عوض علام يكتب: ضيف مميز داخل الحانة
جسمٌ هزيلٌ ومنجلٌ بيمينه
يمشى بطيئًا،
وقورًا، نحو بار الأمنيات
قد زارنى كُثُرٌ يريدون الشَّرابَ،
وآخرون الأغنيات..
ما زارنى أحد وتسبقه البرودةُ- مثلَه- لأصابعى،
وتلفَّتَتْ عيناى.. لا أحدٌ معى..
فالكل منشغلٌ بكأس حياته:
رجلانِ وامرأةٌ..
وألفُ حكاية متمزقاتٍ.. عارياتٍ
دون إفصاح الشفاه
الضيف يغضب ثم يضحك ساخرًا: ماذا صنعتم بالحياة؟
قال: الموتُ داخل حانتى لِمَ جئتَ؟
اهدأ قليلًا، خذ نبيذك من دماء الأبرياء
جرَّتْ يداه بسرعةٍ كرسيَّهُ
وصببتُ كأسًا وسألته: أتحب لعبة الاختباء؟
فأجاب: أفضلُ لاعبٍ إذ فى النهايةِ مهنتى
فقلت: أمهلنى دقائق أختبئ
أشعلتُ شمعاتِ السَّهَرْ
ورقصتُ بين زبائنى
غنيتُ أبهج مَن حَضرْ قدر استطاعة نبرتى
رجلان وامرأةٌ وألف حكاية غفلوا عن الحزن العميق
شاركونى رقصتى
الضيف يصرخ: منجلى تَلِمٌ
أهذا سحر بابل؟
قلت: لا بل بهجة الإنسان فى كَبَدِ الحياة والذكريات سعيدةٌ
والرقصُ دون توقف
وغناء أصوات السماء.