أشرف عبدالرحمن: كتاباته مرجع عالمى
تحدث الدكتور أشرف عبدالرحمن، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، عما وصفه بأبيه الراحل وليس مجرد معلمه وأستاذه فحسب زين نصار، قائلًا إن المؤرخ الراحل نجح فى تطوير الذوق العام للبرامج الموسيقية فى الإذاعة المصرية، ويُعد أهم مؤرخ فى تاريخ الموسيقى المصرية والعربية، حيث كان غزير الإنتاج الثقافى والفنى والعلمى للدرجة التى جعلته موسوعة فنية.
وأضاف عبدالرحمن أن أهم ما ميز المؤرخ الكبير كانت علاقته بتلاميذه والباحثين والدارسين، حيث كان بمثابة أب للجميع وليس مجرد معلم وأستاذ لهم، يمكن لأى طالب أو باحث الدخول إلى مكتبه فى أى وقت واحتساء الشاى من يده، وأشهد له العديد من المواقف التى ساند ودعم فيها طلابًا وباحثين ضد تعنت بعض الأساتذة، ووقف حائط صد ضد ذلك وتوسط لهم عند الأساتذة من أجل التيسير عليهم.
وأشار أستاذ النقد الموسيقى إلى أن نصار سخّر حياته من أجل العلم والتأريخ والموسيقى، سواء فى الإذاعة المصرية أو أكاديمية الفنون، كما ألف مجموعة من الكتب تعد الأهم فى تاريخ المكتبة الموسيقية العربية، خاصة كتابه الأخير «الحياة الموسيقية المصرية فى ميزان النقد»، الذى تشرفت بكتابة مقدمتها والإشراف على تنفيذه بعد وفاته، مشيرًا إلى أنه تحول إلى مرجع وموسوعة عالمية فى النقد الموسيقى، كما تميز بأنه الوحيد الذى كتب عن العازفين فى سابقة لم يتطرق إليها أحد فى تاريخ الفن والموسيقى.
وأضاف عبدالرحمن أن نصار سجل مع أغلب الفنانين الذين عاصرهم، مثل كمال الطويل وإبراهيم حجاج وفؤاد الزاهرى وغيرهم، وامتلك مكتبة تضم مقتنيات ثمينة من التسجيلات النادرة، ولم يترك فنانًا إلا وذهب للتسجيل معه وتوثيق أعماله وتراثه وفنه.
وكشف عبدالرحمن عن أن أهم ما ميز نصار، أيضًا، أنه كتب عن القوالب الغنائية العربية والغربية وعن موسيقى الباليهات، وهو الشىء الذى لم يتطرق إليه أحد أيضًا فى الفن المصرى، وكتب عن بحيرة البجع وكل الباليهات المشهورة، حيث درس سنوات فى معهد الباليه، وأسس منهجًا لتدريس موسيقى الباليهات.
وأضاف أستاذ النقد بأكاديمية الفنون أن زين نصار يعتبر من أسس قسم النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، وتولى رئاسة القسم لحوالى ثلاثين عامًا، ووضع أساسًا سار عليه جميع الباحثين فيما بعد داخل قسم النقد الفنى.
ويستكمل عبدالرحمن حديثه عن إنسانية زين نصار، ليتذكر ذهابه للفنان الراحل سعد عبدالوهاب فى المستشفى للتسجيل معه، وكان يجرى الحوار معه بطريقة تشبه الطبيب الخاص وليس المحاور؛ حتى لا يكون سببًا فى إرهاقه، فى موقف إنسانى لا يمكن نسيانه للمؤرخ الكبير زين نصار.