أحمد عمر يكتب: عمرى وعمرك.. توأمان
ورمَقتُها
تنبى بأمس قد مضى
وتداعب النسمات منها حرفها
فى لوحة التقويم يبدو وجهها
عنوانها: اليوم الذى تولى وانقضى
فكأنما يأبى الفراق ويبتغى
عمرًا جديدًا باقيًا..
لا يبتغى عمرًا مليئًا بالقناعة والرضا
وكأنها الزمن اللهيف تسمَّرت
أقدامه من فرط اللهاث
ولم تعد تقوى على جريانها..
ورمقتها.. والغيظ يأكل داخلى
وتصدرت جيشًا من الأوراق رُصت خلفها
تبدو كمقدام يقود جحافل
فى ساحة الأيام أصبح رابضًا
فنزعتها عن لوحة التقويم ثم طويتها
بين الأصابع- غاضبًا- وقذفتها
بين القمامة فاستعادت وعيها
مثل الصدى
فكأنها انتهت لهتك حجابها
وضميرها للفتك والتمزيق أصبح رافضًا
وكأنها ثأر يموج بصدرها عبر المدى
سخرت وراحت عينها تخفى بريقًا غامضًا
فتساءلت: أفنيتى؟
«أسقطتنى من لوحة التقويم»
إذ عمرى وعمرك توأمان
فهل ضمنت العيش عمرًا سرمدًا؟
فجزعتُ من تأنيبها
وهُرعتُ أفحص صفحة المرأة أرنو ما بها
فكأنها تلك الوريقة قد تحقق ثأرها
يا قسوة الأيام إذ قد حطمت «تاجى»
وأذكت فيه لونًا أبيض.