الباحث ياسر الغبيرى: محاضراته «نزهة فنية» و«سميت ابنى على اسمه»
«تعالى هنا جنبى يا مواطن»، جملة سمعتها كثيرًا من أستاذنا الدكتور زين نصار- رحمة الله عليه- هكذا تحدث ياسر الغبيرى، الكاتب الصحفى والباحث، وأحد تلاميذ المؤرخ لـ«حرف» عن ذكرياته مع الناقد لكبير، ويستكمل الغبيرى: «لم تكن الجملة خاصة بى وحدى دون غيرى، لكنها كانت لمن يحبهم من تلاميذه، حيث كانت محاضرات الموسيقى من الدكتور زين نصار أشبه برحلة أو نزهة يصطحبنا خلالها الأستاذ لنتعرف على تاريخ هذا الفن، سواء فى مصر أو العالم».
ويضيف «الغبيرى» كانت محاضرات زين نصار أشبه بجلسات عائلية، أب يجلس حوله أبناؤه يداعب هذا ويثنى على فراسة هذا، ويذكّر هذا بما فاته فى محاضرة سابقة، لذلك كنا ننتظر المحاضرة الأسبوعية، التى أطلقت عليها محاضرة «السلطنة»، فما أبدع أن تكون دراستك فى الفن، وما أجمل أن يكون تلقّى ذلك الفن على يد زين نصار.
وكشف «الغبيرى» عن أن تجربته الشخصية مع زين نصار كانت بمثابة تجربة أبوية، لم يشعر يومًا بأنّه فى حضرة رجل متعالٍ مغتر بعلمه، مضيفًا: «كنت أرى فيه المؤرخ والمعلم والأستاذ وقبل ذلك الأب، لذلك كنت أدخل غرفته فى الدور الثالث بمعهد النقد الفنى فاتحًا ذراعىّ، فيبادلنى الأستاذ خلف مكتبه ذات الشعور، أرتمى فى حضنه وأقبّل رأسه، وأجلس لأشرب من يده كوبًا فاخرًا من الشاى، حيث كان الشاى هو واجب ضيافة د. زين نصار لتلاميذه، لم أر أستاذًا غيره يفعلها طوال مشوارى التعليمى الممتد، ورغم ما لمسته من محبة وتواضع من علماء أجلاء داخل الأكاديمية وخارجها، إلا أنّنى لم أجد فى تواضعه ونبله وأخلاقه، لذلك كان خبر رحيله صاعقة مدوية، لم أتمالك نفسى، ولم أتمكن من الكتابة عنه حينها، لم أقو على سرد كلمات تعبّر عن محبة أستاذى المكنونة فى قلبى، نعيته والتزمت الصمت، الخسارة أكبر من أن يكتب عنها، والمصاب جلل، ولكن عوض الله دائمًا أقرب مما نتصور.
وأضاف «الغبيرى»، بعد أشهر قليلة على رحيل د. زين رزقنى الله طفلًا، فوجدت فى نفسى رغبة أن يحمل طفلى اسم أستاذى، وسألت الله حينها أن يرزقه بطيب قلب زين الجد، ويرزقه حُسن خلقه وفيض علمه، وأسميته زين.