الخميس 14 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

علاء رسلان يكتب: مساحات مفخخة

حرف

مساحة أولى» 

هذى المساحة بين أوردتى 

وبين رصاصة الشعر تراودنى 

وتوجع ما تبقى من دمى... 

كل الحروف الأبجدية 

لا تغطى عورتى 

وأنا مسجى فوق أرصفةٍ صدأ 

ما عادت الأخبار تأسرنى.. وما 

عاد أنتظار الفجر يقلق صبوتى 

الآن أحمل ما تبقى من حروف خاسرة 

وألفُ بين أصابعى.. 

بعض المسافات التى أفرغتها من جعبتى 

وأعود محزونًا كأى قصيدةٍ 

أخطو على فخ الحروف.. وأستعيد الذاكرة: 

«ألِفٌ».. 

أروح ُ لأزمة القلب.. 

المغطى بالسَّكاتْ 

قلبٌ.. وماتْ 

أرْدَته أرغفة الحياةِ.. 

وبعضُ أسئلةٍ

عن الرأس المنكس فى الطريقْ 

فانحاز للصف الممدد.. 

فى انتظار المعجزات. «بَاءٌ».. 

بلاد تزدرينى فى الصباح وفى المساء 

تصبُّ كل همومها فى أضلعى 

فأسبُّ طبشور المرارة فى يدى 

وأسبُّ ذاكرتى التى لم تحتمل.. 

ضغط القصيدة فوق روحى. 

«جيمٌ»..

جنوبٌ أحرقته حرارة الشوق.. 

المغطى بانحناءات الوهن 

ما بين جلدى وانكسارات الوطن 

فانشق من صبارة الألم الطويل.. 

وراح يهذى عن مواويل الأحبة.. 

ثم يشكو النيل

حين يشقنى نحو الشمال مهاجرًا

ويدوس فوق ملامحى

ون اهتمام

فأخيط بضعًا من جروحى.. 

ثم أُقرؤها السلام.

«مساحة ثانية» 

ذاتَ صيفٍ 

كنتُ وحدى خارجًا من قمقم الوقتِ.. 

مُراقًا فى ميادين البلادِ

كنتُ محشوًا ببعض الأسئلة 

وكثير من علامات التعجبْ 

كنت وحدى.. 

راكبًا بحر المساءات العصيًّة 

فاردًا كلَّ الشراعات التى هيأتُها 

للسالكينْ ناشرًا فوضى الحروفِ 

شاهرًا حزنًا.. 

وبعضَ الأصدقاءِ الطيبينْ 

كان فى جيبى حلمٌ بالبراحْ

فلماذا كسَّر القمقمُ روحى 

قبلَ يومٍ من خروجى 

ثمَّ ألقانى بعيدًا فى «قنا»

- لايزالُ الحلمُ مكسورَ الجناحْ-

كنتُ وحدى مُمسكًا حِبرَ احتمالى 

وزنادُ العمر مضغوطٌ تمامًا 

كيفَ أطلقتُ القصيدة 

فى اتجاهٍ خاطئٍ 

وسقطتُ دونَ أن أحصى الدماءْ

ذاتَ صيف

كنتُ وحدى قد وُلدتُ 

ذاتَ نفسِ الصيفِ.. متُّ 

- لا عَزاءْ!