مختار محمود عوض يكتب: ليت الفتى حجر
هذا أنا
عبثًا أُهيّئُ للقصيدة خيلَها وصهيلها
وأروح أبحث عن دروب لم تخـنى..
ثمَّ أنشطر
فتخور أغنيتى وتخسر خيلـها
ما نفع أغنية إذا لم يبق لى منها سوى البعض الوجيع؟!
يا شعر.. يا قدر
ليت الفتى حجـر.
هذا أنا
والقلب يـجرفه الـذبـول من النزيف إلى النزيف
أمضى غريبًا فى دروب تسرق الخطوات منى..
ثمَّ أنكسرُ
فأدس أشعارى بـآنـية على طرف الرصيف
وأعود أحصى ما تـخـثر من دمى.. يا طير.. يا شجر
لو أننى حجر.
هذا أنا
أمضى لأنـبـش فى حطام الأغنيات الخائبة
لكننى- قسرًا- أغنى.. ثمّ أزدجر
وتطل- شاخصة- شظايا من ظلال هاربة
فأفـر- من خوفى- ألملم ما تبعثر من خطى..
يا درب.. يا حُـفَـرُ
يا ليتنى حجر.
هذا أنا
أهذى بقائمة الدروب الخائنة
وبسطر شعر لم يطعنى.. ثمَّ أنفجر
فأطيـر صوب سحابة لأحط مذعورًا بـقـمة مئذنة
لا الريح تغفو أو تهادننى فأغفو..
يا خوف.. يا ضجر
لكأننى حجر.
هذا أنا
قلبى على وشْك التشظى وانفلات البوصلة
أخشى الرجوع إلى دروب ضيعتنى..
ثمّ أنتـثـر
فأعيد لملمة السراب على ضريح الأسئلة
كى لا أعود إلى قصيدتى الخؤون..
هبْ أننى حجر
القلب ينفطر.