فردوس عبدالحميد: صلاح السعدني مثقف و«صنايعى تمثيل» ونبأ وفاته الأسوأ فى حياتى
«صفاء» فى «أبنائى الأعزاء شكرًا»، و«أنيسة» فى «ليالى الحلمية»، و«نوارة» فى «وقال البحر».. شخصيات لعبتها النجمة الكبيرة فردوس عبد الحميد، فى أعمال عديدة ومتنوعة جمعتها بالراحل صلاح السعدني، وتميزت بحالة صداقة وود جعلتها تصف لحظة وفاته بأنها «الأسوأ فى حياتها»، خلال حوارها التالى مع «حرف»، احتفاءً بميلاد «عُمدة الدراما».
■ أعمال متعددة اشتركتِ فيها مع «السعدنى».. هل يمكن وصف «العُمدة» بـ«الفنان المتنوع»؟
- جمعنى بـ«السعدنى» أعمال عديدة ورائعة، لعل أبرزها مسلسلات: «ليالى الحلمية» و«النوة» و«أبنائى الأعزاء شكرًا»، و «قال البحر»، والعديد من الأعمال التى شكلت بصمة فى تاريخ الدراما المصرية والعربية.
امتلك «السعدنى» قدرة على التلون، حسب الشخصية التى يقدمها، للدرجة التى جعلت المشاهد يقتنع أنه «العمدة سليمان غانم» فى «ليالى الحلمية»، أو الابن المدلل فى «أبنائى الأعزاء شكرا»، و«الصنايعى» المتمكن فى رائعة «أرابيسك».
كان يذاكر دوره بشغف كبير، وكان أحيانًا يمنح الشخصية التى يقدمها لمسة كوميدية تضفى عليها روحًا جميلة للغاية، كما كان يدرس الشخصية بعمق شديد للغاية، ويذهب للتعايش مع شخصيات حقيقية على أرض الواقع، لكى يستطيع أن يقدم نفس الأبعاد والتفاصيل الموجودة فى الواقع، لدرجة اقتناع المشاهد بأنه يشاهد «العمدة» أو «الصنايعى» وليس الفنان صلاح السعدنى.
■ معنى ذلك أنه كان يجُيد اختيار أدواره؟
- صلاح السعدنى كان فنانًا مميزًا جدًا، قادرًا على تقديم جميع الأدوار، سواء كانت كوميدية أو درامية، أو حتى «الكوميدى الخفيف»، لذا كان رحيله خسارة كبيرة للفن والدراما المصرية والعربية، خاصة أنه كان مثقفًا بشكل لا محدود، يعرف جيدًا كيف يقف أمام الكاميرا، وكيف ينتقى الدور المناسب، الذى يبقى فى ذاكرة المشاهد لسنوات طويلة.
■ وماذا عن الجانب الإنسانى فى شخصية «السعدنى»؟
- هو شخص مميز للغاية، ليس فقط فى الناحية الفنية، ولكن أيضًا على المستوى الإنسانى، كان شخصًا رائعًا جدًا، متعدد المواهب، وثروة فنية لا يمكن تعويضها، مثقفًا متمكنًا من أدواته الفنية، بسيطًا للغاية وصديقًا رائعًا.
ما زلت أتذكر اللحظة التى علمت فيها بنبأ وفاته، واعتبرها اللحظة الأسوأ فى حياتى، وأشعر بندم على عدم التواصل معه فى أيامه الأخيرة، فقد كنت أنتوى التواصل معه بالفعل، لكن القدر لم يمنحنى الفرصة.