الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

حمزة العزوبى يكتب: ليسَ علىّ سوى أنْ أكونَ أنا

ليسَ علىّ سوى أنْ
ليسَ علىّ سوى أنْ أكونَ أنا

أنا جالسٌ ها هنا الآنَ 

ليسَ علىّ سوى أنْ أكونَ أنا

وأنا ليسَ من واجباتِى إذا انهمرَ الليلُ

أن أنقذَ الشمسَ غارقةً فى بحارِ الظلامِ 

فأركبَ غواصةَ الفَجرِ كى تبقرَ الليلَ

تنتشلَ الشمسَ من جوفِهِ دُرَّةً

وتُعَلِّقَهَا شامةً فوقَ خدِّ النهارْ

ولا أنْ أَكُفَّ عنِ الناسِ كَفَّ الزمانِ بأَسْورةِ الحبِّ..

أستبدلَ الوردَ بالصخرِ فى بَشْرةِ الصحَراءِ..

وأخبزَ دمعَ المساكينِ فى فرنِ قلبى فطائرَ..

أوْ أنْ أشُدَّ الحقيقةَ للناسِ من شعرِهَا..

لستُ إلا أنا لستُ أحْمِلُ فلسفةً ورؤى 

لستُ نصفَ نبى ولا فارسًا لأمزِّقَ هذا البوارْ 

أمزِّقُ قلبى فقطْ

وأنا جالسٌ ها هنا الآنَ

روحى مُفَتَّتَةٌ يأكلُ التيهُ منها 

وعينى مُمَسْمَرَةٌ فى نخيلِ شرودى

وكَفِّى تَمْسَحُ دمعَ الجِدارْ 

وليسَ علَى سوى أنْ أكونَ أنا..

وأنا لستُ أفعلُ شيئًا

سوى أننى أتنفسُ معشوقتى برئاتِ الحنينِ..

أنادى على طيفِهَا المتراقصِ فى هودجِ البالِ..

مرتعشًا أَتَدَثَّرُ دِفْءَ مناجاتِهَا..

أتَهجَّى اسمَهَا قمرًا قمرًا.. 

نجمة نجمة فوقَ سبُّورَةِ الذكرياتِ..

وأنثر فى أذن الريح أغنية من غبارْ 

وليس علىّ سوى أن أكونْ أنا.. 

ها أنا أتعرَّى

أُجرِّحُ نفسى حتى يُطهِّرَنى ألَمِى

أُعَلِّقُنِى فوقَ مِشْجَبِ تلك القصيدةِ 

مضبوطةِ الوزنِ مكسورةِ الروحِ.. 

هذا أنا.. 

هذه أمنِيَاتى غارقة فى دِماها.. 

وهذى حياتى مشنوقة فى مَداها 

مُعَلَّقة فى حبالِ التجارِبِ.. 

هذا أنا مَيِّتًا مَيِّتًا 

كَفَّنَتْ جِيفَتِى السنواتُ بأقمشةِ الانتحارْ

وهذا أنا جالسًا ها هنا الآنَ

منتظرًا أن تُطِلَّ الحبيبةُ 

أو تَتَقَمَّصَ موتى القصيدة.. 

أعلمُ أنهما شَبَحٌ لن يجىءَ

وأسطورةٌ زَرَعَتْهَا البراءةُ والوهمُ فى أعينِ السُّذَّجِ الحالمينَ

ولكننى الآن ليسَ علىَّ سوى أن أكونَ أنا 

وأنا ساذجٌ 

سأظلُّ أشيلُ على ظهرى المنحنى جبلَ الانتظار.