الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

تقرير هندى: «الريلز» تروج للابتذال والتمييز الجنسى

الابتذال والتمييز
الابتذال والتمييز الجنسى

فى تقرير حديث نُشر على موقع «كشمير ريدر»، وهو موقع لصحيفة يومية باللغة الإنجليزية تصدر فى الهند، تحدث الكاتب اشتياق رشيد عن تحول «الريلز»، لا سيما فى «إنستجرام»، من منفذ إبداعى إلى منصة للمحتوى المثير للجدل تتزايد المخاوف بشأن تأثيره على المستخدمين من صغار السن. 

وأوضح الكاتب أن «الريلز» قد أصبحت أرضًا خصبة للابتذال والتمييز الجنسى، ما يؤثر سلبًا على نمو الأطفال والمراهقين، إذ يُعرض من خلالها العديد من الأشكال المبتذلة، بما فى ذلك الكلمات المبتذلة والإيماءات الموحية والنكات غير اللائقة. وفى حين قد يجادل البعض بأن هذه أشكال من التعبير عن الذات أو الترفيه، إلا أنها قد تحمل تأثيرًا ضارًا على المشاهدين الصغار الذين هم سريعو التأثر وما زالوا يطورون فهمهم للسلوك المناسب والأعراف الاجتماعية.

ونوّه بأن الأطفال والمراهقين عندما يتعرضون لسلوك غير لائق قد يبدأون فى رؤيته على أنه مقبول أو حتى مرغوب فيه. ويمكن أن يؤدى هذا إلى التعامل مع هذا السلوك باعتباره طبيعيًا، ليصبح الابتذال جزءًا أساسيًا من تواصلهم وتفاعلاتهم الاجتماعية. 

وأشار إلى أن الخوارزميات التى يستخدمها «إنستجرام» أيضًا لها دور مهم فى الترويج لمثل هذا المحتوى، فكلما زاد التفاعل الذى يتلقاه «الريل»، زادت احتمالية عرضه لجمهور أوسع. وهذا يعنى أن المحتوى الصادم أو المثير للجدل أو الاستفزازى يحصد المزيد من المشاهدات والإعجابات والمشاركات، ما يحفز على إنشاء المزيد منه وهكذا تدور حلقة الابتذال دون توقف.

بالإضافة إلى الابتذال، يعد التمييز الجنسى مشكلة أخرى منتشرة يلاحظها الكاتب فى «ريلز إنستجرام»، رأى أنها تعمل على إدامة الصور النمطية عن المرأة وتعزيز ثقافة كراهية النساء. ينتشر هذا المحتوى على نطاق واسع، إذ يصل إلى ملايين المستخدمين، بمن فى ذلك الأطفال والمراهقون سريعو التأثر. يمكن أن يضم هذا المحتوى مقاطع الفيديو التى تسخر من النساء بسبب مظهرهن، أو تصورهن موضوعات لرغبة الذكور، أو تعزز فكرة أن قيمة المرأة مرتبطة فى المقام الأول بجاذبيتها الجسدية. بالإضافة إلى ذلك، تروج بعض «الريلز» للذكورة السامة من خلال تمجيد السلوك العدوانى والهيمنة والسيطرة على الآخرين، خاصة النساء.

بيّن التقرير أن تأثير الابتذال والتمييز الجنسى فى «ريلز إنستجرام» يتجاوز التأثير على السلوك، ليمتد إلى الصحة العقلية والنمو النفسى للأطفال والمراهقين، فقد أظهرت الدراسات أن التعرض لمحتوى غير لائق على وسائل التواصل الاجتماعى يمكن أن يسهم فى القلق والاكتئاب ومشكلات أخرى تمس الصحة العقلية.

لم تعد مقاطع الفيديو القصيرة على موقع «إنستجرام» مصدرًا للترفيه والإبداع بقدر ما هى منصة لإعلاء الابتذال والتمييز الجنسى وتطبيعهما. وهذا الاتجاه له آثار كبيرة على نمو الأطفال والمراهقين.

ولمكافحة انتشار المحتوى الضار، اقترح الكاتب أن تتحمل منصات التواصل الاجتماعى والمؤثرون والآباء والمعلمون والمجتمع ككل المسئولية الجماعية. ومن خلال تعزيز ثقافة الإعلام، ووضع الحدود، وتعزيز التواصل المفتوح، ومحاسبة المنصات، يمكن خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا واحترامًا لجميع المستخدمين. وفى نهاية المطاف، أن يكون الهدف هو الاستفادة من الإمكانات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعى مع حماية المراهقين والصغار من جوانبها الأكثر قتامة.