سهير المرشدى: صلاح السعدني لم يفرط فى مبادئه يومًا
- آمن بأن الفنان الجيد لا ينبغى أن يكون كاذبًا أو غشاشًا فى الواقع
«عدولة دى آخر حتة فى الصنف اللى خلص وماعادش منه.. زيها زى حاجات كتير بنتلفت حوالينا دلوقتى مانلاقيهاش.. زى الحاجات الأصيلة اللى لهفتها العشرين سنة اللى فاتوا.. زى الأرابيسك يا حسنى»، كلمات جاءت على لسان «حسن أرابيسك»، فى وصفه «الست عدولة»، التى قدمت دورها الفنانة القديرة سهير المرشدى، خلال أحداث رائعة «أرابيسك»، والتى تحدثنا عن عملهما معًا، ورأيها فى شخصية «السعدنى»، أمام وخلف الكاميرا، فى الحوار التالى.
■ العُمدة صلاح السعدنى كان صديقًا مُقربًا للغاية منك ومن أسرتك.. متى بدأت تلك الصداقة؟
- صلاح السعدنى أخى وليس مجرد فنان زميل، بدأت علاقتنا وصداقتنا منذ أن كنت طالبة فى معهد التمثيل، حينها قدمنا معًا مسرحية «معروف الإسكافى»، من بطولة الفنان عبدالمنعم إبراهيم، وجمال إسماعيل، وعدد من نجوم الفن، وهى عمل غنائى استعراضى رائع.
كانت هذه المسرحية بداية التعارف بيننا، ثم تحولت العلاقة إلى صداقة أسرية امتدت حتى وفاته ووفاة زوجى الفنان كرم مطاوع، بعد أن قادت الصدفة أن نتجاور فى منطقة سكنية واحدة بحى المهندسين، حيث تكونت علاقة صداقة أيضًا بين أبنائنا فيما بعد.
■ لو تحدثنا عن الجانب الإنسانى فى صلاح السعدنى.. كيف يمكن وصفه؟
- «صلاح» كان شخصًا صادقًا جدًا، وفيه كل الشهامة التى تتوقعها من المواطن المصرى الأصيل، أمين صادق محب للناس، كان يعرف جيدًا حدود العلاقات، سواء كانت صداقة أو زمالة أو حتى أخوة.
كان ذلك شيئًا مريحًا جدًا فى التعامل معه، لأنك كنت دائمًا تدرك وتعلم جيدًا موقفك معه ومساحتك، فقد كان يفرق جيدًا بين أنماط العلاقات، دون أن يخلط الأمور، عاش وفقًا للقيم والمبادئ، ولم يفرط فيها يومًا.
■ وماذا عن الجانب الفنى لدى صلاح السعدنى؟
- المبادئ عند صلاح السعدنى لا تعرف التجزئة، بمعنى أنه مثلما كان فنانًا متميزًا ومثقفًا، كان شخصًا يمتلك نفس المميزات، وكان لا يتصور أبدًا أن يكون هُناك فنان جيد وموهوب وفى نفس اللحظة كاذب أو غشاش، وهو ما ظهر جليًا على الشاشة فى أعماله كافة. كما كان لديه انتماء إنسانى ووطنى دائمًا ما يظهر فى أعماله وسلوكياته.
شاركته فى رائعة «ليالى الحلمية» بدور «سماسم»، ثم «عدولة» فى رائعة «أرابيسك»، هو شريكى فى العديد من الروائع، وكانت كواليس العمل معه مريحة من الناحيتين النفسية والفنية، لما لديه من شخصية قيادية جعلته استحق لقب «العُمدة» عن استحقاق، علاوة على روح الفكاهة والدعابة خلال التصوير، دون توتر أثناء العمل، لذا فإن ذكرياتى مع «السعدنى» لا يمكن نسيانها.