الخميس 21 نوفمبر 2024
المحرر العام
محمد الباز
المحرر العام
محمد الباز

نافذة جديدة على المسرح المعاصر

المخرج أحمد العطار
المخرج أحمد العطار

أطلق الكاتب والمخرج المسرحى أحمد العطار مشروع المسرح المترجم على هامش مهرجان «دى كاف» ويستهدف المشروع ترجمة وإصدار ٢٤ نصًا مسرحيًا حديثًا تتم ترجمته وتقديمه للقارئ فى اللغة العربية للمرة الأولى فى محاولة لتقديم أفضل الكتابات المسرحية للقارئ العربى فى العقود الثلاثة الأخيرة، بل يركز المشروع على النصوص التى تمت كتابتها ونشرها بعد عام ٢٠١٠ وأيضًا تم إنتاجها على خشبة المسرح، وحرص المشروع على ترجمة النصوص باللغة العربية الفصحى حتى يتسنى للجميع قراءتها بلا صعوبة، ويكون من السهل إعدادها وتقديمها على خشبة المسرح فى اللهجات العامية التى تناسب كل بلد، أو تقديمها بالفصحى إذا كان هذا مناسبًا ويتفق ورؤية المخرج للعرض. 

وقد بدأ مشروع المسرح المترجم بنشر ثلاثة نصوص معاصرة، الأول للكاتبة النمساوية التى حصلت على جائزة نويل عام ٢٠٠٤ إلفريدى يلينك تحت عنوان «الموت والفتاة – الجزء الرابع – جاكى» والنص الذى ترجمه معتز المغاورى يقدمه للقارئ واصفًا إياه بأنه تشريح مكثف لجاكى كيندى أوناسيس والأساطير المحيطة بحياتها وتاريخها، و«جاكى» التى تقدمها يلينك فى هذا النص جزء من مجموعة مسرحيات تصفها بأنها رد فعل ساخر تجاه مسرحيات شكسبير التى يطلق عليها بالألمانية «مسرحيات الملوك». 

المسرحية الثانية التى ترجمها أيضًا معتز المغاورى، وحملت عنوان «نفط» للكاتب السويسرى لوكاس بيرفوس المولود فى مدينة بيرن السويسرية عام ١٩٧١ وهو مسرحى وروائى حصل على العديد من الجوائز عن أعماله ومنذ عام ٢٠١٥ انضم إلى عضوية أكاديمية الأدب واللغة الألمانية، وفى هذا النص الذى يطرح حكاية ثلاث شخصيات هيربيرت كامر وزوجته وشريكه أثناء بحثهم عن النفط وتتعرض هذه الشخصيات للعديد من المخاطر بسبب غضب السكان المحليين، الزوجة حزينة تنزوى فى المنزل غاضبة من زوجها، تنهار وتصل إلى حج الجنون، ويجسد النص مجموعة من الأفعال والعلاقات الشائكة بين هذه الشخصيات فى سبيل البحث عن النفط، ويقول المترجم فى المقدمة: «إن العوالم التصويرية والإيجاز اللغوى لنصوص لوكاس تضعه بين مصاف أهم كتاب المسرح». 

النص الثالث من فلندا للكاتبة «سيركو بياتولا» التى ولدت عام ١٩٦٠ وكتبت حتى الآن ما يقرب من ثلاثين نصًا مسرحيًا، وحصلت على العديد من الجوائز وأيضًا تمارس الإخراج المسرحى مع الكتابة، والنص الذى قدمه مشروع المسرح المترجم تحت عنوان «مال قليل» تردمة د. ماريه باكلا التى تصف شخصيات سيركو أن لديها نزعة جنونية كاريكتورية لكنها شخصيات تمتلئ بالتفاصيل التى تجعلها إنسانية ولذلك تمتلء بخفة الظل لكنها فى نفس الوقت شخصيات تراجيدية، وهذه المسرحية «مال قليل» تقع أحداثها فى زمان ومكان لا يشبه واقع الحياة اليومية، إذ تتم الأحداث خلال يومين ونصف اليوم، بداية من صباح الثلاثاء حتى ليل الخميس وخاتمة هذا العمل الفنى تقفز بالقارئ إلى نصف عام فى المستقبل، وبعد ذلك يختلف كل شىء، والمسرحية دراما فى ثلاثة فصول أشخاصها ثلاثة رجال، وثلاث نساء وطفل. 

النصوص التى يقدمها مشروع المسرح نافذة جديدة على المسرح المعاصر يحتاجها المسرحيون وتفتقدها المكتبة المسرحية العربية، خاصة إذا كانت هذه النصوص تقدم رؤية معاصرة ومختلفة للواقع الذى نعيشه، نصوص على المستوى التقنى للكتابة تطرح أساليب جديدة غير تقليدية، فهى تفتح آفاقًا جديدة ليس فقط للمخرجين لتقديمها على خشبة المسرح بل أيضا هى نصوص ملهمة لكتاب المسرح، وإضافة للمكتبة العربية أتمنى أن يواصل المشروع نشر الأعمال الأخرى.