فتحية محمد تكتب: أول ليلة ف القبر
أول ليلة ف القبر مكنتش لوحدى
بروزت أيامى الباردة
وحضن التلج اللى حاول يواسينى
ويركب مسامير
يتعلق فيها عيال الحارة
وأنا وسطيهم
أول ليلة ف القبر
أبويا مستنى.. أهرب منى وأروحله
أفتنله على أمى
وازاى كانت بتضحك ف غيابه
فهمته أنه ضحك منتهى الصلاحية
وأن إخواتى كانوا بيتعشوا باسمه
يملوا بطونهم حكاوى عليه
ويبلوا ريقهم بطعم البلح
وحلاوة المولد.. عروسة حصان
كله داب ف الشاى
والباقى يتوزع ع النمل الشقيان
لجل ما يدعو لك ويجهزوا الطريق
لرجليك المغروزة ف طين الحواديت
أول ليلة ف القبر
لقتنى بلف من غير بوصلة
وسهم تايه من غير اتجاه
ألم جماجم الشتا.. وف أول بير أنزلها
ومحدش هيعدى عليها
عشان يبيعها ف سوق العبيد
ويشتريها العزيز بثمن بخس
أول ليلة ف القبر
هنادى باأعلى صوت
«اصحى يا نايم/ وحد الدايم
اصحى يا نايم/ وحد الرزاق»
نتسحر على نور عينينا
وف أول نفخة ف المكان
هنمسك عن الكلام.