مى طارق: الجريمة جزء من كتاباتى وأستمتع بوصف الأشرار
أعربت مى طارق عن سعادتها الكبيرة بوصول روايتها «بيت بإسطنبول» إلى القائمة الطويلة، بعد تنافسها مع آلاف الأعمال الروائية فى مختلف الدول العربية، مضيفة: «أشعر بالإنجاز وبتخطى مرحلة مهمة، بعد خروج أحد أعمالى للنور على مستوى خارج مصر، وأتمنى أن أكون على قدر هذه الخطوة، وأنال الجائزة فى النهاية».
وأكدت مى طارق أهمية الجوائز الأدبية، لأن الجائزة تعنى التقدير، وهذا التقدير هو رأسمال الكاتب، فكل كاتب ينتظر مردود جهوده وإبداعه، من خلال آراء من يقرأ أعماله ويُعجب بها، وأحيانًا تكون الجائزة بداية لخطوات أكبر، يحاول الكاتب الوصول إليها لكسب جمهور أكبر.
وأضافت: «نحن نكتب كى يصل إلى الناس أننا نشعر بهم ونفهمهم. هذا ما أحرص عليه أثناء كتاباتى، وأرى أن المسابقات والجوائز تمد الكاتب بفرصة أكبر للتعبير عن إبداعه وتسليط الضوء عليه، وتتعاظم هذه الفرصة مع جائزة تحظى باهتمام إعلامى كبير مثل (القلم الذهبى)».
وانتقلت للحديث عن فكرة «بيت بإسطنبول»، وكيف تدور حول تأثير شعور الوحدة على البشر، فى ظروف وأعمار مختلفة، فى ظل كونه شعورًا مُوحشًا، يمكن أن يغير شخصيتك تمامًا، ويدفعك أحيانًا للهوس والحفاظ على علاقات قد تؤذيك.
وأضافت: «خلال كتابتى للفكرة، وكعادتى، تفرعت للعديد من المشاعر، وأولها أن الوحدة شعور مساوى للخوف والرهبة، وأحيانًا قد يدفعك للشعور بأحقيتك فيما ليس من حقك، قبل أن أتوصل فى النهاية مع الأبطال إلى أن الوحدة ليست فقط أن تبقى بمفردك فى مكان ما، الوحدة الحقيقية هى بقاء الناس حولك دون الشعور بهم. قد تفقد شخصًا واحدًا وتشعر بالوحدة باقى عُمرك، رغم وجود غيره حولك. الوحدة هى الفراغ الذى تركه أحدهم ولا يستطيع غيره أن يملأه».
وعن انتماء «بيت بإسطنبول» إلى نوعية الروايات الاجتماعية البوليسية، من خلال جريمة قتل يتهم فيها سكان ٥ طوابق فى إحدى العمارات، قالت مى طارق: «رواياتى دائمًا تمر بعدة مراحل، أولها الفكرة التى أرغب فى كتابتها، ثم الرسالة التى تصل للقارئ بعد الانتهاء من القراءة»، معتبرة أن نجاح العمل بالنسبة لها مرهون بوصول رسالته.
وأضافت: «الرواية احتاجت منى تركيزًا شديدًا فى تفاصيل المكان، فى ظل أن أحداثها تدور فى إسطنبول، فبدأت بالبحث والإطلاع على الأماكن التى أحتاج لتوظيفها فى العمل، حتى يعيش معى القارئ تجربة السفر إلى المدينة التركية، ويقرأ تفاصيل تساعده على التكيف مع الأجواء، وصولًا إلى البدء فى رسم شخصيات مختلفة تمامًا عن بعضها البعض لكن يجمعها نفس الشعور».
وبيّنت أن الجريمة جزء مهم فى كتاباتها، بما تضيفه على الرواية من تشويق، ودفع القارئ للبحث عن الشخص الذى تسبب فى قلب الأحداث بشكل مُفاجئ، مشيرة إلى أن الفكرة قد تأخذ منها مجهودًا كبيرًا فى ربط الأحداث، وخلق حبكة مُقنعة بدون ثغرات مُزعجة، خاصة أن أبطالها لم يلتقوا سوى مرة واحدة خلال هذه الأحداث.
وواصلت: «بحكم دراستى وحبى لعلم النفس، واعتقادى بأهميته لأى كاتب أثناء الكتابة، خاصة فيما يتعلق برسم الشخصيات على الأقل، أشعر بمتعة عند وصف دواخل ودوافع الأشرار والسلوكيات غير السوية ونفسيات الأشخاص بشكل عام».
وأكملت: «أنا على يقين تام بأن الشر ليس مُطلقًا، وأعتقد أن هذا عامل جذب هام للقارئ، لأنه قد يرى من ضمن الأبطال شخصًا يعرفه، أو يشبهه هو شخصيًا. وهذا جزء مهم من رسالة الكاتب، أن يخبرك بين كل سطر وآخر بما يشعر به البطل بداخله».