وسام دراز يكتب: ندبةٌ زَرقاء
ألا نتمشَّى على البحرِ؟..
قالَ، سيَخضرُّ قلبُكَ..
ردَّ أبوهُ: أليسَ سماءً هوَتْ ذلكَ البَحر؟
كان سماءً.. وتلك بحار ستسقُطُ عمّا قريبٍ
سيَخضَرُّ قلبُكَ
- حقًا؟
- وهل يَشربُ البرعمُ الماءَ إلَّا ليَخضرَّ؟
- يَشربُهُ مالحًا؟
- مالحًا يا بُنىَّ.. ألا تطلبُ الملحَ فوقَ الإدامْ
- وقد يجرحُ الملحُ عينيىَّ
حينَ أصدِّقُ أنَّ أبى نورسٌ لا ينامْ
أنهُ يعشقُ البحرَ لكنَّهُ لا يسيرُ إليهِ!
أنا خائفٌ يا أبى.. هل نسيرُ إلى البحرِ؟
- لا تَختبِرنى بهِ يا بُنىَّ..
لقدْ خُضتُهُ كلَّهُ لا المراكبُ تَجهلُنى..
لا المرافئُ يَعرفُنى فيه غَرقاهُ..
والقاعُ كمْ قالَ لاسْمى: انتَشِلْنى.
إلى الآنَ يَعرفُنى البحرُ لكنَّنى
لستُ أعرفُنى
قُربَهُ لا تفكِّرْ بهِ يا بنىَّ.. سيَزرقُّ قلبُكَ
- ما زُرقةُ القلبِ؟
- عِشقُ البِحارِ/ وشقَّ القميصَ/ تَرى!
هذه النّدبةُ الآنَ.. كم حَجمُها
لم تكُنْ لَكْمةً فى الصِّبا..
لم تكنْ طعنةً من عدوٍ قديمٍ
ولا حجَرًا أخطأَتْهُ يدٌ..
إنَّهُ قلبىَ المُتعلِّقُ بالبحرِ:
يَنكُزنى فى ضلوعىَ كلَّ مَساء.