الخميس 14 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

إمبراطور «روزاليوسف»

إمبراطور «روزاليوسف».. صلاح حافظ وعادل حمودة.. صحبة الولى والمريد

حرف

فى أوراق «عادل حمودة» الخاصة توجد هذه الرسالة بخط «صلاح حافظ»: «الإخوة الأصدقاء هبة وحمودة، لا أزال نائمًا منذ يوم الجمعة الدامى، قاتلكما الله، صحيح أننى جلست إلى المكتب ليلة أمس، وكتبت المطلوب (للشرقية)، ولكن المؤكد أنها كانت يقظة عابرة وأننى لا أزال فى حاجة لأيام أخرى قبل أن تزول آثار العدوان، وقد أرفقت بهذه السطور الملاحظات اللازمة لإعداد الموضوعات التى كتبتها نظرًا لانشغالى بالمثول تحت اللحاف، وإلى أن أستيقظ رسميًا فإننى أحذركما من الاقتراب من محافظة الجيزة كلها، وطظ فى لحمة الراس وغذاء ملكات اللحم، وسأعمل بإذن الله على فتح ملف لكل منكما فى أرشيف الأمن، بحيث يعرف الجميع أن هبة مسجل (سمر)، وحمودة مسجل (سهر)، حتى لا تستدرجا ضحايا آخرين، كما سأرفع قضية تعويض مدنى وصحى وأقدم للمحكمة وثيقة (البيورتم) التى تثبت بشهادة الكمبيوتر الذى عندى أننى منذ يوم الجمعة الدامى فى حالة (PEIO).. بس لما أصحى...».

والتوقيع.. الكاتب سابقًا والنائم حاليًا «صلاح حافظ».

كانت تفاصيل هذه الرسالة التى كتبها «صلاح حافظ» تعليقًا على سهرة جمعته بـ«هبة عنايت» و«عادل حمودة» أمامى، وأنا أتحدث مع «عادل حمودة» عن الرجل الذى يعتبره واحدًا من أساتذته الذين يمتن لهم، ويعترف لهم بالفضل.

كتب له إهداءً لأحد كتبه قائلًا: إلى «صلاح حافظ» الذى تعلمت منه مليون حرف، ولم أصبح له عبدًا.. بل أصبحت صديقًا. 

كان «صلاح» بالفعل صديقًا لتلاميذه، وأستاذية «صلاح» كما يراها «عادل حمودة»: ليس معناها أننى تعلمت منه طريقة الكتابة، ولكننى تعلمت الإحساس والأخلاق الصحفية، وهى مهارات تمكنك من إتقان أخلاق التصرف عند الضرورة وحسم الرأى فى المواقف الحرجة، ومن حماية محرريك إذا تعرضوا لأزمة، من استعدادك لتحمل مسئولية آرائك ومواقفك، ولا يحسم ذلك ثقافتك المهنية، بل ثقافتك الشخصية، قراءتك للتاريخ ومعرفتك بالمصائر، وتصورك للنهايات.

■ قلت لـ«عادل حمودة»: كيف تعرفت على «صلاح حافظ»؟.. فانهالت الذكريات. 

قال: لقد دخلت مبنى «روزاليوسف» ولم يكن فى نيتى أن أعمل صحفيًا، كنت فى الجامعة وقتها وأنتمى إلى جيل لديه الطموح السياسى، كنت أحلم أن أكون «وزير خارجية» مثلًا، فى طريقى من العباسية حيث أسكن إلى الجامعة، كنت أمر على «روزا»، وفى يوم توقف «الترولى باص» أمام «روزا» بالضبط، حملت معى قصصى التى كنت كتبتها فى كشكول رومنى ودخلت الدار، قابلت «محمد أبوطالب»، قلت له: عاوز أشوف أى حد من «روزا»، فاتصل ثم قال لى: الأستاذ «صلاح حافظ» ينتظرك.

لم أكن أعرفه وقتها، قابلنى وأخذ منى القصص وقال لى: اترك لى تليفونك وسوف أتصل بك، اعتبرت أن الموضوع مُنتهٍ، وكنت وقتها محملًا بمشاعرى، خاصة أن مصر كانت خارجة للتو من انكسار يونيو، وكنت قد قررت ألا أعمل مع هذه الحكومة، لكننى وجدت «صلاح حافظ» يكلمنى، ذهبت لأقابله مرة ثانية فلخص لى الموقف فى جملة واحدة: نحن لا نريد أدباء.. ولكن نريد صحفيين.

■ وبدأت العمل معه؟

- بدأت.. ولم تمر سوى فترة قصيرة حتى اقتنعت بفكرة «الولى والمريد» أو «الأستاذ والطالب» أو «الصحفى تحت التمرين ورئيس التحرير الشاطر»، آمنت بـ«صلاح حافظ» فأدركت أن الإيمان بمن تعمل معه يعطيك ثقة كاملة فيه، أول موضوع اقترحته عليه كان عن «النكتة السياسية» التى كانت قد انتشرت بعد النكسة فقال: لا.. أول ما شطح نطح، فعرضت عليه عرض كتاب ألفه «ريتشارد هلمز» الذى كان رئيسًا لـCIA عن المخابرات والطلبة، وفى النهاية استقر الأمر بى أن عملت معه فى إعادة صياغة موضوعات المجلة. 

■ وكيف سار العمل بينكما؟

- المفاجأة أننى لم أستمر معه فى «روزا»، تركتها لأعمل فى مجلة «الشباب العربى» التى كانت تصدرها «منظمة الشباب»، وكان معى وقتها عدد من الصحفيين منهم «أسامة الغزالى حرب وعبدالقادر شهيب وأمل الشاذلى»، وجاءت لحظة كانت حاسمة، دخلت المجلة مع «صلاح حافظ» فى معركة، كتب عنها «مجلة عجوزة جدًا»، رددنا عليه بطريقة الكشافة، اتريقنا على مدرسته، فكتب مرة ثانية «مجلة عجوزة وعصبية أيضًا»، والعجيب أنه كان يرد علينا بعبقرية وذكاء وفنية، تعلمت من رده، لأنه كان الأذكى والأقدر على تحويل قضية صغيرة إلى قضية كبيرة!

■ وماذا كان سر ذلك لديه؟

- سر ذلك أنه كان طول عمره ينتصر للقاعدة الصحفية، كان شيوعيًا، دخل السجن أكثر من مرة، لكنه لم يتصرف مطلقًا بالمنطق الأيديولوجى، الشرط المهنى عنده كان أهم، قرر منذ البداية أن يحترم القاعدة المهنية الأشمل، هو أديب نعم، لكنه صحفى أولًا، لم يغلب السياسة على الصحافة، فأنت صحفى لا بد أن تحصل على خبر، تكتبه بطريقة كويسة يبقى كتر خيرك، تعرضه بطريقة درامية، أفضل، تضمنه رؤية اجتماعية يبقى هايل، لكن لا بد أن تحصل على الخبر فى البداية.

■ «صلاح» فعل ذلك رغم أنه عمل فى «روزا» وهى مدرسة رأى وليست مدرسة خبر.. فهل كان فى تجربته الصحفية بعض التناقض؟ 

- ليس تناقضًا.. فـ«صلاح» كان طرفًا فى مدرسة صحفية جديدة جمعت بين مدرسة الرأى من «روزاليوسف» ومدرسة «أخبار اليوم» فى الخبر، جمع بين فكرة الصحافة المثقفة والصحافة الجذابة، فالموضوع كان يخرج من يديه جادًا وجيدًا وعنيفًا، لكنه فى النهاية جذاب أيضًا، لقد نجح «صلاح» وربما يكون وحده الذى فعل ذلك فى إجراء عملية تخصيب هائلة بين صحافة الرأى وصحافة الخبر.

■ ومتى عدت إلى العمل معه مرة ثانية؟ 

- عدت إلى «روزا» عام ١٩٧١ لأعمل مع «عبدالرحمن الشرقاوى»، وبعد ثلاث سنوات تولى «صلاح» رئاسة التحرير مع «فتحى غانم» وأصبحت أنا سكرتير تحرير المجلة، وبدأت تجربة «روزا» ترتفع، وهى طوال عمرها ترمومتر للحرية السياسية فى مصر، وإن كان النظام السياسى لا يحتمل جرأتها واقتحامها طويلًا. 

وفى ١٩٧٧ وبعد أحداث يناير أراد «صلاح» أن يخرج السادات من أزمته وفى نفس الوقت يتعايش، ففصل بين النظام والحكومة وكان العنوان: «الحكومة أشعلت الحرائق.. والسادات أطفأها»، حاول أن يجنب السادات مسئولية ما حدث، لكن الأحداث كانت أكبر من طاقة السادات على الاحتمال، فرفض ما قدمه «صلاح». 

علمنى هذا الموقف كيف يكون الصحفى رجلًا فى وقت الأزمة، أن يقول الحق مهما كان الثمن الذى يدفعه وإلا إذا لم يفعل ذلك فسينهار داخل نفسه، لقد قال «صلاح» إنها انتفاضة شعبية وأصر على ذلك، كان هذا هو الاختيار الطبيعى والصحيح، وحتى بعد سنوات من خروجه من «روزا» قابله «السادات» وسأله: هل كانت انتفاضة حرامية أم انتفاضة شعبية؟

فقال له: كانت شعبية يا ريس. 

كان يمكن أن يعود «صلاح حافظ» إلى «روزا» بكلمة واحدة يقولها، لكنه صمت، كان «السادات» يحترمه ويقدره ولا يشك فى وطنيته، لكنه لم يكن يطيق قلمه، لأنه اختار الاختيار الصائب، وكان هذا درسًا عمليًا لى، فحتى فى قرارات النشر العادية لا بد أن يختار ما يريده الناس، فالتجربة أثبتت أنه فى النهاية أن هذا هو الصحيح.

■ كان «صلاح حافظ» على قدر تجربة «روزاليوسف» إذن؟

- بالطبع.. فـ«صلاح» لم يكن يقبل المواقف الوسط، وكذلك «روزا» لا تقبل فكرة الوسطية، وهكذا صحف الرأى، ولذلك فـ«روزا» إما أن تكون فى القمة أو فى القاع، لا تجدها فى الوسط مطلقًا، وفى تاريخها علامات صعود واضحة كان منها فترات «فاطمة اليوسف ومحمد التابعى وإحسان» و«صلاح حافظ» وبعد كل منهم كانت تهبط «روزا» هبوطًا ضخمًا، فبعد «صلاح حافظ» جاء «مرسى الشافعى» وتولى كل أمور «روزا»، وكان قمة النجاح الذى وصل إليه بالنسبة للسلطة، عندما قال له السادات: برافو يا «مرسى» أنا ما بقتش أقرأ روزاليوسف.. فلم يكن فيها شىء يستحق القراءة. 

■ أعتقد أن «صلاح حافظ» كان يستفيد فى الفترات التى أبعد فيها عن الصحافة.. ألست معى فى ذلك؟

- كان صلاح يعطى نفسه كلية للصحافة.. فلم تكن تمكنه من أى إبداع آخر وهو مشغول بها.. لكنه وهو بعيد عنها كان يبدع على طريقته الخاصة، كان عنده بيت فى الهرم وقرر مرة أن يزرع خيارًا اهتم به جدًا، وكان ينفق عليه، لدرجة أن الكيلو الذى كان ينتجه كان يكلفه جنيهًا كاملًا بينما سعره فى السوق لم يكن يتجاوز خمسة قروش فقط.

فى فترات ابتعاده عن الصحافة كتب فيلم «المتمردون»، الذى أخرجه «توفيق صالح»، وكتب «القطار»، وأذيع كمسلسل إذاعى، وهو عبارة عن رحلة مساجين فى طريق ترحيلهم من القاهرة للمعتقل، كتب مجموعتى «الولد الذى جعلنا لا ندفع نقودًا» و«شجرة عم ظالم»، كل ذلك كان فى أوقات فراغه. 

ولو كان صلاح حيًا الآن أعتقد أنه لم يكن سيندم على الفترات التى أبعدوه فيها عن الصحافة، لأنه أنتج فيها ما يفيد، كتب مثلًا حوار فيلم «الأيدى الناعمة»، وهو حوار رائع وراق، شارك فى حوار «الخيط الرفيع» دون أن يضع اسمه على الفيلم، وكان ذلك من عاداته يعمل بمزاج من أجل الآخرين، حتى لو لم يأخذ حقه كاملًا عن هذا العمل.

■ كان صلاح يخلص لموهبته أكثر من إخلاصه لنفسه إذن؟

- يمكن أن تقول ذلك.. وفى اعتقادى أنه كان- وبلا مبالغة- أضخم موهبة عرفتها الصحافة المصرية على الإطلاق، «صلاح» قطعة «ألماس» مدفونة لا يعرف أحد قيمتها.

عمل تغييرًا حقيقيًا فى كتابة القصة القصيرة، مهّد به لظهور «يوسف إدريس»، وكتب سيناريو وحوار «زينب والعرش» ومهد به لظهور «أسامة أنور عكاشة» فى عالم الكتابة التليفزيونية، أحيا «آخر ساعة» ليمهد بذلك لفكرة إحياء الصحف الميتة، ومع ذلك تسمع عنى فى هذه المساحة ولا تسمع عنه، ترجم «شارلى شابلن»، فمهد لترجمات راقية أخرى، كتب المقالة السياسية المتماسكة، فلمعت أسماء كثيرة فى كتابتها ونسيه الناس، كانت لدى صلاح ثروة ضخمة من الموهبة، لكنه لم يكن يهتم بتأكيدها أو تنميتها، حتى على المستوى الشخصى، كان «صلاح» موهوبًا.. لكن موهبته ظلمت حيًا وميتًا.

■ اعتقدت للحظة أن كسل صلاح الإبداعى قد يكون وراءه عدم استقرار عائلى.. فطرحت الفكرة على الفور؟

ولكن الرد لم يكن كافيًا. 

قال «عادل حمودة»: صلاح تزوج فى بداية حياته من ممثلة ليست شهيرة، أنجب منها ابنه «شريف» وابنته «تحية» وسماها تحية على اسم «تحية كاريوكا»، التى كانت قد ساعدت فى إخفائه فترة هروبه من البوليس، فى هذه الفترة، أحب صلاح تحية وكان معجبًا للغاية بطريقتها فى عمل الزيتون المخلل، وقد طلب منها الزواج بالفعل، لكنها رفضت، دخل السجن بعد ذلك وعندما خرج وجد أن الحياة مع زوجته الأولى مستحيلة فطلقها، أحب بعدها «ابنة شاعر غنائى كبير» تزوجها فترة، لكنها لم تكن قادرة على تحمل ظروف حياته المتقلبة بسبب السياسة وضغوطها، فهاجرت إلى أمريكا وأصبحت تملك سلسلة مطاعم شهيرة هناك، وفى النهاية تزوج من زوجته الثالثة السيدة «هالة الحفناوى».

■ لم تؤثر عليه حياته الخاصة إذن؟

- ما حدث مع «صلاح» أكبر من ذلك، فقد كانت موهبته تغريه بالكسل، أو بمعنى آخر كان يثق أن موهبته الكبيرة ستسعفه فى أى وقت يريد، لم يكن مشغولًا بالشهرة ولا الفلوس وكان كأى رجل موهوب بدلًا من أن يضيع وقته يأخذ الموضوع ويصوغه من البداية، ولم يكن يتنازل عن ذلك إلا لموهوب آخر يثق فى موهبته، وقد حدث هذا معى فى «روزا» عندما عملت معه فى إعادة الصياغة، كان يعطينى موضوعات محررين كبار جدًا، وفى سرية تامة كنت أعيد كتابتها مرة أخرى، ولذلك كان سهلًا علىّ أن أعرف مستويات العاملين فى المؤسسة، وعندما توليت أمرها بعد ذلك كنت أعرف كل شىء عن المستوى المهنى لمن يعملون معى.

■ وهل كان له دخل فى أن تصبح أنت تحديدًا مسئولًا عن «روزاليوسف»؟

- عندما توليت «روزا» كان «صلاح» كاتبًا متفرغًا، وأتذكر أننا كنا فى رمضان نفطر عند صديق مشترك فى الزمالك. 

فى هذا اليوم قال لنا: إنه مصاب بسرطان الحنجرة، شرح لنا المرض وكيف يعانى منه، وكانت لديه قدرة كبيرة على التكيف مع الأشياء، بعد أن نزلت معه وقفنا أمام باب العمارة حوالى ساعة وجدته يفاتحنى فى أمر «روزاليوسف»، كان قد رشحنى قبلها لأعمل مديرًا لتحرير «الوادى»، وعندما قال لى: نحتاجك فى «روزا»، قلت له: لست متفائلًا بالإدارة الموجودة الآن.

وعندما سمع منى ذلك «شخط فىّ»، وكانت المرة الأولى والأخيرة، التى فعل فيها ذلك بعد ٢٠ سنة من العلاقة الممتدة بيننا.

قال لى: نحن ربيناك فى «روزا» حتى لا يأتى يوم وينقطع خلف هذه المؤسسة.. فأنت الوحيد الذى يستطيع أن يصنع أجيالًا جديدة، تجدد شبابها، وتمنحها القدرة على الصمود، ونحن لا نريدك أن ترفع توزيع المجلة، فهذا أمر سهل.. لكن نريدك أن تخلق أجيالًا جديدة.

■ وهل حدث ما أراده «صلاح حافظ»؟

- بالفعل حدث وقد نجحت فى صنع أجيال اخترتهم من عدد كبير كان يعمل فى المؤسسة، كنا ننفق كثيرًا على مكافأة هذه الأجيال، كان هذا هدفًا أساسيًا، لقد توليت «روزاليوسف» بعد عام كامل من حديثى مع «صلاح حافظ»، سافر هو إلى السويد ليجرى جراحة عاجلة، لكن السرطان كان قد سيطر عليه، وللأسف لم يشهد ماذا فعلت فى روزا، فقط ذهبت إليه بعد شهرين بعدد من «روزا» وعليه صورة السادات بالأبيض والأسود وهو يصلى، فأشار إلى المجلة بأصبعه كعلامة على الإعجاب، وأعتقد أنه كان سعيدًا، لأن «روزا» دخلت مرحلة تألق جديدة على يد شخص كان تلميذًا له فى يوم من الأيام.

فصلاح كان يؤمن بأن نجاح تلاميذه نجاح له شخصيًا. 

بقى أن أقول شيئًا: فعندما جلست مع «عادل حمودة» لأسمع منه عن «صلاح حافظ» كنت أشعر بأن «صلاح» جالس معنا فى الغرفة، يستمع لكل ما يحدث، كان فى صوت «عادل» حالة من الحنين لأيام أستاذه طغت على المكان، وأعتقد أنها لم تنتهِ رغم أن الحوار نفسه انتهى.