الأحد 22 ديسمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

الجذور الفكرية عند لويس عوض

لويس عوض
لويس عوض

مقدمة لا بد منها:

فى الحلقة السابقة، تعرضنا لبعض أشكال الهجوم التى لحقت بلويس عوض عبر مسيرته الثقافية والأدبية والفكرية طوال خمسين عامًا، منذ أواخر عقد الثلاثينيات بعدما منحته الجامعة المصرية الذهاب إلى كمبردج للدراسات العليا، وبالفعل سافر فى عام 1937، ودرس هناك الأدب الإنجليزى، وجاء مدججًا بأفكار وتوجهات فكرية وأدبية تكاد تكون غريبة عن المجتمع الثقافى المصرى، والذى كان غارقًا فى أشكال تقليدية من الزاوية الثقافية، بعيدًا عن الاتجاه السوريالى الذى كان يقوده جورج حنين، وكامل التلمسانى، وفؤاد كامل، وأنور كامل، حيث إنهم كانوا متأثرين بالثقافة الغربية، دونما أن تكون تلك الثقافة امتدادًا طبيعيًا أو جدليًا للثقافة المصرية.

أى أن السورياليين أرادوا غرس أو زراعة بذورتلك الثقافة، بغض النظر عن استعداد الأرض المصرية لاحتضان تلك البذور، وللأسف لم تجد السوريالية مجالًا لها فى الثقافة المصرية، فهاجر معتنقوها إلى باريس، مثل جورج حنين، وجويس منصور، وألبير قصيرى، وتخلّى بعض من بقوا فى مصر عن ذلك التيار، وتحولوا إلى تيار نقيض تمامًا، وعلى رأسهم أحد المؤسسين الكبار، وهو كامل التلمسانى، الذى ترك الرسم والفن التشكيلى السوريالى، وتحول إلى فن السينما الواقعى، وأخرج فيلمه العظيم «العزيمة»، فى ظل تلك الأجواء كان لويس عوض أحد أعمدة الثقافة فى ذلك الوقت، ولأنه حصل على مساحة واسعة الثقافة الغربية، فلاحقته اتهامات بالتغريب، وأنه ضد الثقافة العربية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل هناك من كتبوا وأشاعوا بأنه يريد هدم الثقافة الإسلامية، وقد تعرضنا لبعض من ذلك فى الحلقة السابقة، وسوف نتعرض لكثير منه فى الحلقات المقبلة، لكن ما يشغلنا فى تلك السطور اللاحقة، هو عرض وسرد مفردات تطور وتكونه الثقافى منذ صباه، ورغم أن لويس عوض، قد تعرض لكتابة سيرته الذاتية بأشكال عرضية، مثلما فعل فى كتابه «مذكرات طالب بعثة»، وهو لم يكن الغرض منه سرد وقائع البعثة فقط، بل كان هناك غرض آخر يكمن فى بنية النص ذاته، وهو كتابة رواية، أو سيرة، أو مذكرات، باللغة الدارجة،العامية، المصرية، وهو كتاب كتبه لويس عوض عام ١٩٤٢، وكانت قضية ازدواجية اللغة تشغله بشكل واضح، ومن ثم كان قد كتب قصائد ديوان «بلوتلاند.. قصائد للخاصة»، بالفصحى والدارجة فى وقت واحد، ولذلك شن الأصوليون هجومًا حادًا على كل ما كتبه فى تلك الفترة، وكما قلنا، لم تتوقف الاتهامات عند المجال الثقافى، بل وصلت إلى المجال الدينى، والمجال القومى، وهكذا كان عوض لا يهاب تلك النعرات التى تنطلق دائمًا فى مواجهته، وأصبحت تواجه كل إصدار له، حتى مسرحيته المجهولة «محاكمة إيزيس» التى نشرها له دكتور غالى شكرى فى مجلة القاهرة، بعد رحيله بعامين، إذ رحل فى ٩ سبتمبر ١٩٩٠، والمسرحية نشرت فى سبتمبر ١٩٩٢، ورغم رحيله، إلا أن هجومًا ضاريًا شنته أقلام عديدة، وشككت فى المسرحية، وعلى رأس هؤلاء شقيقه رمسيس عوض الذى رحل منذ عام سبق، وقدمه غالى قائلًا: «فى منتصف الستينيات، اهتممت اهتمامًا خاصًا بثقافة الأربعينيات المصرية التى اكتشفت نظائر لها فى الوسائل والغايات، عندما زرت العراق لأول مرة عام ١٩٦٩، وأيضًا عندما تعرفت على تونس عام ١٩٨٢، ومن ثم فقد كانت الثقافة الطليعية فى الأربعينيات ظاهرة عربية، وهى على الأرجح المناخ الذى انبثق عنه التجديد فى القصة والشعر مع أوائل الخمسينيات»، ومن بين تلك النصوص التى تجلت فيها الأبعاد الطليعية التى أشار إليها د غالى، مسرحية، أو مسرواية «محاكمة إيزيس» كما أسماها فى مقدمته المهمة للنص، وقد أشار إلى أن لويس عوض كان قد بدأ فى كتابتها عام ١٩٤٢، وأنهاها فى عام ١٩٤٢، ولم ينشرها مثل نصوص أخرى كثيرة، ولا أعتقد أنه كان يخشى من لومة لائم، أو من هجمة هاجم، ولكنه كانت لديه زحمة كتابة، كما أعتقد، كثيرة، ففى ذلك العقد الأربعينى، كتب لويس عوض كثيرًا من المواد، وترجم نصوصًا أخرى، نشر بعضًا منها، وضاع بعض آخر مثل «مذكرات طالب بعثة»، وأرجأ بعضًا ثالثًا، وأزعم أن «محاكمة إيزيس»، كانت من بين النصوص المرجأة، لكن فوجئ دكتور غالى شكرى بخطاب مفتوح من شقيقه دكتور لويس عوض إلى وزير الثقافة، ونشره غالى فى العدد التالى مباشرة أكتوبر ١٩٩٢، يقول رمسيس: «.. قد فوجئت بنص مسرحى مجهول بعنوان (محاكمة إيزيس)، منسوب إلى شقيقى المرحوم لويس عوض، قام السيد الدكتور غالى شكرى بنشره فى مجلة القاهرة، التى يرأس تحريرها، فبادرت بالاتصال بسيادته لاستجلاء حقيقة الأمر، واتضحت من حديث سيادته معى عدة أمور تدعو إلى الانزعاج...»، ولست فى حاجة إلى سرد كل نقاط الانزعاج التى ذكرها الدكتور رمسيس، لكن موجز تلك الانزعاجات، أنه يستنكر أن غالى شكرى افترض فى نفسه بأنه وريث للويس عوض، ومن ثم نشر المسرحية، وهذا ليس من حقه، كما أنه قال إنه ليس من حقه أن ينشر نصًا لم ينشره لويس نفسه، وبالتالى فهو يفترض بأنه نص مزعوم للويس، ولو كان النص من إبداع لويس عوض، فهو نص ضعيف من الناحية الفنية، مما يقلل من شأن شقيقه الأدبية، وبعد أن سرد رمسيس عوض نقاط احتجاجه، أنهى رسالته بقوله الآتى: «سيدى وزير الثقافة، لهذه الأسباب جميعًا آثرت أن أتوجه إلى سيادتكم بهذا الخطاب المفتوح راجيًا منكم وضع الأمور فى نصابها وأن يصلنى الرد على استفساراتى من خلال أجهزة الثقافة والإعلام التى يستخدمها سيادته للدعاية لمجلته..»، وبالطبع قد استجاب د غالى شكرى لطلبات رمسيس عوض، فنشر الرسالة، وكذلك نشر ما يفيد بأن النص يخص لويس عوض، ولا يخص غيره، كما أنه أبرز توكيلًا خاصًا من لويس عوض لغالى شكرى بأنه هو المتصرف الوحيد فى نشر تلك المسرحية، وبالطبع لم يتوقف الأمر عند ذلك، لكنه امتد إلى كتّاب آخرين، هاجموا لويس عوض بشراسة، وعملًا بحرية النشر، نشر غالى شكرى تلك المقالات، وكذلك نشر ردودًا عليها، من ذلك العرض السريع، ندرك أن لويس عوض كان مقلقًا ومثيرًا ومزعجًا لكثير من الكتّاب والأدباء والنقاد، ليس من الذين ينتمون للاتجاهات الرجعية المتطرفة، لكن المفاجأة أن كثيرين لا ينتمون لتلك الاتجاهات، كانوا من الذين هاجموه، منهم، كما أشرنا فى الحلقة السابقة، فاروق عبدالقادر، ورجاء النقاش، ولذلك سوف أتطرق لبعض الملامح التى كونت عقل لويس عوض على مدى سيرته الأولى منذ بداياته، حتى عاد من كمبردج.

سلامة موسى

فى كتاب «المثقفون والسلطة» للدكتور غالى شكرى، يقول لويس عوض فى شهادته: «ولدت فى الخامس من يناير ١٩١٥ فى شارونة، مركز مغاغة محافظة المنيا،صعيد مصر،، ومغاغة هى التى أعطت لمصر طه حسين، وشارونة هى التى أعطت لمصر يوسف الشارونى وأخوته: صبحى الناقد التشكيلى، ويعقوب الذى يكتب للأطفال، وكان من شارونة أيضًا المربى العظيم يعقوب فام الذى تربت عليه أجيال، وشارونة هذه تقع فى شرق النيل، وقد كانت عاصمة لمصر فى زمن الانحطاط إبان الفترة الفاصلة بين الدولة القديمة والدولة الوسطى، وهناك آثار تدل على ذلك..»، تدل هذه الافتتاحية للشهادة، باعتزاز لويس عوض بموطن ولادته، ذلك الموطن الذى أنجب عديدًا من العظماء فى الأدب والفكر، كما أن ذلك الموطن كان عاصمة لمصر العظيمة فى إحدى فترات التاريخ، وهكذا، وبعد تلك الافتتاحية التى تعتبر افتتاحية ببلوجرافية، ينطلق لويس عوض فى سرد عديد من المفردات التى كونت ذلك العقل الجبار، وتلك العزيمة القوية، إذ كان والده رجلًا وفديًا، لكنه لم يكن يعمل بالسياسة، ولكنه أحد المتعاطفين مع الزعيم سعد زغلول، ويؤيده فى كل مواقفه التى يتخذها فى مواجهة الاحتلال الإنجليزى، وكانت عنده مكتبة كبيرة، وكذلك كان مثقفًا كبيرًا، ومن خلال تلك المكتبة، قرأ لويس عوض كثيرًا من أمهات الأدب الإنجليزى، ورغم أن المكتبة كانت تخلو من كتب عربية، إلا أنه،أى الأب، كان يشجعه هو وشقيقه على دراسة اللغة العربية، والأكثر من ذلك كان يدفعهم دفعًا نحو حفظ القرآن، وهذا الأمر فى حد ذاته، ينفى الحملة الشعواء التى ظلت تطارد لويس عوض طوال حياته من المتعصبين، وهى عداء لويس عوض للغة العربية، ولدين الإسلام.

وفى تلك الفترة وهو فى العاشرة تقريبًا من عمره، قرأ لويس ما يوازى عشرة صناديق من روايات الخيال العلمى، وروايات الخوارق، التى كانت تغذى خياله وتدفع الحاسة الأدبية إلى التفتح، وفى المدرسة كانت هناك المنتخبات اللغوية من القرآن والتراث العربى نثرًا وشعرًا من صميم البرنامج المقرر للحفظ والمطالعة ودراسة النحو والصرف، وكانت وزارة المعارف تقرر كثيرًا من الكتب الثقافية والفكرية لكتاب معاصرين، وكانت تلك الكتب الثقافية تدخل فى البرنامج التعليمى، وكان له صديق وزميل معه هو عبدالحميد عبدالنبى، وقد أصدرا مجلة فى المدرسة، ونشرا فيها كثيرًا من الكتابات والترجمات الأولى، وكان لويس ينشر كتاباته باسم «العقاد الصغير»، حيث كان متيمًا ومتأثرًا به، وعن ذلك يقول لويس عوض فى سلسلة مقالات عن عباس العقاد نشرها فى كتابه «دراسات أدبية» المنشور فى دار المستقبل العربى عام ١٩٨٧: «كان أول كتاب قرأته للعقاد، هو كتاب (الفصول) الذى صدرت طبعته الأولى فى ١٩٢٢، وهو مجموعة مقالات أدبية واجتماعية وبعض الخطرات التى تشبه ما يسمى بالأفوريزم فى اللغات الأوروبية، وهى الأقوال المأثورة، أو الأمثال المبلورة فى كلمات قليلة... قرأت هذا الكتاب عام ١٩٢٧، وكنت يومئذ فى الثانية عشرة من عمرى، وفهمت أكثر ما جاء فيه، رغم أن قوامه كان دراسات جادة فى الفلسفة والأدب والفن وعلم النفس وعلم الاجتماع، دراسات جادة عن نيتشة وفيكتور هيجو وماكس مولر وجوستاف ليبون وكارلايل وطاغور..»، وهكذا يسترسل لويس عوض فى الحديث عن فتنته بالعقاد، ولم يكتف بالقراءة له فقط، بل كذلك تأثر به تأثرًا بالغًا، ولم يكن ذلك التأثر ينتمى للثقافة بشكل كامل، لكنه كان له علاقة بوفدية العقاد، وقرأ له كل كتاباته الفكرية والأدبية، وعندما انفصل العقاد عن حزب الوفد فى منتصف عقد الثلاثينيات، وانتمى للحزب السعدى، نفر لويس من العقاد، خاصة أنه كان يهاجم حزب الوفد بشكل شديد، ولذا يعتبره أنه انتهى، وكان آخر كتاب قرأه له عن سعد زغلول، كما أنه حضر له مرة أو مرتين اللقاء الذى كان يعقده فى منزله، واكتشف أن دراويش العقاد يبالغون فى غزارة المكتبة، كما أنه التقى هناك بكتاب رجعيين، فابتعد عن ندوة العقاد، وعن كتبه، واعتبره كجزء من الماضى تفتح فيها على مدارك أخرى.

طه حسين

أما الشخصية الفكرية الثانية، فكان سلامة موسى، ومن ثم كان تأثره بسلامة موسى مدعاة للهجوم عليه، إذ ربط المهاجمون له بينه وبين موسى لأنهما مسيحيان، وبالتالى فهما ضد الثقافة العربية والإسلامية دفعة واحدة، وبعيدًا عن ذلك، فلويس عوض تعرّف على كثير من كتّاب الغرب مثل أنطون تشيكوف وديستوفيسكى وتولستوى وه ج ويلز وغيرهم، من كتابات لويس عوض المستنيرة، كما أنه قرأ له كتبه الفكرية التى تحدثت عن اشتراكية تختلف عن اشتراكية الماركسيين، رغم أن سلامة موسى كان عضوًا فى الحزب الشيوعى فى عام ١٩٢٣، وغادره فيما بعد، وتعرّف بعد ذلك على نظرية أصل الأنواع، ونظرية التطور من خلال كتابات سلامة موسى، وبدأ هو وزميل له يحضران محاضرات له فى جمعية الشبان المسيحيين، وتعلم منه بشكل مباشر على نوعية ثانية من الثقافة بعد تأثره بالعقاد.

عباس العقاد

أما الشخص الثالث، فهو الدكتور طه حسين، الذى تعرّف عليه بعد هذين الرجلين، لأن طه حسين كان أحد خصوم الوفد، وكان يكتب فى جريدة السياسة الأسبوعية التى كان رئيس تحريرها الدكتور محمد حسين هيكل، مؤلف رواية «زينب»، وبعدما انفصل طه حسين عن حزب الأحرار الدستوريين، وانتمى إلى حزب الوفد، وأشرف على صحافته الثقافية والفكرية، كان لويس عوض قد نضج وشب عن الطوق فى المنتصف الثانى من عقد الثلاثينيات فى القرن العشرين، وفى عام ١٩٣٥ شارك فى المظاهرات الحاشدة التى كانت تطالب باستعادة دستور ١٩٢٣ الذى ألغاه إسماعيل صدقى، وكانت مشاركة عوض فى المظاهرات التى تطالب بالدستور، بمثابة إدخال عوض إلى حلبة الحركة الوطنية من أوسع أبوابها، وكان طه حسين أحد الداعمين للويس عوض بشكل حاسم، فعندما عاد عوض من بعثته فى أغسطس عام ١٩٤٠، ذهب إلى أستاذه كرستوفر ستيف لكى يعينه فى الجامعة، فقال له كلامًا سخيفًا، ورفض تعيينه، فذهب عوض إلى أحمد أمين، فلم يفلح أمين فى إقناع كريستوفر بتعيين عوض، هنا لجأ عوض إلى طه حسين الذى غضب غضبًا عارمًا، وأجرى حديثًا تليفونيًا مع أحمد أمين، وقال له غاضبًا: «يا أحمد قل لكريستوفر يبطل لعب»، بعدها قال طه حسين للويس عوض إلى كريستوفر، وفعلا ذهب عوض إلى أستاذه الذى استقبله أفضل استقبال، وانعكس الموقف رأسًا على عقب، وتم تعيين لويس عوض للتدريس فى الجامعة.

لم يكن هؤلاء الثلاثة المصريون، العقاد وسلامة وطه حسين، هم الذين تركوا آثارًا واضحة فى ثقافة وتكوين لويس عوض، ولكن كانت هناك شخصيات كثيرة أخرى، ذكرها باستفاضة، ولكن هؤلاء الثلاثة هم الذين كونوا انبثاقة العقل الأولى، وفى مرحلة الأربعينيات، التقى عوض بكثير من الماركسيين، فلم تعجبه أفكار بعضهم، وكانت تجربته مع الأخوين هنرى وراؤول كورييل سلبية، إذ ذهب له فيما يسمى بنادى الاتحاد الديمقراطى فى شارع الأفضل بالقرب من القنصلية الفرنسية، التى تحولت لقاعة ندوات الآن، فى وسط البلد، وقابل هناك هنرى كورييل، القائد الأشهر آنذاك للحركة الشيوعية، لكنه لم ينجذب له، ولا لشقيقه، ولكنه على الجانب الآخر، التقى بشهدى عطية الشافعى فى أحد اللقاءات العابرة، ولكنه وجد شخصًا آخر، يتمتع بثقافة أدبية وفكرية وفلسفية كبيرة، كما أنه كان يكتب الأدب، القصة والنقد والترجمة، والتقى به أكثر من مرة، لكن لويس عوض يتميز بأنه مفكر من الطراز المستقل بشكل مفرط، وهذا ما جعله لا ينخرط فى أى حزب سياسى، أو جماعة فكرية، وكتاباته كلها توحى بكل ذلك التمرد، ويكفى أنه كتب روايته «العنقاء»، التى هاجم فيها العنف الذى كان يجد مبررات عديدة فى ذلك الوقت، ومن بين أشكال العنف، عنف الشيوعيين، مما جر عليه أشكالًا من الهجوم عليه من قبل الشيوعيين، وهذا ما أعطى التميز والفرادة والاستقلالية التى جعلت منه شخصية متمردة، تجد كثيرًا من المديح المفرط، كما تجد كثيرًا من الهجوم المفرط.