محمود الكردوسي: يا دنيا يا غرامى.. في محبة مجلة «الفن السابع»
يبدو أن سحر السينما تمكن منا إلى حد صدرت المجلة بالفعل. لا أعرف من أين أوتينا كل هذا الدأب والصبر، ولا أعرف كيف اجتمعت لهذه الفكرة كل أسباب التحقق.
أشعر أحيانًا أننا محظوظون، لأننا فى الحقيقة لم نبذل جهدًا لحشد أنفسنا، ولأننا «شبه بعض»؛ حالمون، معاندون، زاهدون فى متع صحافة هذه الأيام، ولأننا وجدنا ممولًا على مقاس الفكرة على موجتنا بالضبط.
عامان أيضًا ونحن نغزل ونتحاور ونختبر وعينا بالفكرة، لم نشغل أنفسنا كثيرًا بما إذا كنا سنجد ممولًا شأم سننفق عليها من جيوبنا، ولم يفزعنا ركود حال السينما فى مصر.
تعال يا أسامة، حامد بدأ فى إعداد ماكيت ويريد تبويبًا، السينماتيك يا ضياء، سنجتمع فى النادى النهرى يا أشرف، أبلغ أمينة، حدثنى عن السينما كتجل ثقافى يا وائل، سنختلف فيما بيننا، وسنختلف عن كل ما هو سائد شكلًا ومحتوى، سنطبع بالأبيض والأسود وسنكتفى بصفحتين أو ثلاثة إعلانات، وسنخاطب قارئًا ينتظرنا ولن نتقاضى أجرًا، ولن نحسب حسابًا إلا للسينما. سنورط معنا سينمائيين من نفس طينتنا؛ أصدقاء ومحايدين وغاوين، سننشئها جمعية سينمائية من وزارة الشئون، أو حتى شركة مساهمة برأسمال ربع مليون جنيه. لا بد من أن تصدر. كنا على وشك إصدار العدد التجريبى الأول، عرضناه على محمود حميدة فحمله، لم يناقش فى تفاصيل، ولم يقل سوى جملة واحدة: معكم يدًا بيد، لا حبًا فيكم، ولا طلبًا لمجد، بل لوجه السينما. وصدر العدد وليس فيه من مظاهر الغنى سوى فقره وبساطته، وانهالت ردود الأفعال، وكان لذكاء حميدة وفروسيته حظ يستحقه، وازدادت مسئولياته ومسئولياتنا، وصدر التجريبى الثانى بشروط أقرب قليلًا إلى شروط القارئ الذى ينتظرنا، وقوبل العدد بنفس الحب والفرح والتفاؤل.
الآن وبفضل كل من وقفوا وراء هذا الحلم إلى أن صار حقيقة أقول إننا واثقون بأننا سنكسب الرهان، لأننا نراهن على كل ما هو جاد وحقيقى ودائم.
تحية لمحمود حميدة صديقًا مغامرًا مثلنا وفنانًا مثقفًا واعيًا وابن بلد، وتحية لكتيبة الزملاء؛ فريق العمل بالمجلة، والسينمائيين الذين فكروا معنا وشاركونا تحقيق الحلم، ولكل من كتبوا عن المجلة، ولكل من قال كلمة حق.
أقول إننا لن نخذلكم.