بروتوكول الشاشة والميكروفون
فى ظل الحرص على استثمار مكانة التليفزيون كأحد أكثر وسائل الإعلام التقليدى انتشارًا فى مجتمعاتنا العربية؛ لاعتماده على مفردات لغة الصورة ولغة الصوت معًا، مما جعل جماهيريته تتخطى كثيرًا من احتياجات أو مهارات التعامل مع وسائل الإعلام الأخرى، واستفادته مما لاحقه من تطورات تكنولوجية فى جميع مجالات الإنتاج التليفزيونى ضاعفت من عناصر الجذب والخصوصية والتشويق والتنوع فى قوالبه، وحرصًا على تطوير وتفعيل أداء دوره الثقافى والتنويرى والتربوى كإحدى أدوات التعجيل بالتنمية البشرية والتحديث المجتمعى. كما نادى بذلك عالم الاتصال الشهير «ولبر شرام» منذ الستينيات من القرن الماضى، حيث دعا إلى الاهتمام بمجالات تأثير الشاشة التليفزيونية على مشاهديها من مختلف الخصائص خاصة بين البسطاء والصغار. فما بالنا مع ما يشهده المشهد الإعلامى من امتداد ساعات الإرسال لأربع وعشرين ساعة بلا انقطاع حاليًا. وفى ظل التوسع الكمى الملحوظ والاستثمار فى صناعة الترفيه التليفزيونى والتنوع والتعددية المتاح من القنوات فى عصر القنوات المتخصصة والعامة، والفضائية الوطنية الرسمية والخاصة والوافدة من الخارج، المتاحة جماهيريًا والمشفرة حيث زادت مجالات التأثير على مشاهدى مخرجات تلك القنوات معرفيًا وسلوكيًا وتشكيل نماذج القدوة وتكوين اتجاهاتهم والتعلم المستمر، كما تؤكده الدراسات ونظريات الإعلام ومنها على سبيل المثال: نظرية التأثير التراكمى والتعلم الاجتماعى، والغرس الثقافى والاعتماد على وسائل الإعلام.
مما يتطلب أهمية الاهتمام بما يعرف بأخلاقيات الإعلام مهنيًا وأخلاقيًا وبروتوكول الشاشة والميكروفون ليحقق الإعلام التليفزيونى ومخرجاته المتعددة والمتنوعة شكلًا ومضمونًا «المتعة والمتعة معًا» لمشاهديه خاصة بين البسطاء والأجيال الناشئة، وبما يساير الدعوة لإعادة بناء الإنسان فى إطار رؤية مصر ٢٠٣٠، ومراعاة الحقوق الاتصالية للمشاهدين كأحد حقوق الإنسان فى عصر تعاظم دور الإعلام فى ظل المسئولية الاجتماعية للإعلام والفنون للمجتمعات الحديثة.
من هنا نطالب وندعو للاهتمام بتطبيق قواعد «بروتوكول الشاشة والميكروفون» بما يجعل من تلك الوسيلة بحق أداة معاونة فى الارتقاء بأساليب التعامل وغرس القيم الإنسانية والسلوكيات المطلوبة، ونشر المفاهيم الصحيحة وأن تتحمل الجهات المسئولة عن المشهد الإعلامى نقابات ومجالس وهيئات رسمية ومؤسسات المجتمع المدنى تطبيق ونشر ثقافة بروتوكول الشاشة والميكروفون.
ومنها على سبيل المثال:
• عدم القطع الإعلانى فى البرامج والمواد الجادة كالأخبار والبرامج والمواد الدينية.
• عدم إذاعة مواد غير مناسبة من حيث المضمون أو الشكل بعد إذاعة الفقرات ذات الطابع الخاص كالأذان للصلاة أو إذاعة المناسبات الدينية بتخصيص ثوان معدودة لمواد ملائمة كأحاديث نبوية أو تواشيح دينية أو أدعية. • عدم التبسط المبالغ فيه بين المذيع أو المذيعة والمتصلين بها تليفونيًا أو مع الضيوف.
• عدم استخدام الأطفال فى إعلانات طلب التبرعات للمنشآت الصحية العلاجية أو الدعم الإنسانى بما يسئ لهم سواء كانوا الأشخاص الحقيقيين أو ممثلين.
• عدم إطلاق الصفات أو الألقاب غير الحقيقية على الضيوف دون مستند رسمى مثل الخبير والدكتور والفنان القدير، والاستشارى.
• عدم الخروج عن النص والمهمة فى التعليق الرياضى على المباريات والدخول فى مجالات أخرى سياسية أو شخصية بما يحقق الالتزام بوصف الحدث الرياضى.
• عدم الترويج لما ينشر من شائعات على وسائل التواصل الاجتماعى.
• الالتزام باعتذار المذيع عند الخطأ وليس الابتسامة الصفراء. بما يحقق نشر ثقافة الاعتذار.
• خذ هذه الأمور على بساطتها ولكنها قد تؤثر على الكثيرين فالنتبه إليها. خاصة فى عصر انتشار إعلام المواطن أو الإعلام غير المقنن، كما أفضل تسميته، والذى يصعب توجيه أو ضبطه أو تنظيمه.