مصر التى فى خاطرهم.. 5 مؤرخين يكشفون أسرارًا جديدة من تاريخ «أم الحضارات»
لا تزال ساحرة جذابة، «نداهة» لكل مُحب ومسحور، وكلما مر عليها الزمن بأيامه ولياليه، ترسخت محبة مصر فى قلوب الجميع، جذبتهم أرضها وآثارها وحضارتها وتاريخها الفريد، ووقعوا فى غرام ناسها وحكاويهم، فأسالوا حبر أقلامهم، متحدثين عما شدهم إليها، فى كتب ودراسات ومؤلفات، فى كل بقعة من بقاع المعمورة. فى هذا العدد من «حرف»، اخترنا 5 من هذه المؤلَّفات، تتحدث عن جوانب عدة من تاريخ مصر، بداية من الملكات السبع اللاتى حملن اسم «كليوباترا»، مرورًا بأسرار منارة أو فنار الإسكندرية، وكيف ارتبط شعر المرأة بمراسم الحزن والحداد فى مصر القديمة، إلى جانب كيف يعيش علماء المصريات والأثريون فى أرض المحروسة.
فنار الإسكندرية.. أسرار «الشمس الثانية»
سيكون المهتمون بتاريخ مصر القديمة على موعد مع كتاب جديد، يصدر عن دار النشر البريطانية الشهيرة «روتليدج»، فى ٧ مارس الجارى، ويحمل عنوان: «The Pharos Lighthouse In Alexandria: Second Sun and Seventh Wonder of Antiquity»، أو «فنار الإسكندرية: الشمس الثانية وسابع العجائب فى العصور القديمة»، لمؤلفه المؤرخ أندرو مايكل تشوج.
يتناول الكتاب كل ما يتعلق ببناء «فنار الإسكندرية»، إحدى عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم، وفهم كيفية عملها كمنارة نموذجية فى هذه العصور البعيدة، حتى وصفها كثيرون بأنها «الشمس الثانية»، منذ صممها سوستراتوس، وتم بناؤها فى عهد الإسكندر الأكبر.
اقرا ايضًا: «إمبراطورية ميم».. حرف تنشر «النص الأصلى» من مجموعة إحسان عبد القدوس
ويشدد المؤلف على أن «فنار الإسكندرية ظلت معلمًا بارزًا فى الإسكندرية لفترة طويلة، ورغم أهميتها وأصالتها التاريخية، تم إهمال دراستها، مقارنة بالعجائب القديمة الأخرى مثل الهرم الأكبر فى الجيزة». لذا فإن الكتاب يرد الاعتبار لأهمية هذه الفنار، بشكل شامل مبنى على دقة علمية كبيرة، من خلال استعراض كيفية بناء هذا الصرح، وأضوائه اللامعة وتماثيله المذهلة، إلى جانب قصته المثيرة، وذلك اعتمادًا على الأدلة الأثرية والنصوص والصور العتيقة، ما يوفر تقييمًا جديدًا للمنارة وتاريخها وتراثها المهم.
وبحسب «تشوج»، فإن الكاتب الرومانى أخيل تاتيوس أطلق على «فنار الإسكندرية» لقب «الشمس الثانية»، وهو ما يحاول الكتاب شرحه واستكشافه، لأول مرة، مع توضيح كيف كان إنشاء الفنار حافزًا رئيسيًا للعلوم فى العصور القديمة، خاصة علم الفلك.
ويصبح الكتاب المنتظر بذلك بمثابة دراسة شاملة عن هذا النصب التذكارى، تهم قطاعًا عريضًا من الطلاب والباحثين فى الفن والعمارة والعلوم، والقراء الذين يسعون لمعرفة المزيد عن إحدى عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم.
«الشَّعر والموت».. الحزن بـ«تاج حواء»
فى ٣١ مارس الجارى أيضًا، ومن نفس الدار الهولندية، يصدر كتاب: «Hair and death in ancient Egypt: The mourning rite in the times of the Pharaohs»، أو «الشَّعر والموت فى مصر القديمة: طقوس الحداد فى زمن الفراعنة»، لعالمة الآثار الإسبانية، ماريا روزا فالديسوجو.
ويتناول الكتاب الجديد، فى حوالى ١٤٤ صفحة، العلاقة بين الشَّعر والحداد، وكيف كانت النساء فى مصر القديمة تشد وتسحب شعرهن بطريقة معينة للتعبير عن الحزن والحداد، كما هو واضح على النقوش واللوحات فى مصر القديمة.
وترصد المؤلفة كيف كانت النساء المصريات تشاركن فى المراسم الجنائزية، وكيف لعب الشَّعر دورًا واضحًا فى هذه الطقوس، واصفة العلاقة بين الشَّعر ومشاعر الحزن والفقد، خلال مراسم تشييع الموتى.
اقرا ايضًا: «خلف خطوط الذاكرة»... فصل من مذكرات خالد منتصر
«الشاى فى الشرفة».. «حكاوى» علماء المصريات
تصدر جامعة «مانشستر» البريطانية، فى ١٥ يونيو المقبل، طبعة جديدة من كتاب «Tea on the terrace: Hotels and Egyptologists’ social networks» (١٨٨٥-١٩٢٥)، أو «الشاى فى الشرفة: الفنادق والشبكات الاجتماعية لعلماء المصريات ١٨٨٥-١٩٢٥»، بعد نجاح طبعته الأولى فى ٢٠٢٢.
الكتاب من إصدارات مطبعة جامعة «مانشستر»، تأليف كاثلين شيبارد، الأستاذ المشارك فى قسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة «ميسورى»، ويأخذ القارئ، من خلال ٢٣٢ صفحة، إلى رحلة رائعة مع علماء المصريات، ويكشف كيف يقضون الوقت، فى فنادقهم وعلى متن قواربهم.
ويكشف الكتاب عن أن قدرًا كبيرًا من الاكتشافات الأثرية المهمة تمت بعيدًا عن المواقع الميدانية والمتاحف، من خلال سرد ما وراء كواليس القصص المألوفة لدى القراء، وتتبع حياة علماء مصريات مشهورين، مثل هوارد كارتر، مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، إلى جانب ثيودور ديفيس وإيما أندروز وجيمس برستد وأليس بادج وماجى بنسون.
اقرا ايضًا: صاحبة المقامات.. صفاء النجار: الكاتب ينبغى أن يكون ابن زمنه
وتتبع المؤلفة هؤلاء العلماء من بداية وصولهم إلى الإسكندرية، وانتقالهم إلى القاهرة، قبل التوجه جنوبًا إلى الأقصر، مرورًا بإقامتهم فى الفنادق، التى وصفتها بأنها أصبحت مساحات حاسمة لبدء حياتهم العملية فى مصر، وبناء وتعزيز الشبكات العلمية بينهم، وتوليد أفكار جديدة.
ومن خلال الجمع بين السياحة الأثرية، وتاريخ علم المصريات، والاعتماد على مجموعة واسعة من المواد الأرشيفية، يأخذ كتاب «الشاى فى الشرفة» القارئ وراء كواليس القصص المألوفة، ويعرض أنشطة علماء المصريات بصورة جديدة تمامًا.
والدكتورة كاثلين شيبارد هى أستاذة التاريخ فى جامعة «ميسورى»، حصلت على درجة الدكتوراه فى تاريخ العلوم من جامعة «أوكلاهوما» عام ٢٠١٠، وكان اهتمامها البحثى الرئيسى هو عمل المرأة فى علم المصريات، وسرد قصصهن المذهلة لكل قارئ يستمتع بتاريخ مصر القديمة.
«The Cleopatras».. حياة «الملكات كليوباترا»
يصدر كتاب «The Cleopatras: The Forgotten Queens of Egypt»، أو «كليوباترا: ملكات مصر المنسيين»، من تأليف لويد لويلين جونز، رئيس قسم التاريخ القديم فى جامعة «كارديف» البريطانية، فى ٢١ مايو المقبل، عن دار نشر «Headline Publishing Group».
يتناول الكتاب القصص الكاملة للملكات السبع اللاتى حملن اسم «كليوباترا» فى مصر القديمة، فعلى الرغم من أن «كليوباترا» واحدة من أكثر الشخصيات شهرة فى التاريخ، بوصفها الحاكمة الذكية الجميلة الجذابة، يدرك قليلون اليوم أنها كانت الأخيرة، فى سلسلة طويلة من ملكات مصر اللاتى حملن هذا الاسم.
ويروى «جونز»، فى كتابه الحديث المكون من ٣٨٤ صفحة، قصص هؤلاء الملكات السبع اللاتى لا مثيل لهن، ويستعيد بوضوح عالم مصر القديمة، ويتتبع قرونها الأخيرة، قبل سقوطها فى يد روما، مشيرًا إلى أن عائلة «كليوباترا» الناطقة باليونانية من نسل «بطليموس»، القائد الذى فتح مصر، إلى جانب الإسكندر الأكبر، وكانوا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا، كأمهات وبنات وأخوات وأخوات غير شقيقات وبنات إخوة.
ووفقًا للمؤلف، كانت كل واحدة من الملكات السبع تتمتع بسلطة مطلقة، وسيطرت بسهولة على زوجها وأبنائها، وأثبتت أنها قائدة ذكية وقادرة، ورسخت نفسها كـ«إله»، وحكمت من خلال نشر الطقوس الغامضة، ورسم هالة فخمة حول نفسها، إلى جانب ما تمتلكه من ثروة لا مثيل لها، مع خوضهن جميعًا فى بحر الاضطرابات السياسية ومؤامرات البلاط، وقيادة الجيوش إلى المعارك، والتحكم فى أساطيل من السفن، والقضاء على منافسيهن بلا رحمة.
اقرا ايضًا: كسر «التابوه».. مؤلفون أفارقة يتحدون الواقع بالكتابة عن «مجتمع الميم».. والجوائز تنهال
ويعيد الكتاب الجديد، الذى يعتبر سيرة ذاتية رائعة وغنية بالتفاصيل حول ٧ نساء غير عاديات، هؤلاء الملكات إلى مكانتهن المستحقة بين أعظم حكام التاريخ، وهو سيرة مثيرة، مليئة بالطموحات الإمبراطورية والمكائد التى لا ترحم، لواحدة من أكثر العائلات شهرة فى تاريخ العالم.
ويضع الكتاب قوة المرأة فى بؤرة الضوء، من خلال قصص الملكات السبع اللاتى كان لهن نفس الاسم «كليوباترا»، وصولًا إلى الذروة فى القصة الآسرة لـ«كليوباترا السابعة» مع يوليوس قيصر ومارك أنطونيو، وكلها قصص تنبع منها خيوط درامية مثيرة حول المؤامرات السياسية، والصراعات الملحمية على السلطة، التى ميزت تلك السلالة.
«ليزا».. رحلة منقبة فى «أم الدنيا»
تصدر دار النشر الهولندية «BLKVLD»، المتخصصة فى التاريخ والتراث الثقافى وعلم الآثار، فى ٣١ مارس الجارى، كتاب: «Lisa in Egypt: About a ten-year-old girl who went to an archaeological excavation in Egypt»، أو «ليزا فى مصر: عن فتاة تبلغ من العمر ١٠ سنوات ذهبت إلى التنقيب الأثرى فى مصر».
الكتاب الجديد من تأليف ليزا سيلدنتويس، وهو يضم بين جنباته ١٠٠ صفحة مصورة، مصممة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٠ إلى ١٤ سنة، إلى جانب معلميهم فى المدارس، وهو بذلك كتاب مصور جذاب فى جميع صفحاته، بما فيها صور «ليزا» وهى تنقب عن الآثار فى مصر.
ويحكى الكتاب قصة مثيرة لفتاة فى العاشرة من عمرها، ذهبت إلى التنقيب الأثرى فى مصر، ويعد أداة تعليمية مهمة عن مصر القديمة، من خلال استكشاف موضوعات رئيسية فى علم الآثار، إلى جانب كشف أسرار علماء الآثار الذين ينقبون فى الصحراء، وأهم الاكتشافات فى المواقع الآثرية.