سامى سعد يكتب: ظنون
أظن أننى أتألمُ،
أنَّ العالمَ يَفْسَد بغيابكِ
الأرض تدورُ
النجوم تسطعُ،
الأسواق عامرة.
لكن فى الليل
تئزُّ صراصيرٌ فى الحقول
أقول: إنها تتألمُ.
تتشققُ الأرضُ فى القيظ
حوريات يبكين..
عجائز يسردن الدموع
وعلى قدم وساق
يرتفع الوقت وينهدمُ..
أظنُ أننى أتألمُ
أبحثُ فى الرُكام
عن بيضةٍ لاقحةٍ، تفقسُ تحت الشعاع..
أظنُ أننى أتألمُ
كفى يُدمى
وأنا أقرعُ باب الحب.
أظنُ أنَّ تلك الغيوم البيضاء
فى بادية السماء
هى قبور ملائكة..
وقد يظن أحدٌ أن القبور تمشى؛
ذلك صحيح..
فكل ما لا يطمره الرمل
يمكنه أن يتحرك.
أظن أن تلك الجزائر فى البحر
هى أرواح غرقى
نَسيْتِ الشمسُ
أن تُجفِّفَ أرواحهم
فصارت غنيمة للملح والرمل.
أظن أنه بدونِ وخزٍ ما
سيظل القلبُ غارقًا فى السُبات
وأن وخزًا مُضاعفًا
سيجلب للقلب الخرس.
أظن أنى لن أفلح أبدًا كناقدٍ
فأنا لا أجيد تمزيق أحدٍ.. سواى.
أظنُّ أنَّ كلَّ حقيقةٍ
هى محضُ ظنٍّ..
كَفَّ عن ممارسة الشكوك.