الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

وسام دراز يكتب: ندبةٌ زَرقاء

نتمشَّى على البحرِ
نتمشَّى على البحرِ

ألا نتمشَّى على البحرِ؟..

قالَ، سيَخضرُّ قلبُكَ.. 

ردَّ أبوهُ: أليسَ سماءً هوَتْ ذلكَ البَحر؟

كان سماءً.. وتلك بحار ستسقُطُ عمّا قريبٍ

سيَخضَرُّ قلبُكَ 

- حقًا؟ 

- وهل يَشربُ البرعمُ الماءَ إلَّا ليَخضرَّ؟ 

- يَشربُهُ مالحًا؟

- مالحًا يا بُنىَّ.. ألا تطلبُ الملحَ فوقَ الإدامْ 

- وقد يجرحُ الملحُ عينيىَّ

حينَ أصدِّقُ أنَّ أبى نورسٌ لا ينامْ

أنهُ يعشقُ البحرَ لكنَّهُ لا يسيرُ إليهِ! 

أنا خائفٌ يا أبى.. هل نسيرُ إلى البحرِ؟ 

- لا تَختبِرنى بهِ يا بُنىَّ..

لقدْ خُضتُهُ كلَّهُ لا المراكبُ تَجهلُنى..

لا المرافئُ يَعرفُنى فيه غَرقاهُ..

والقاعُ كمْ قالَ لاسْمى: انتَشِلْنى. 

إلى الآنَ يَعرفُنى البحرُ لكنَّنى 

لستُ أعرفُنى

قُربَهُ لا تفكِّرْ بهِ يا بنىَّ.. سيَزرقُّ قلبُكَ 

- ما زُرقةُ القلبِ؟ 

- عِشقُ البِحارِ/ وشقَّ القميصَ/ تَرى! 

هذه النّدبةُ الآنَ.. كم حَجمُها 

لم تكُنْ لَكْمةً فى الصِّبا.. 

لم تكنْ طعنةً من عدوٍ قديمٍ 

ولا حجَرًا أخطأَتْهُ يدٌ.. 

إنَّهُ قلبىَ المُتعلِّقُ بالبحرِ: 

يَنكُزنى فى ضلوعىَ كلَّ مَساء.