الأربعاء 02 أبريل 2025
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

أكرم عقل يكبت: حديث الكائنات

حرف

يقول لى البحر

لا شىء يبقى على حاله

كل شىء

من الغيب يأتى 

إلى الغيب يمضى

وتبقى على شاطئ

أمم من رمال

ومملكة من زبد

تسامر فى الليل

أحلامها المهملة

تقول القصيدة لى

صغتنى من حناياك برقا

أنارك حتى احترقت

لينتصر الشعر

بالطعنة القاتلة

تقول المسافات لى

سوف أبقى هنا

بين قلبك والمشتهى

كلما سرت.. زدت

ابتعدت.. استرحت

انكسرت.. انتشيت 

ستسعدنى دمعة العجز

فى عينك الذاهلة

تقول لى الريح 

طر للأعالى

تحرر من الخوف والأمنيات القديمة

واختر لنفسك منفاك بين الجهات 

وكن ما تشاء 

يقول لى الورد

أطلق عبيرك للعابرين 

وهيئ لهم مرفقًا 

كى يشموا شذى قلبك الغض

قبل انتصار الجفاف الذى

يعصر العمر كالوردة الذابلة

يقول لى الشوك

صن سر قلبك

لا تفتح الباب 

كى لا تدوس على جرحك القافلة 

تقول الحبيبة لى من أنا ومن أنت

هل نحن رجع الصدى

من زمان الغناء 

إذا ما الزمان القديم استدار كهيئته

يوم كنا على مطلع العمر

نقتات أحلامنا الرائعة

غريبان نحن

فمن يمنح القلب تذكرة للرجوع 

وكل السفائن خاصمت البحر

ثم استراحت إلى وقفة

فى الموانئ البعيدة

يقول لى القلب

أتعبتنى فى انتطار الذى لا يجيئ

وبددت عمرك 

لم تلق إلا السراب الذى يخدع الروح

والأوجه القاتلة

يقول لى الرمل لا تتشابه.. وكن جبلًا 

لا يبالى بخطو الليالى

وأحمالها المثقلة

تقول الجبال تعبنا

ألم يحن الوقت كى نستريح

من الوحدة اللا نهائية الوقع

حيث تقارعنا الريح فى الليل 

والسحب الهاطلة

تقول القطارات

درِّبْ على الفقد قلبك

كى لا تفاجئه بالرحيل المحطات

عوِّده أن يقبل البعد

فى اللحظة الفاصلة

تقول المحطات لى 

لست موجودة

أنا محض وهم 

لكى تخدعوا نفسكم بانتهاء الرحيل

أنا هدنة القلب بين رحيلين

ما كان.. ما سيكون

يقول لى الموت

كن ما تشاء

أنا فى انتظارك 

أعددت حفرتك المستطيلة 

ثم استرحت على مقعدى 

كامنا فى شقوق التفاصيل

منتظرًا نهايتك المقبلة.