رامى أبوشهاب: الرواية «الترند» لن تصمد طويلًا أمام اختبار الزمن
تحتل الجوائز الأدبية مكانة محورية فى عالم الأدب والثقافة، إذ تُعد مؤشرًا مهمًا يوجه اختيارات القراء ويضفى قيمة على الأعمال الأدبية. غير أن عملية تحديد المعايير الخاصة بهذه الجوائز ليست بالأمر السهل، إذ تُعقد الاجتماعات بين أعضاء لجان التحكيم فى حوارات ونقاشات مكثفة تهدف إلى وضع معايير تعكس التنوع الثقافى والفنى للأعمال المقدمة.
من خلال تجربتى فى تحكيم بعض المسابقات الأدبية، أستطيع أن أؤكد أن المعايير تتشكل بناءً على مناقشات متعددة بين أعضاء اللجنة. ورغم وجود اختلافات فى السياقات والأزمنة، فتلك العوامل تلعب دورًا كبيرًا فى عملية التحكيم. ففى بعض الأحيان، تفرض الظروف الخارجية نفسها على أعضاء لجان التحكيم، ما يؤدى إلى تباين فى تقييم الأعمال. ومع ذلك، عندما يتوافر نص جيد من الناحية الفنية، يجب أن تظل هناك عناصر تقييم ثابتة تمزج بين الجوانب الفنية والثقافية، مع مراعاة التأثيرات الخارجية التى قد تطرأ.
تُظهر الجوائز أيضًا تأثيرًا عميقًا على اختيارات القراء. فالكاتب الذى يحظى بجائزة مرموقة، كجائزة نوبل، سرعان ما يصبح محور الاهتمام وتسلط الأضواء على أعماله. ومع ذلك، قد تتعارض النتائج مع توقعات القراء، إذ يمكن أن تُظهر بعض الجوائز تفضيلات معينة أو تتأثر بآراء سياسية أو اجتماعية، مما يجعلها محل جدل ونقاش.
ورغم الأهمية المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعى، فإن تأثيرها فى توجيه اختيارات القراء لا يزال محدودًا. ومع أن بعض القراء يتجهون بشغف نحو أعمال معينة تحظى بشهرة على هذه المنصات، فالكثير من هذه الأعمال تفتقر إلى القيمة الأدبية الحقيقية وقد تُعتبر مجرد ترند سطحى لن يصمد طويلًا أمام اختبار الزمن. لذا، فإن الأعمال التى تستند إلى قاعدة قوية من الإبداع والفكر هى التى ستحظى بالتقدير الدائم.
وفى ختام المطاف، لا يمكن تجاهل أن لجان التحكيم، رغم جهودها، قد تفتقر أحيانًا إلى الموضوعية، فقد تُوجه الجوائز إلى أعمال معينة لأسباب سياسية أو لتأثرها بمصالح معينة. ومن ثم، فالجوائز ليست بالضرورة ضمانًا لجودة العمل الأدبى، فهناك العديد من الكتب الجيدة التى لم تحظَ بأى تكريم.