محمود عبدالشكور: «أشباح مرجانة» تحكى قصة 3 أجيال من خلال السينما
قال محمود عبدالشكور إن وصول روايته «أشباح مرجانة» إلى القائمة الطويلة كانت مفاجأة جميلة، معتبرًا أن أصحاب الفضل الأساسيين فى ذلك هم مسئولو دار «دون»، لأنهم وافقوا على نشر الرواية، وقدموها بشكل جيد، ثم رشحوها للتنافس عن الجائزة، بعد أن وجدوا أن موضوعها يتحدث عن السينما وارتباطها بالشخوص، والمسابقة فى نفس الوقت عن أعمال تصلح للسينما.
وأضاف «عبدالشكور»: «(أشباح مرجانة) وليدة تفكير واهتمام بالسينما، خاصة دور السينما المغلقة، التى دائمًا ما كانت تلفت انتباهى، حتى أصبح لدى شبه ملفات عنها. كان يمكن نشر هذه الملفات كموضوعات صحفية. لكننى فكرت فى كتابتها كرواية، وكنت أعلم أن ذلك يحتاج شيئًا من الانتظار والصبر».
وواصل: «وضعت فى ذهنى أن أكتب شيئًا ما عن هذه الدور السينمائية المغلقة، وفى نفس الوقت، طرأ فى ذهنى أن أكتب عن جيل التسعينيات، خاصة فى ظل ما لدى من معلومات كصحفى فى الشارع وعلى المقهى وفى قلب هذا المجتمع لسنوات طويلة».
وأكمل: «فكرت ان أدمج الفكرتين، أى أن أحكى تاريخ هذه الحقبة، وتحديدًا منذ عام ١٩٩٢، الذى شهد أحداثًا ضخمة، منها اغتيال فرج فودة، والزلزال الشهير، وقررت مزج ذلك بقصة دور السينما المغلقة، حتى يمكننى التأريخ لهذه الحقبة، وصولًا إلى الفكرة الأساسية للرواية».
وتابع: «الفكرة الأساسية قائمة على شاب يرث دار عرض سينمائية، ومن خلالها يتعرف على جيل جده ووالده، وينتقل إلى تاريخ البلد ككل، لتحكى الرواية قصة ٣ أجيال من خلال السينما، انطلاقًا من مشهد أول عبارة عن عودة الابن واستلامه الدار السينمائية، لأفاجأ بعدها بتدفق فى الكتابة، حتى خرجت ١٢ شخصية كاملة، وكل شخصية تخرج أنشئ لها ملفًا خاصًا، لأسيطر على المسار السردى لها».
وأتم بقوله: «كان فى ذهنى مشهد فانتازى، وقررت أن أغلق الرواية بزلزال حتى اكتملت بهذا الشكل، مع تركيزها على سؤال رئيسى، هو لماذا تغيرت أحلام أجيال فى مصر؟ وكيف تحولت إلى كوابيس؟».
وبَين أن الرواية تتحدث عن الدار السينمائية نفسها، بما فيها تاريخها الطويل، وجيل التسعينيات الملتف حول بطل الرواية «فؤاد»، والذى يحاول استعادة هذه الدار، فى وقت تُباع فيه الدور السينمائية الأخرى، وتبدأ قوى ما فى محاولة شرائها بالفعل، بهدف إيصال رسالة مهمة، وهى أن الدار السينمائية تاريخ، وليست مبنى من حجارة وطوب فحسب.
ونبه إلى أنه ليست هناك شخصية واحدة فى الرواية منقولة ١٠٠٪، وكل شخصية منها مزيج من عدة شخصيات، وخرجت بشكل طبيعى، مشيرًا إلى أن «المحامى موريس» شخصية ذات ملامح واقعية، وحرص على وجودها كتقدير لأحد المحامين الكبار. أما باقى الشخصيات فهى مزيج من عدة شخصيات، وتمثل اتجاهًا أو وجهة نظر معينة.
وأضاف: «قبل كل شىء، أريد قول كلمة واحدة، إنه بغض النظر عن النتيجة النهائية للجائزة، أنا مبسوط جدًا، ومبسوط أكثر بتهنئة الزملاء والأصدقاء والقراء، والتى أعتبرها مكافأة كبيرة، خاصة أن الرواية أحبها بشدة، لأنها عن عالم رأيته وعشته»، معتبرًا أنه يأخذ مكافأته بإعجاب القراء والناس البسيطة والأصدقاء.
وعن الجوائز بالنسبة له، قال «عبدالشكور»: «الجوائز شىء لطيف وجيد. لكن الكاتب لا يكتب للجوائز، بل يكتب لموضوع يتحمس له، ولا يكون فى ذهنه الجوائز وغيرها، هو يفرغ طاقة امتلأ بها. والجوائز تؤكد القيمة ولا تخلقها، فالجائزة لن تضفى قيمة على عمل ضعيف».