محمد فاضل: صلاح السعدني عزيز النفس يعرف حدوده ويحفظ النص من أول مرة
الأصدقاء مهما بلغت الحيادية فى الرأى ووجهات بالنظر بالتأكيد ستكون شهادتهم مجروحة، لذلك ونحن بصدد الاحتفاء بذكرى ميلاد صلاح السعدنى، ذهبت «حرف» للمخرج الكبير محمد فاضل، ليكشف كواليس فى حياة «العُمدة» الفنية والإنسانية أمام الكاميرا، ويتحدث برؤيته الفنية والإخراجية عنه، فكانت رواية لم تبتعد كثيرًا عما قاله أصدقاء ورفقاء مشوار «السعدني»، خاصة ما يتعلق بـ«الجدعنة» والموهبة والاحترام.
■ علاقة عمُرها سنوات طويلة مع الفنان صلاح السعدنى.. كيف بدأت؟
- علاقتى بالفنان صلاح السعدنى لم تقتصر على علاقة العمل والزمالة فى الوسط الفنى، بل بدأت فى أوائل الستينيات، حين عملنا معًا فى مسرح التليفزيون، الذى كان يتكون حينها من ١٠ فرق مسرحية تجمع خريجى معهد التمثيل وشباب الفرق الجامعية، وضم مجموعة كبيرة من النجوم حينها، على رأسهم عادل إمام وسعيد صالح، وكان «السعدنى» ثالث الأصدقاء. استمر عرض تلك المسرحيات على مسرح التليفزيون، وكُنت وقتها مساعد مخرج، وكانت علاقتى بـ«السعدنى» أعمق وأكبر بكثير من علاقة ممثل بمخرج، فقد كان شخصًا مقربًا جدًا وصديقًا.
■ برؤية المخرج.. كيف رأيت صلاح السعدنى أمام الكاميرا؟
- صلاح السعدنى قيمة فنية كبيرة ونادرة، كانت لديه رؤية ثقافية ونقدية تفوق الموهبة الفنية، ويتميز بدراية سياسية وأدبية تجعله يقدم دوره بإتقان شديد، ومُلم بتفاصيل كل شخصية يؤديها.
كان يدرك دور كل من يعمل، سواء أمام الكاميرات أو خلفها، لم يتدخل يومًا فى عملى كمخرج، ولم يجعلنى أشعر بأننى أمام بطل كبير يسعى للسيطرة على العمل داخل الكواليس.
تميز أيضًا بالقدرة على حفظ نص دوره جيدًا، ومن أول مرة، فقد كانت ذاكرته حديدية، ما جعله مميزًا ومتنوعًا فى أدواره كافة، ولديه القدرة على تقمص الدور الذى يؤديه، سواء مرتديًا جلابية أو بدلة. ومن حسن حظى أن الدراما جمعتنى بـ«السعدنى» فى أكثر من عمل، من بينها «أبنائى الأعزاء شكرا» و«النوة» و«صيام صيام»، وغيرها الكثير.
■ فى لقاء سابق وصفت «السعدنى» بأنه «من أطيب نجوم جيله».. لماذا؟
- «السعدنى» يمتلك تقاليد وطباعًا إنسانية نادرة الوجود، خاصة من حيث الطيبة و«الجدعنة»، كما أنه شخص عزيز النفس، لم يطلب المشاركة فى عمل يومًا ما، وكان يتحمل جميع الظروف والمتغيرات التى تمُر بالفنان والوسط الفنى، دون كلل أو تفريط فى كرامته.