الأحد 24 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

ريم أبوعيد: الإسكندرية ألهمتنى «ستانلى».. و«تناسخ الأرواح» محورها الرئيسى

ريم أبوعيد
ريم أبوعيد

قالت ريم أبوعيد، التى وصلت روايتها «ستانلى» للقائمة الطويلة، إن اختيار رواية أى مبدع للترشح للجائزة، فى حد ذاته يعنى له أن قلمه يستحق التقدير بشكل أو بآخر، وهو مؤشر أيضًا على أن هذا المبدع له بصمة متميزة فى عالم الرواية، والذى بالتأكيد يُشعر أى كاتب بالفخر والفرح.

وعبّرت «ريم» عن فرحة وصول عملها للقائمة، بقولها: «لكل مجتهد نصيب، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، لأننى بالفعل بذلت جهدًا كبيرًا فى كتابة هذه الرواية والتى هى الجزء الثالث من ثلاثيتى للإسكندرية بعد متروبول، وسان ستيفانو. وأردت أن يكون الجزء الأخير من الثلاثية، وهو رواية ستانلى، مسك الختام».

وأضافت: «الرواية مليئة بالأحداث والشخصيات والحقب التاريخية الزمنية المختلفة، الأمر الذى احتاج منى تركيزًا كبيرًا فى كتابتها، وأيضًا مراجعة الكثير من المصادر والمراجع التاريخية للتأكد من بعض المعلومات التى كنت بحاجة لتوظيفها فى النص الروائى». 

وكشفت أنه عندما تقدمت بالرواية للجائزة تمنت بالطبع أن تحظى بفرصة فى الفوز، وكان لديها شعور قوى يكاد يصل لليقين بأن الله سيمن عليها بهذه الفرصة، وعندما تلقت الخبر السار من أحد الأصدقاء غمرتها سعادة لا توصف.

وتحدثت عن رأيها فى الجوائز ودورها فى تحفيز الكاتب، قائلة: «الجوائز بالفعل لها دور فى تحفيز الكاتب أن تكون كتاباته دائمًا أفضل وأنضج، وأن يحرص على اختيار أفكار وموضوعات مختلفة حتى يحافظ على تميزه ومكانته فى عالم الإبداع والأدب. فترشح الكاتب لجائزة يمنحه فرصة كبيرة أن يتم التعريف به على نطاق أوسع وقد، يصل به إلى العالمية أيضًا». وشرحت مسألة «تناسخ الأرواح» التى طرحتها فى العمل من خلال شخصية عاشت حياتين، قائلة: «الحقيقة أن موضوع تناسخ الأرواح يشغلنى منذ فترة ليست بالقصيرة، وتحديدًا فيما يتعلق بأمر الروح فى العموم، حتى أننى قرأت كتبًا كثيرة فى هذا الشأن».

وتابعت: «بدأت الفكرة منذ حوالى السبعة أعوام حين أقمت ليلة فى فندق متروبول بالإسكندرية، فألهمنى الفندق أحداث رواية متروبول الجزء الأول من الثلاثية والتى بنيت عليها فيما بعد أحداث الجزئين الثانى والثالث؛ سان ستيفانو وستانلى الرواية المرشحة للفوز بجائزة القلم الذهبى». وأكملت: «يمكن القول إن الإسكندرية هى ملهمتى فى الثلاثة أجزاء، حيث إن تاريخها العريق والزاخر والممتد عبر عصور طويلة يمكن لأى كاتب أن يستخلص منه آلاف الحكايات».

وواصلت: «كان شغفى بالكتابة مضاعفًا كونى أكتب عن الإسكندرية وفى ذات الوقت عن موضوع تناسخ الأرواح الذى ينضوى على فلسفة عميقة جدًا عن الروح والحياة وما بعدها، ويطرح كذلك أسئلة تحث العقل على التفكير والتدبر فى أمور شتى أهمها رسالة الإنسان فى الحياة والهدف من وجوده بها». وفسرت عن معاناة البطلة «سارة» من قلق وجودى كبير، قائلة: «ما يعترى سارة من قلق وحيرة بشأن حياتها السابقة أو الحالية ما هو إلا انعكاس لما يعيشه الإنسان الذى يبحث عن إجابات كثيرة عن كنه نفسه وحقيقة ذاته، والهدف من حياته، فكلنا لنا عدة حيوات فى الحياة التى نعيشها ليس بالضرورة بالمعنى الحرفى المقصود بتناسخ الأرواح، ولكن أعنى مراحل الحياة المختلفة التى يمر بها الإنسان وما تتضمنه من تجارب وأحداث وذكريات تؤثر فيه وتشكل وعيه وشخصيته وتجعله أكثر قدرة على فهم الحياة وأكثر حكمة فى التعامل معها». وبينت أن رواياتها الثلاث رغم أن بطلتهن واحدة إلا أن كل منها قائمة بذاتها، بشكل تمكن القارئ من قراءة أجزاء الثلاثية متصلة أو منفصلة، مفسرة ذلك بقولها: «أردت أن أعبر بذلك عن المعنى الضمنى للفكرة الرئيسة التى أطرحها فى الروايات منذ الجزء الأول، فكل جزء منها سارة تعيش فيه حياة مختلفة عن الجزئين الآخرين، وهو ما يدلل على أن فكرة تناسخ الأرواح كنظرية يمكن تطبيقها فى الحياة الدنيا الواحدة ليس بالضرورة أن تكون موتًا بخروج الروح من الجسد ثم عودة للروح وحلولها فى جسد آخر». واختتمت بقولها: «كل جزء من الأجزاء يروى جزءًا من تاريخ الإسكندرية من زاوية مختلفة عبر عدة عصور متعاقبة، وهو ما عبرت به عن فكرة تناسخ الأرواح للمدينة نفسها وليس لبطلة الرواية فقط».