الألمانية المثقفة المضطهدة فى منزله، فساعد كل من توماس مان وبرتولد بريخت فى رحلتيهما إلى المنفى، وأدت معارضته إلى امتناع الإعلام الألمانى والأوروبى الخاضع لهيمنة النازية عنه، كما منعت ألمانيا أعماله بداية من عام ١٩٣٨، ووصفتها بالكتابة الرخوة.

وفى ذروة اشتعال الحرب العالمية الثانية، ظهرت روايته الكبرى، عمل حياته الذى استغرقت كتابته ١٢ سنة، وهى رواية «لعبة الكريات الزجاجية»، التى بدأ كتابتها عام ١٩٣١، وصدرت عام ١٩٤٣، وتقع فى نحو ٩٠٠ صفحة، وصدرت فى جزءين، فكانت آخر رواياته وأطولها، ويرجح النقاد أن حصوله على جائزة نوبل فى عام ١٩٤٦ كان بسببها، فقال كثيرون إنها درة إنتاجه، وأيقونة من أيقونات الأدب العالمى، حاول فيها «هيسه» تسجيل وصيته الأخيرة للعالم، وخلاصة تجاربه الحياتية والفلسفية والجمالية.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وخلال السنوات العشرين الأخيرة من حياته، لجأ «هيسه» إلى كتابة القصائد والقصص القصيرة، معرضًا عن الرواية، وفى مساء الثامن من أغسطس ١٩٦٢ كان يستمع إلى إحدى سوناتات موتسارت للبيانو، بينما كانت زوجته الثالثة تقرأ له كعادتها قبل نومه، وفى صباح اليوم التالى فارق الحياة بنزيف فى المخ عن عمر يناهز ٨٥ عامًا.