إيهاب صبرى: معلم متفانٍ وشارك فى مناقشة 158 رسالة ماجستير ودكتوراه
وصف الدكتور إيهاب صبرى أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، المؤرخ الموسيقى زين نصار بأنه رائد من قامات ورواد العلم وأستاذ من أساتذة الأمة، مشيرًا إلى أن خسارته تُعد خسارة جمّة لا تعوض، خاصة أنه رحل تاركًا بصمات خالدة فى نفوس وعقول تلاميذه ومحبيه.
وأضاف صبرى فى حديثه لـ«حرف»، بأن نصار كان رمزًا للعلم والمعرفة، وقد أسهم بجهود جبارة فى تطوير النقد الموسيقى الأكاديمى المعاصر، كما أثرى المكتبة العلمية بأبحاثه ودراساته ومؤلفاته المتميزة، والتى كانت ولا تزال مرجعًا أساسيًا للباحثين والدارسين، وكان له دور بارز فى تأسيس وتطوير قسم النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، حيث أسهم فى بناء كادر أكاديمى متميز، ودعم الأبحاث العلمية، ورفع مستوى التعليم الجامعى والأكاديمى.
وأشار أستاذ النقد الموسيقى إلى أن ليس رائدًا من رواد النقد الموسيقى فحسب، بل كان أيضًا معلمًا متفانيًا، يتمتع بصبر وحكمة لا حدود لهما، حيث كان يحرص على إيصال المعلومة ببساطة ووضوح، وكان دائمًا متاحًا لطرح الأسئلة والاستفسارات ويتمتع بشخصية جذابة ومحبة، وكان يحظى باحترام وتقدير الجميع.
وشدد صبرى، الذى وصف نفسه بأنه أحد تلاميذ نصار، بأن الراحل ترك فى نفوس طلابه أثرًا بالغًا، فقد كان قدوة حسنة لهم، وشجعهم على التفوق والابتكار، وكان دائمًا يلهمهم بطموحاته وأحلامه، ويدفعهم إلى تحقيق أقصى ما يمكنهم، كما أسهـم فى نشر الثقافة الموسيقية فى مصر، من خلال كتاباته النقدية والتحليلية، فقد استطاع أن يربى أجيالًا من الدارسين الأكاديميين الجادين الذين انتشروا فى مصر والمنطقة العربية ليسدوا الفراغات التى حدثت نتيجة لرحيل أو اعتزال الأجيال السابقة فى النقد الموسيقى، والتى شكلت فصولًا بأكملها فى هذه الرسالة العلمية، كما كان ناقدًا أكاديميًا رفيع المستوى، لكنه فى الوقت نفسه كان يملك القدرة على توصيل المنهج العلمى النقدى إلى الجمهور العادى، الذى كان دائمًا يضعه فى اعتباره.
وكشف أستاذ النقد الموسيقى عن أن نصار قام بالإشراف والمشاركة فى مناقشة ما لا يقل عن «١٥٨» رسالة علمية للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه فى مجالات الموسيقى المختلفة كالغناء والأداء الآلى، والنقد الموسيقى، و نشر العديد من الدراسات الموسيقية، خاصة عن كبار الموسيقيين المصريين، وذلك فى المجلات المتخصصة التالية: «المجلة الموسيقية، مجلة الفنون، مجلة الفن المعاصر، مجلة المسرح، مجلة القاهرة، مجلة الفنون الشعبية، مجلة فكر وإبداع، مجلة الفن الإذاعى، مجلة الهلال».
وأضاف صبرى، أن نصار كتب المادة العلمية للبرامج الموسيقية بالإذاعة المصرية على مدى خمسة وثلاثين عامًا، ومنها على سبيل المثال: «برنامج عالم الموسيقى» بإذاعة صوت العرب، والذى استمر يذاع لمدة «٢٦» عامًا، ثم «برنامج الموسيقى العالمية» بإذاعة البرنامج العام، و«برنامج فن البالية» بإذاعة البرنامج الثانى، وبرنامجا «الموسيقى المصرية المتطورة» و«إيقاعات ونغمات» بإذاعة البرنامج الموسيقى، «سهرة مع الموسيقـى المصريـة» بإذاعة البرنامج الثقافى، برنامج «أوتار موسيقية» بإذاعة البرنامج العام.