الإثنين 16 سبتمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

هانى عويد يكتب: قصيدتان

حرف

بخورُ قَدَرى

أدوِّنُ.. 

لأحفظَ بقايا ذاكرتى من العبث،

ومن مطباتٍ صناعيةٍ 

مُسترسلةٍ فى عَين الماضى،

وفى كفِّ الغد المفرود.. 

کشحَاذٍ عابرٍ

وأبحثُ عنِّى.. 

كلما يَمَّمتُ لمحةً فى أى اتجاه. 

رُبمَا كنتُ السائقَ الذى نسيتُه

فَالتفَّ عليه الطريق.. ولم يصل،

أو الشجرةَ التى أُحمِّلُها عبءَ أحلامى، 

وأَشياء كَثيرة عن وطن

لا يلوى على شىء. 

وحبيبة تَتوه فى يديها ملامحى.. 

كأوراق الخريف

فلا أَدرى أَيُّهما فصل يُجدِّدُ وَصْلِى؛

فاستبقيه. 

لا يكفى الموت نسيانى.. 

كَى أَمرَّ بحبى من الشوارع التى آنَسْناها؛

لتُزهر طفولتى. 

أَنَا العاشق الأبدى.. أفكِّكُ صمتى إذ يمرُّ،

وأترك للقصيدة بخورَ قدَرى.

 

اتركوا للمكان وترًا 

الأرصفةُ كرسى معلَّق للغياب، 

واستراحةٌ لليلٍ.. 

تأتى بخدِّ القمر البضِّ،

وَمَنْ ضَاقَتْ عَليهِ وحدته.. 

فَفَرَّ من سطوة الجدران. 

لا تَشبع فُضولًا مع الفَصُولِ التى تَزورُ خَواطرها،

ولا تَنهض بإشارة ضِدَّ الحَفر

أَو غَزو الأكشاكِ الَّتِى ذَهبتْ بها للتجارة. 

مَنْ يظُنُّونَ أَنَّ هذا عَدمٌ لا بدَّ من استثماره،

كطفلِ تَركَ وصيته العبثية

على أبواب المراحيض العمومية والأسوار. 

ضِقنَا أكثرَ بهامشِنَا 

وَكَبُرنَا بحَاجز الصوتِ! 

لا تكتبوا هنا.. «للذكرى الخالدة»، 

ولا تنقلوا القبح بذخيرته الحية. 

فَقط.. اتركُوا للمكان وترًا

يتذكر به رائحتنا.