الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

بهاء الدين حسن يكتب: العاملة

حرف

لـم أكن أستلطفها، وكنت كلما احتجت إلى شىء، أذهب إليها على مضض، فلم تكن تنزل على قلبى بردًا وسلامًا، حتى حكاية أنها تصرف على أمها المريضة، ووالدها المُسِن، لم تجعلنى أتعاطف معها! فقـد كنت كلما ذهبت لشـراء حاجة من السوبر ماركت، الذى تعمل به، أشعـر بالغيظ، عندما تشيـر بسبابتهـا، من خلف المكتـب الذى تجلــس عليه، فى اتجاه الرف الموضوعة فوقـه الحاجة، وهى تقـول: هناك.

لــم تفلح رقتهـا أو عذوبــة صـوتهـا، الكفيـل بأن يجعـل أى زبـون ينسى نفسـه، ويقف بالساعـات يحكى معهـا، مستدفئــًا بأنوثتهـا، وطزاجة ملامحهـا، فى أن تشفع لهـا.. 

ـ ربـع كيلو لانشـون، ونُص كيلو جبنه رومى. 

لا يصح هذه المـرة أن تشير بسبابتها، وهى تجلس خلف المكتب، فلا بــد من أن تقــوم وتتحــرك بنفسها، لتقطيـع اللانشــون والجبنة الرومى من ناحيـة، ومن ناحيـة أخــرى لتضعهما على الميزان. 

التَفَتَتْ يمنـة ويُسـرة، ونَظَـرَتْ تحت المكتب، تبحث عن شىء... لا أدرى لمـاذا أثــار بحثهـا فضولى، وربمــا غضبى، لشعورى بأنهـا تتكاســل وتماطــل فى التحــرك، فجثـــوت على ركبتى ونـزلت تحت المكتب، أبحث معها؟

تصبب جبينى عرقًا وخفق قلبى، عندما رفعت عينىّ، فجاءت فى مواجهة ساقها المبتورة... لم أفق إلا على صوتها وهى تقول: من فضلك أحضر لى العُكّاز.