أحمد شلبى يكتب: دهشة
أوقَفَنى.. وقال لى: لا تَخَفْ
قلتُ له: ماذا.. إذا لمْ أقِفْ؟
فقال: تبقى كوْكبًا تائهًا
ولُؤلؤًا لمَّا يزلْ فى الصَّدَفْ
وهلْ ترى الطِّينَ بفخَّارةٍ
كما ترى آنِيَةً من خَزَفْ؟
فقلتُ: عِدْنى بالذى أرْتَجى
قالَ: ارْتَجِ النَّهْرَ الذى لا يجِفّْ
واسْلُكْ طريقًا ما لهُ آخِر
ولا يكُنْ عَزْمُكَ للمُنْتَصَفْ
قلتُ: وكيفَ؟ والوقوفُ امتثالٌ
وسكونٌ، وانْتهاءٌ، وكَفّْ
قال: الوقوفُ وثبَةٌ.. دهشةٌ..
جرحٌ نبيلٌ فى الحَنايا نَزَفْ
وعالَمٌ خافٍ.. بهِ لم يُحَطْ
وومضةٌ فى الكونِ لم تُكْتَشَفْ
وسِرُّ عاشقٍ.. به لم يَبُحْ
لو قُطِّعتْ أوصالُه ما اعتَرَفْ
ماءٌ طَهورٌ.. لم يذُقْهُ سوى
مَنْ- لَحْظةَ الإشراقِ- منْهُ اغْترفْ
وجِلْتُ مِن ضِيائهِ- رَهْبةً-
وكلما اقْتَربْتُ قلبى ارْتجَفْ
وفجأةً.. أطلقَنى طائرًا
وقال: هكذا يكونُ الشَّرَفْ
من يومِها لمَّا أزل ذاهلًا
يَزُفُّنى شَدْوٌ وناى ودُفّ
تحملُنى من عِطْرِهِ نسمَةٌ
سِحرِيَّةٌ.. فلم أَمِلْ أو أَخَفْ
أوقَفَنى فى سِدْرةِ المُرْتَجَى
وقال لى: ماذا.. إذا لم تقِفْ؟